مقالات

المبادىء ال ١٢ لتشكيل القائد الاستثنائي

بقلم : د. هشام البحيري

من السهل التفكير بأسلوب القائد غير أن ترجمة الأفكار القيادية على أرض الواقع ليست باليسيرة . في الواقع العملي ، تعتمد القيادة بشكل جزئي على الاستراتيجية( خطة وطريقة واتجاه لتحقيق هدف) ولكنها تعتمد بشكل أكبر على الحكم الصائب على الأمور ولطالما تمحورت القيادة حول الكياسة والثقة واللمسة المميزة .

ومن الممكن أن نصف مسئوليات القائد حين نقول إنه يجب أن يكون متاحا طوال الوقت ، وأن يكون دائما على أهبة الاستعداد للخطوة القادمة .

إن نقطة البداية الحقيقية لأي قائد ناجح هي ( هنا / هناك ) بمعنى أن يركز بشدة على حاضره ويفتش عن الفرص التي تلوح في الأفق .

وفي جولة سريعة هناك ١٢ مبدأ قيادي بمثابة المكونات الأساسية التي تشكل قائدا استثنائيا :

* مارس القيادة : إن القيادة هي الترفع عن التفكير في المصالح الشخصية وتبني المصالح الاجتماعية .

* حدد الغاية السامية للمنظمة :أن تنطلق بعد أن تحدد رؤية ورسالة (غاية) ثم تترجمها إلى أهداف . فالرؤية والرسالة والهدف هي حجر الزاوية في مجال القيادة لأنها توحد الجهود نحو مسار محدد ، وبدون هذه الرؤية أو الغاية والأهداف سيخرج فريق العمل عن مساره دون أن يشعر . الغايات والأهداف تعزز من الاندماج ، والاندماج في حد ذاته هدف بالغ الأهمية لضمان تطوير الفريق .

* صمم استراتيجيات المنظمة : تعد الاستراتيجية (الوسيلة )بمثابة خارطة طريق هادفة وحاسمة ، ولكنها تتسم أيضا بالمرونة والقدرة على التكيف والاستجابة للبيئة . وتبدأ الاستراتيجية بنتائج الحاضر وترسم الطريق للمستقبل وتتعلق بالوقت المطلوب للوصول إلى تلك الوجهة المستقبلية .

كما أن السرعة هي امتياز للقائد مع مراعاة استطاعة هيكل المنشأة وثقافتها بالاستيعاب .

* اختار وحافظ على الموظفين الموهوبين : القائد البارع هو من يقع اختياره على مجموعة من الموظفين البارعين ، وأن يشكل منهم نسيج من المواهب والقدرات التي تتضافر بعضها مع بعض .

والقائد الجدير هو من يكون قادرا على اختيار أعضاء فريقه بشكل يتناسب مع استراتيجية المنظمة بما يتم من اختيار موظفين تعوض قوتهم نقاط ضعف المنظمة .

فإن عملية تطوير وتدريب الموظفين من أهم مهام القائد ، ويجب أن يلعب دور المرشد والمعلم والمحفز لموظفيه .

* استخدام المؤشرات :تنطلق القيادة الفعالة بوجود بيانات وأسس وحقائق لا تقبل الجدال ، وتعد عمليات القياس والمراقبة ووحدات القياس من الضرورات ،والقياس يعني فهم المؤشرات وليس مجرد صف بيانات

ويحب ألا يخلط القائد بين القياس والنتائج .

* مكن موظفيك : القائد في الواقع العملي لا يمكنه أن يتولى جميع المسئوليات فلابد أن يفوض المرؤوسين سلطة اتخاذ القرارات أيضا ، ويجب على كل قائد أن يجعل مرؤوسيه يشعرون بأهميتهم وأنهم جزء من فريق واحد .

* كافىء موظفيك : حتى تشعرهم بالانتماء وأنهم مهمين ومساهمتهم فارقة في العمل .

* استشعر وتوقع :نجاح أي مؤسسة مرهون بدقة حدس قائدها ودقة حكمه على الأشياء في المستقبل ، والقائد يمكن أن يعتمد في إدراكه للمستقبل على تجارب الماضي دون أن يقتصر عليها فمهارة التوقع تستند إلى الواقع .

* استطلع واكتشف :حين يبحر القائد لا يصبح إعداد الاستراتيجية إجراء يمارسه مرة كل عام بل سيصبح إجراء يمارسه بشكل مستمر في صيغة صنع قرار استباقي مدروس عبر بيئة متغيرة وللقائد أن يدرك الاختلاف بين التكتيكي والاستراتيجي .

* تواصل :التواصل الفعال بمثابة خلية معلومات نشيطة يمتلكها القائد ، وسواء كان التواصل شفهي أو مكتوب فلابد أن ينقل القائد من خلال عملية التواصل رؤيته وهدف شركته وقيمها بشكل واضح لا يحتمل اللبس أو سوء التفسير .

والتواصل لابد أن يأخذ اتجاهين (من وإلى) وبالعكس بمعنى أنه لا يجب أن يتحدث هو بمفرده طوال الوقت وإنما عليه أن يقبل استبدال الدور وأن يتحول من متحدث إلى منصت .

* انصت : يجب على القائد حين الإصغاء مراعاة ؛( يصغي دون إصدار أحكام ، ويصغي إلى الفرص لا المشكلات فحسب ، ويصغي إلى الأفكار ويتجنب الحكم المسبق على من يتحدث ) .

* تعلم بشكل سريع :

يجب أن يكون القادة بطبيعتهم فضوليين ومندمجين ولابد لهم من الوعي بالذات والتقبل للنفس ولابد للقائد أن يكون مفكرا ناقدا قادرا على التعامل مع التعقيد والغموض كما يجب أن يرقى بأسلوبه في القيادة كي يرقى تابعوه بأسلوبهم .

* د. هشام البحيري ، عضو هيئة تدريس بجامعة القاهرة ، خبير تطوير إداري وموارد بشرية 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock