أخبار وفن

وفاة الطالب طارق محمد القوصي داخل فصله بالقناطر الخيرية

وسؤال يفرض نفسه: "وماذا بعد؟!"

كتب/خطاب معوض خطاب

العالم كله يحتفل بيوم الطفولة العالمي، بينما نتفاجأ نحن هنا بخبر مؤلم وموجع للقلب جعلني أتساءل “وماذا بعد؟!”، فهذا السؤال سألته لنفسي بعدما علمت بوفاة طالب القناطر الخيرية داخل فصله الدراسي، وللأسف لم أجد له إجابة، فكوارث التعليم تتوالى دون حساب أو عقاب.

فقد شكونا كأولياء أمور من قبل كثيرا من بعض المتاعب التي يلاقيها أبناؤنا الطلاب في المدارس من قبل بعض مدرسيهم، ولكن أن يصل الأمر لدرجة أن مدرسا يترك طالبا يتألم حتى يموت داخل فصله، فهذا ما لا يمكن تجاهله والسكوت عليه أبدا.


فقد حدث يوم أمس الأول في أحد المدارس الخاصة بالقناطر الخيرية أن اشتكى بعض طلبة الصف الثالث الإعدادي لمدرسهم من أن زميلهم طارق محمد القوصي يعاني من تعب ودوار شديد، فإذا بهذا المدرس يرد عليهم بأن زميلهم هذا يتظاهر بالمرض، ثم طالب المدرس الطالب بعدم الهزار.


وبعدها أغمي على الطالب المريض وفقد وعيه، وبعد ذلك بنصف ساعة طلب المدرس مشرف الدور الذي قام بطلب الإسعاف، ولكن قدر الله كان قد نفذ ومات الطالب الصغير، إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية.


وقد أعلنت إدارة المدرسة أنها فور علمها بمرض الطالب استدعت طبيبا خلال 3 دقائق فقط، ولكن قضاء الله كان أسرع، وفي الوقت نفسه قام والد الطالب المتوفي بعمل محضر ليثبت إهمال المدرسة وتقصيرها في علاج ابنه، بينما تولت النيابة التحقيق في الأمر وطلبت تفريغ كاميرات المراقبة للتأكد من المدة بين التعب الذي حل بالطالب طارق وحضور الطبيب، وما إذا كان الأمر لم يستغرق سوى 3 دقائق حسبما أعلنت إدارة المدرسة؟، أم استغرق نصف ساعة حسبما قال والد الطالب استنادا على شهادة زملائه الطلاب.


وأخيرا فإننا نعلم أن الوفاة قدر، وأن ما حدث للطالب طارق محمد القوصي لم يكن أمرا متعمدا، فقط نحن نطالب بل نناشد ونترجى السادة المدرسين الأفاضل أن يتبوأوا المكانة التي نرجوها لهم، وأن يعملوا جاهدين ليكونوا أهلا لقول الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
فنحن نريدهم رسل علم لأولادنا، نريد أن نشعر بالأمان ونحن نودع أبناءنا أمانة في أعناقهم، فنحن أيها السادة الأفاضل نعرف أن المعلم كاد أن يكون رسولا، ونعرف قيمتكم ونقدر مكانتكم، ولكننا في نفس الوقت لا نريد منكم أن تكونوا رسلا لملك الموت.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock