مقالات

الِّخنّجَرْ الّمسَموُم فيِ خَاصِّرة وقلب الأُمة

لا سخاء، ولا رخاء، ولا استقرار، ولا ازدهار، في ظل الاستعمار، وكذلك لا أمن، ولا أمان، ولا تقدم، ولا تّطور، أو توازن، أو نهوض، أو صعود مع وجود هذا المحتل الاسرائيلي، لأرض وشعب فلسطين؛ إنهُ كيان استيطاني استعماري فاجر، ومغتصب، ومجرم، ولا يحبون السلام، ولا يؤمنون بالسلام، فلقد قتلوا رئيسهم رابين رمياً بالرصاص حينما فكر بالمضي بالسلام مع الفلسطينيين، وسجنوا رئيسهم أولمرت لما فكر بصنع السلام!؛ والأمثلة علي ذلك كثير!!؛؛ لذا فإن هذا الاحتلال الاستيطاني كالسرطان الخبيث المزروع، والمغروس كالِخنجرٍ المسموم القاتل في قلب وخاصرة الوطن العربي!؛ إنه كّيِان غريب عن المنطقة كلها؛ وكيف لا يكون غريباً؟!؛ وهو يقع في قلب الوطن العربي، وبين دول الطوق العربية مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان، وأخواتها من الدول العربية الأخرى، جاء بهم الغرب لمم من كل أصقاع الأرض ووضعوهم في فلسطين!؛ فلا مكان للمستعمرين المستوطنين الغاصبين في هذهِ الأرض المباركة المقدسة فلسطين؛ والتي لن، ولم تكون من قبلُ ولا من بعد إلا عربية فلسطينية أصيلةً كنعانية، ضاربة جذورها في أعماق التاريخ؛ ولن تّتّلقحَ تلك الأرضُ بغير اللُغة العربية. علي الرغم من محاولة الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها تدجين، وتهجين، وعجن، وخبر، وطبخ، “صفقة القرن”، لتسكين، وتمّتين، وتمكين، هذا الكيان المستعمر الغاصب اليميني المتطرف ليكون سيداً قوياً، ومتيناً بين الدول العربية، من المحيط إلي الخليج العربي !؛ إلا أنهُ سوف تبوء كُل تلك المحاولات بالفشل!؛ لأنهُ كيانٌ غريب غاصب، مهما حاولوا تقويتهُ وترسيخ في فلسطين، سيبقي هذا الاحتلال أوهنُ من بيت العنكبوت؛ وهم عصابة يمينية متطرفة قذرة بزعامة “نتنياهو”، والذي تتضح خيانتهُ لأقرب الناس لهُ؛ فهوُ يّخُون حتي، وّلي نعمته ترامب؛ حيثُ اكتشف الإدارة الأمريكية اليوم أن أجهزة تصنت، وتجسس زرعها جهاز الموساد الإسرائيلي في البيت الأبيض للتجسس علي ترمب وادارتهِ!؛ وهذا ليس غريباً علي هذا الاحتلال فهم عصابة، ويتّصيدون لبعضهم البعض، حتي في الانتخابات فيما بينهم تري العداوة، والبغضاء، بل يحقدون حتي علي أنفسهم، ويعيثون في الأرض الفساد، والافساد… إن هذا الكيان الاستيطاني الاستعماري الغاصب لهُ دور وظيفي في فلسطين المحتلة؛ وقد تم إنشاءه في المنطقة العربية غربي البحر المتوسط لإيجاد قلعة متقدمة ترعى المصالح الغربية، وتضمن ضعف المنطقة، وهو ما حدث ويحدث فعلاً؛ وما يجري اليوم في عالمنا العربي كان نتاج مخططات ومؤامرات، ومؤتمرات كثيرة، منها مؤتمر نّجِس بزعامة كامبل بنرمان، الذي انعقد في لندن عام 1905م، واستمرت جلساته ومخططاته بالتدريج وصولاً للعام 1907م، بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن؛ وضم المؤتمر مجموعة من الدول الاستعمارية في ذاك الوقت منها: بريطانيا، فرنسا، وكان من مخرجات نهاية المؤتمر الخروج بوثيقة سرية سموها “وثيقة كامبل” نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، “هنري كامبل بانرمان”؛ حيث كان يهدف إلي إسقاط الصحوة العربية، وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة العربية، لأنهم علموا أن خطورة الشعوب العربي تأتي من عوامل عدّة يملكها: الدين الواحد، والمصير المشترك، والتاريخ، واللغة، والثقافة، والهدف والآمال، وتزايد السكان، والوحدة الجغرافية، والنهضة الاقتصادية، وعوامل التقدم العلمي، ورأى المؤتمر ضرورة العمل على استمرار وضع المنطقة العربية متأخرًا، وعلى ايجاد التفكك والتجزئة، والانقسام وإنشاء دويلات مصطنعة تابعة للدول الأوروبية، وخاضعة لسيطرتها. وهكذا أقاموا كيان المستعمرة الاسرائيلية لرعاية مصالحهم في قلب المنطقة العربية، وجاء في توصيات المؤتمر: ” أنهُ يعيش شعب عربي واحد تتوفر له، وحدة التاريخ، والدين، واللسان”؛ ومقومات لنهضة اقتصادية رهيبة، لذلك يجب علينا العمل علي إبقاء شعوب المنطقة العربية مفككة جاهلة متأخرة، ومتناحرة بين بعضها بعضاً، وعلى هذا الأساس قاموا بتقسيم دول العالم بالنسبة إليهم إلى ثلاث فئات؛ وسعوا لحرمان الدول العربية من الوحدة والتحرر، ومن اكتساب العلوم، والمعارف التقنية، مع العمل علي محاربة أي توجه عربي اسلامي، وحدوُي فيها؛ ولعل مسار الأحداث على الأرض يدعم مضمون وثيقة كامبل، وقد تمّ بعدها إصدار “وعد بلفور” سنة 1917، وأصرَّت بريطانيا على أن تتولى بنفسها رعاية، ونمو وتطور المشروع الصهيوني في فلسطين، كما رعت إنشاء وقيام دولة لليهود في فلسطين!؛ وقمعت إرادة الشعب الفلسطيني وسحقت ثوراته طوال ثلاثين عاماً (1917-1948) إلى أن اكتملت وتمت الُبنى التحتية “للدولة اليهودية” عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وإدارياً، وتشكَّل في سنة النكبة 1948 كيانٌ صهيوني (إسرائيل) كخنجر مسموم له دور وظيفي استعماري كلب حراسة في قلب الأمة العربية، والإسلامية؛ وما ساعد ذلك الكيان في الاستمرار حالة الضعف والترهل والتشرذم العربي، العربي، والخلافات العربية، والربيع الدموي!؛ فهل تصحو الأمة من غفلتها وترجع لرشدها؟ ولتعلم أنها أكلت يوم أُكل الثور الأبيض، فنتحدّ معاً في وجه الأعداء.
الأديب الكاتب الصحفي، الباحث المفكر العربي والإسلامي والمحلل السياسي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل
عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب والاكاديميين والعلماء والمثقفين والإعلاميين العرب
الأستاذ والمحاضر الجامعي غير المتفرغ، ورئيس المركز القومي لعلماء فلسطين
dr.jamalnahel@gmsil.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock