أدم وحواءعاممقالات

جبر الخواطر ثقافة مجتمعية أم فطرة إنسانية

جبر الخواطر ثقافة مجتمعية أم فطرة إنسانية


كتبت إيناس رمضان

“ربنا يجبر بخاطرك “دعوة تنبع من القلب تغلفها مشاعر وأحاسيس صادقة تخترق بها السموات السبعة لا تتعدى ثواني للنطق بها قد تمر على مسامعنا دون التفكير فيها و تأثيرها على كلا من القائل والسامع ومن هو صاحب الفضل على الآخر؟ 
أدعوك أيها القارئ أن تتمعن في مضمونها ولتقرأ بقلبك قبل عينيك فما أجمل” جبر الخواطر “
تلك العبادة الخفية التي لا تتبادر إلى الذهن كسائر العبادات الظاهرة مثل الصلاة والصوم وغيرها. 
خلق إسلامي اصطفى الله به بعض من عباده ومنحهم من فضله خصال ينعمون بها دون غيرهم من صفاء النفس وسلامة القلب ورجاحة العقل، إناس لا يبحثون عن متع الدنيا الزائلة ولكن كل ما يرجونه مرضاة الله واتباع سنن رسوله الكريم. 
لذا هم الأقرب لله سبحانه وتعالى فما أجمل قول الإمام” سفيان الثوري” 
(ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم) 
ونحن ندرك جيدا ليس هناك سوى الله الجبار القادر على جبر حوائج الخلائق أجمعين وجبر النفوس المنكسرة لتسكن الطمأنينة القلوب وتنعم بالسكينة ويهدأ البال الشارد. 
ولكن كيف للإنسان أن يجبر نفوسا كسرت أو قلوبا تحطمت أو أرواحا على قيد الحياة ولا تنعم بالحياة!!
لا تفكر كثيرا فالأمر لا يحتاج سوى أن تروج الأيجو بداخلك حتى لا يعيق الاستمتاع بحياتك كن جابرا بخاطر والديك امنحهم من وقتك واقض حوائجهم عن طيب خاطر فهم سبيلك للجنة وما أجمل من أن تكون السند لزوجتك وأهل بيتك فتصفو الحياة بينكما.
ولتجعل التواضع و الابتسامة عنوان محبة بينك وبين البشر فأنت لاتعلم ما تحمله النفوس من ألم ، واجعل كلمتك حانية فالكلمة الطيبة صدقة ، ولا تبخل عن قضاء حوائج الناس إذا كان بإمكانك فقد اختصك الله بذلك وميزك عن سائر خلقه ولك مكانتك عند ملك الملوك فأحرص ألا تشعرهم بأنك ذات فضل عليهم ، امسح رأس اليتيم واحتضن المسكين ومد يد العون للكهل الكبير، وساند من فقد الحبيب. 
فجبر الخواطر لا يحتاج منك أن تكون ذات جاه أومال وإنما أن تكون صادق النية مع الله ومع كل مهموم لجأ إليك ولو بذكر أو نصيحة أو موعظة حسنة أو ليكن بدعوة صادقة بظهر الغيب فالأمر لايحتاج إلى جهد كبير أو بذل مزيد من الطاقة . 
جبر الخواطر ثقافة مجتمعية أم فطرة إنسانية

وعلى الرغم من تلك الأفعال البسيطة التي تدخل السرور في نفوس وطريق الألفة بين العباد ولكن لها عظيم الجزاء عند المولى فيكفي جزاء جابر الخواطر أن يتحصن بحماية الرحمن ” فمن سار بين الناس جابر للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر” فماذا تنتظر كن ذات همة عالية ،كريم النفس سخي العطاء فالجميع يحتاج إلى تطييب الخاطر حتى يلتئم ذلك القلب أو تلك النفس التي قد تعاني ألما أشد قسوة من كسر العظام إذا كسرت. 
ولنقتدي برسول الله (صل الله عليه وسلم) ونتذكر الدعاء الملازم له والذي كان يردده بين السجدتين” اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني”.

تحية إلى القلوب اللينة الطيبة الرقيقة التي تتجول جابرة الخواطر وكأنها ملائكة في صورة بشر.

اللهم أجبر قلبي وقلب كل من قرأ تلك المقال جبراً يتعجب منه أهل السموات والأرض ، جبراً يليق بكرمك و عظمتك و قدرتك يا رب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock