كتب/خطاب معوض خطاب
اعتدنا أن نكتب كثيرا وننشر عن النماذج السيئة التي نشاهدها ونلقاها أو نتعامل معها، وأن نحذر الناس من أفعال هذه النماذج، فهل فكرنا أن نكتب وننشر عن النماذج الجيدة التي تحيا بيننا وتفعل الخير وتنشره دون أن يشعر بها أحد.
عم “ظاظا” أو عم صيام عبده جزار يسكن حي السيدة زينب بالقرب من مستشفى الأطفال 57357، ويشاهد معاناة أهالي الأطفال المرضى بالسرطان الذين لا يجدون مكانا للإقامة بالقرب من المستشفى نظرا لارتفاع أسعار الأماكن المتاحة لهم، كما أن دور الإقامة المكانية تبعد كثيرا عن المستشفى، فقرر أن يساعد أهالي هؤلاء الأطفال المرضى بأن خصص شقة في منزله ووضع فيها 7 أسرة لإقامتهم مجانا دون مقابل، كما أعلن أنه يفعل ذلك دون قبول تبرعات من أي أحد أو جهة، عم “ظاظا” يفعل هذا الأمر منذ ما يقرب من 4 سنوات، وهو حاليا يعتزم تجهيز شقة أخرى لاستضافة المزيد من الأطفال المرضى وذويهم.
و”إبراهيم مكاوي” سائق تاكسي بسيط، كان يعمل سائقا على سيارة ثم من الله عليه واشترى السيارة التي كان يعمل عليها، ونوى أن يعمل خيرا كما أفاض الله عليه من خيره، ومنذ ما يقرب من 7 أشهر قرر أن يخصص مشوارا أو مشوارين بسيارته يوم الجمعة والسبت من كل أسبوع لعمل الخير، ومن وقتها يتوجه “إبراهيم مكاوي” بسيارته لأحد المستشفيات مثل 57357 أو المعهد القومي للأورام ويصطحب المرضى ويوصلهم لمنازلهم دون مقابل، ويقول السائق “إبراهيم مكاوي” إنه لا ينظر لديانة المريض الذي يقوم بتوصيله أو هيئته، هو فقط ينظر للمريض من ناحية حالته الصحية ومدى حاجته للمساعدة.
الخير فعلا موجود، والخيرون كثيرون، فلنفعل الخير، وننشر الخير، فعسى أن يفعله غيرنا تأسيا بنا، فهكذا فقط نصلح من أنفسنا ونغير أحوالنا، فقديما قالوا: “مهما لعنت الظلام لن تستطيع أن تمحوه، ولكنك إن أضأت شمعة واحدة مضيئة سوف تتخلص من هذا الظلام”.