بقلم / غادة عبدالله
تجربة كوميدية جديدة وسط نجوم جيله من الفنانين عادل إمام ،وسمير غانم، وسعيد صالح، حيث لعب في مساحة وحيدًا منفردًا بإفيهاته ،ولازماته التلقائية والبسيطة التي جعلته يدخل قلوب المشاهدين بمنتهي البساطة والمحبة لما يقدمه من فن أنه من أهم وألمع رموز الكوميديا في تاريخ الفن المصري “الفنان يونس شلبي” الذى نجح في انتزاع الضحكات من قلوبنا بتلقائية شديدة، فالكوميديا خُلقت لأجله، وخُلق هو لأجل الكوميديا، وما قدمه من أدوار لا تزال محفورة في ذاكرة جمهوره.
يونس شلبي مواليد مدينة المنصورة ” 31 مايو 1941″، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث بدأ يونس رحلته مع التمثيل من خلال المسرح، فبعد تخرجه عام 1969، شارك بأول عمل له “الغول” حيث لفت له نظرالعديد من نجوم الكوميديا، وعدد من المخرجين إليه من خلال عمله في المسرح.
حيث فتح “الغول” أمام يونس، طريق النجاح والشهرة، لينضم بعدها إلى فريق عمل «مدرسة المشاغبين» 1973.
فبعد مشاركته في مسرحية «مدرسة المشاغبين» أمام الفنان عادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكي بعدها استطاع أن يلفت الأنظار إليه من خلال كاريزمته الخاصة التي انفرد بها في أدائه التمثيلي بطريقة تلقائية، وبسيطة، ومحببة للمشاهد.
فكان السائد في ذلك الوقت والنظر دائما إلى ان الكوميديا أقل مكانه من الدراما والتراجيديا، حيث جائت كوميديا يونس شلبي التى كانت قائمة على التقمص وذلك كان الجديد فى عالم الكوميديا فى ذلك الوقت ، وفكان الدائم بأن الكوميديان يمثل شخصيته الحقيقية، فكانت فكرة التقمص في الأدوار الكوميدية جديدة ، وكان لهذه المدرسة أساتذة على رأسهم علي الكسار، ومن التلاميذ الذين أصبحوا أساتذة فيما بعد، إسماعيل يس وعبدالفتاح القصري، ربما كان القصري أكثر، لأنه استخدم كل ما يمكنه من أجل فكرة التقمص، وجعلها مدرسته وأضاف عليها الكثير.
ثم وصال مشواره وانضم لفريق عمل «العيال كبرت» 1979، دور «منصور» في مدرسة المشاغبين، أوضح إننا أمام نجم كوميدي من طراز كبير، هذا الدور الذي لم يكتب له سيناريو واضح، مساحة من الارتجال تخيف أي فنان، مهما كانت موهبته وخبرته، فما بالك بنجم في بداية مشواره، وأمام نجمان لا يرحمان أحد، عادل إمام وسعيد صالح، يتعاملان مع المسرحية إنها نكون أو لا نكون، لذلك كل الإفيهات كانت من نصيبهم، كل المشاهد هم الأبطال فيها.
لكن كان ليونس شلبي رأي آخر، فأخذ مكانه رغما عن الجميع، وقدم فيه كوميديا أجبرت عادل إمام وسعيد صالح، على السكوت أمام هذه الكوميديا الفياضة وغير المتوقعة بالمرة، المشكلة كانت عدم وجود سيناريو واضح ليونس شلبي، فكل أفيهات سعيد صالح وعادل إمام تتكسر أمام عفوية يونس، واستمر يونس في استخدام هذه المساحة بكل قوة وتلقائية.
حيث جاء انطلاقته بعد ” العيال كبرت”، وقدم يونس شلبي أدوارا مهمة، بعيدة عن الكوميديا إلى حد ما، تأكيدا إنه ممثل أكثر منه كوميديان، ففي السينما منذ عام 1975 فيلم “الظلال في الجانب الاَخر”، وحصل على جائزة شرفية عن دوره في فيلم “عشاق تحت العشرين” من المهرجان الـ28 للمركز الكاثوليكي عام 1980، والكرنك وحتى آخر العمر، وشفيقة ومتولي، وعشاق تحت العشرين وإحنا بتوع الأتوبيس.
كان ليونس نصيب قليل من البطولة، فقدم 4-2-4، وريا وسكينة وسفاح كرموز، ولكنها أفلام كانت تجارية أكثر من أي شيء آخر، كانت الانطلاقة والبداية هي أهم مسيرة في تاريخ الكوميديان العظيم يونس.
حتى أن حياة يونس الفنية، يمكن تلخيصها في دور وشخصية منصور وعاطف، في مدرسة المشاغبين والعيال كبرت، كان يونس أبسط من كل هذه الأجواء التي تحكم فكرة صناعة نجم شباك، ولم يكترث لها، وقدم ما يحب واكتفى بحب الناس الحقيقي، غير المشروط بشيء إلا إنه حقا فنان كوميدي من الطراز.
وكان ايضا من الملفت أكثر أن يونس يتمتع بصوت جميل جدا، قد استغل ذلك وقدم عدة أغاني في أعمال تلفزيونية وإذاعية.
فقدم ألبوما غنائيا للأطفال، مع كمال الطائر وحسن أبو السعود ومحمد هلال، كما غنى تتر مسلسل أطفال قدمه في الخليج، كان اسمه «هلا»، وكانت أغنية جميلة وبسيطة جدا، وكما كان يونس بارع في تقمص أدوار الأطفال كما في العيال كبرت، فكان أقرب لقلوب الأطفال، حيث كانت له تجربة فريدة ارتبطت بالأطفال من خلال مسلسله الرمضانى «بوجي وطمطم» أمام هالة فاخر والذي ظل يذاع على مدار عدة سنوات متتالية، لكونه استطاع أن يخلق من هذا العمل الفني نكهة خاصة ومحببة لكل الأطفال الذين ظل هذا العمل مرتبط بذاكرتهم ومتأثرين بالأداء الصوتي الممتع لشخصية «بوجي» الدمية التي تقمصها يونس شلبي بمصداقية وتفوق.
وكانت المفاجأة فى حفل زفافه :
حيث طلب يونس شلبي من سعيد صالح ومن كل أصدقائه الفنانين الذين شاركوه مسرحية المشاغبين وأفلامه السينمائية عدم الحضور، وكان صريحا معهم في إعلان السبب، حيث قال لهم إنه لا يستطيع توفير طعام سوى لعدد قليل من المدعوين وهم أقاربه وأقارب العروسة، إضافة إلى أنه يريد إقامة حفل زفاف بسيط بدون مطربين، أو حفلات رقص أو غيره، ولكن سعيد صالح رفض الطلب وفوجئ يونس شلبي بزميله يدخل قاعة الحفل ومعه عشرات الزملاء من الفنانين وعندما شاهدهم يونس شلبي شعر بصدمة كبيرة وأخبرهم أنه لا يوجد طعام لهم، وتقبلوا ذلك بصدر رحب وأبلغوه أنهم يريدون مشاركته فرحته بيوم عمره.