حياة الفنانين

رباب كمال ” تكشف الجوانب الخفية للإخوان والواقع الفعلي للمرأة في الوطن العربي

وتوكد أن العلمانية هي الطريق الوحيد للخروج من الأزمة في الوطن العربى

رباب كمال: • تجربتى مع الاخوان كانت عن طريق الإستقطاب وكان انضمام وليس انتماء.

• العلمانية هى حتمية حضارية وثورة ثقافية ولا تعني إقصاء الدين وإنما يكون الإيمان فى مجالة الشخصى وليس فى المجال العام المشترك.

• المراة التونسية قطعت شوطا كبيراً فى سبيل حريتها سوف تدافع عنها حتى لو صبت الانتخابات فى صالح الإخوان.

• النساء التى تطالب بتعدد الزوجات أو عدم مساوتهن بالرجال هذه ليست ديموقراطية وإنما هو التنصل من الحقوق وهروب من الحرية . .

 

 الإعلامية والكاتبة رباب كمال  مذيعة ناجحة بالإذاعة المصرية وتقدم النشرات باللغة الإنجليزية وتتسم برامجها بالدفاع عن حقوق المرأة والقضايا السياسية والثقافية الشائكة 

الكاتبة رباب  صدر لها العديد من الكتب منها كتاب “من وحي العلمانية ” و”دولة الامام” وكتاب “نساء فى عرين الأصولية الإسلامية ” وكتاب مشترك تحت إشراف د .امال قرامى بعنوان “العلمانية والحقوق والحريات”

هذا بخلاف المشاركة فى مؤتمر “مناهضة خطاب الكراهية فى العالم العربى” وباللإضافةإلى مشاركتها فى فعاليات تأسيس “جبهة الدفاع عن الحريات” كما إنها كاتبة قديرة فى عدد كبير من المواقع الآلكترونية والصحف والمجلات وناشطة فى مجال حماية الحيوانات وتحاورنا معها وأجابت بصدر رحب على كل تساؤلاتنا فى قضايا شائكة قائمة بالفعل وكشفت عن حقائق كثيرة لا يعرفها الكثير بصراحة بالغة بدون مورابة .

 

رباب كمال ضيفة سحر الحياة تحاورنا معها وطرحنا عليها التساؤلات التالية

حاورها :عماد وديع

رباب كمال الآعلامية الناجحة والكاتبة القديرة والمهمومة بالشأن العام وهموم الوطن من هى الآنسانة؟

يجب أن أكون غير منفصلة عن المجتمع ومنعزلة عن دائرة النخب وليس عن المجتمع ذاته وإنسانة متطلباتى بسيطة جداً وأفصل بين عملى وبين القضايا التى أتبناها وبين حياتى الشخصية وأملك البساطة وليس العمق الزائف وأناس كثيرين لا يعرفون الكثير عنى لأني أعمل على حماية أسرتي الصغيرة وأسعى للإبتعاد عن المعارك الجانبية والشخصية للتركيز فى ضروريات الحياة
وهواياتى الموسيقى والقراءات المتنوعة والأهتمام والرأفة بألحيونات برعاياتهم من منطق حماية المستضعف وليس من باب الرفاهية .

 لمن تقولى لهم شكرا انا ادين لكم بألفضل ؟

أمى لعبت دوراً كبيراً جداً فى حياتى وذكرت ذلك فى كتاب نساء فى عرين الأصولية الإسلامية ووالدي كانت تربيتة عادية جدا و كان والده ازهرى واعتبر نفسى كنت محظوظة بهما ولكن  أمى كانت مؤثرة جداً لآنها تحمل قدراً كبيراً من المنح الإنسانى ووقفت بجواري فى شتى نواحي الحياة و المواقف الصعبة على مدار سنوات عمري
وأبي رغم نشأته كانت أصولية وكان والده أزهرى إلا أنه كان يتفهم الرغبة فى الاستقلالية والتحرر الفكري وأيضا شقيقتى كان لها دوراً كبيراً وداعمة دائما لى وكتبت عن دورها فى كتابى الثاني دولة الإمام وبألإضافة لعدد كبير من الأصدقاء والأحباء كانوا قد أثروا فى شخصيتي ولهم دوراً كبيراً في حياتى.

ماهو أخر كتاب صدر لك؟

صدر لي مؤخراً كتاب فى تونس بعنوان ” خطاب السلفية وأثره فى الثقافة الجماهيرية “
الصادرعن مؤسسة مؤمنون بلا حدود وهي مؤسسة تنويرية وفيه أتطرق للمد السلفى وأثره فى السياسة والثقافة والمجتمع
ويعتمد الكتاب على تفنيد الخطاب السلفي وأثره السيكولوجى والاجتماعى على المجتمع وقلت السلفية ليست سلفية الدعوة وإنما سلفية الجماهير
كما يتطرق الكتاب لأزمة بزوغ السلفية الجهادية المعاصرة وقلت أيضا لدينا السلفية المستتره سلفية ترتدى قميص وبنطلون وأيضا عندنا سلفية فى القوانين وسلفية المؤسسات الحكومية و عندنا سلفية مشايخ السلطة يتنازعون مع مشايخ الدعويين ومن يملك صحيح السلفية وأثر هذه الثقافة على المجتمع.
وفرقت بين السلفية الوهابية وسلفية الديار واعترضت على من يتهم الهجمة الوهابية فى مصر منذ السبعينات هى من أسباب نشر التطرف والآرهاب ولكن اللى حدث دخول أموال الخليج أو الثروة النفطية 1979 وكانت سلفية الديار وهى ناشئة داخل الأوطان وليست من الخارج لأن عندنا البذرة وتم تزويدها من أموال الخليج فيما بعد
لذلك لا نقول التطرف والإرهاب مستجد على بلدنا وعلى الشعب المصرى وإنما هو من داخلنا نحن ونتيجة ظروفنا الاقتصادية السيئة جعلت الإنجراف لها أسهل.
وهناك جزء اخر من الكتاب وفيه بفرق بين السلفية المؤيدة للسطة والسلفية المناهضة لها والسلفية المقربة من السلطة وكان اسم هذا الكتاب “خطاب السلفية وأثره فى الثقافة الجماهرية ” كما سيصدر كتاب شاركت فى إعداده مع عدد من الباحثات الزميلات فى تونس تحت إشراف د. أمال قرامى من جامعة منوبة تحت عنوان “النساء والمواريث” و فيه فصلا كاملاً ودراسة بحثية عن “جدلية التأويل والبعد الآقتصادى” فى قضية المساواة فى الميراث .

ماقصة تجربتك مع الإخوان ؟

أنا كتبت هذه التجربة فى كتاب “نساء فى عرين الآصولية الآسلامية”
وتحدثت عن ذلك بألتفصيل فى الباب الأول وكان بعنوان “فى رحاب الإخوات “
وتكلمت أيضا عن مقارنة بين أوضاع النساء فى إيران مع مقارنة مع النساء السعوديات قبل التطورات التحريرية الأخيرة للسعودية
وهو لم يكن انتماء بل كان استقطاباً ولم يصل للمرحلة التنظيمية وكان هدف هذه الجماعات ليس الإنخراط فى التنظيم وإنما نشر أفكارهم في المجتمع وانتشاره أهم من أن تكون عضواً فاعلاً لديهم
وهم يركزوا على جميع الطبقات والمستويات الاجتماعية والاقتصادية وهم متفوقين فى اختراق المؤسسات والنقابات والجامعات حتى مساجد وزارة الأوقاف اخترقوها وقد لفظت هذه التجربة بعد عام واحد فقط .
وهذه التجربة جعلتنى أقرأ واكتشف الحقيقة كاملة عن الإخوات داخل جماعة الإخوان
والإخوان لا يهمهم الانضمام بقدر اختراق المجتمع بالفكر ونشر ه على قواعد كبيرة من المجتمع وحتى المختلف مع الإخوان يتبنى فكرهم.
ونحن نعلم بشكل خاطىء أن الإنضمام يعني الانخراط بالتنظيم وهذا خطأ لآن هدف هذه الجماعة انتشار الفكر أكتر بكثير من أن تكون فاعل فى التنظيم .

ما الفرق بين الإخوان والسلفيين؟

هناك فرق فى العمل التنظيمي ولكن كلهم يبحثوا عن السلف الصالح
ولكن كل منهم لديه وجهة نظر خاصة فى تطبيق الشريعة ولكن الاختلافات السلفية أساسية فيما بينهم
كما أن السلفية أنواع وأنماط وهم متناحرين فيما بينهم ولكن هم جميعا شجرة واحدة بيخرج منها جميع أنواع الجماعات الجهادية والآسلام النهضوى عندهم هو الشرع قبل القانون وقبل الحقوق وهذا ما يعوق الديموقراطية فى مصر والدول العربية
والإخوان يدعون أنهم تنظيم مدني ولكن لا ننسى أن لديهم ميلشيات وجناح عسكرى ولا ننسى تجربة الإخوان فى 1979 عندما أرادوا تطبيق التجربة الايرانية الخومنية فى ايران ولكن على الطريقة السنية وليس على الطريقة الشيعية والإخوان لو تمكنوا من الحكم الآن سيكون حالنا مثل ايران .

حملت راية الدفاع عن المراة العربية وماهو الواقع الفعلى للمرأة المصرية الان ؟

دعني أبدأ بالقول اننى ضد شعار حمل الراية كلنا نجتهد ونكمل بعضنا البعض
وأميل إلى فكرة الإهتمام بالقضية سوياً وهناك قواسم مشتركة بين دول الوطن العربى وأيضا كل دولة لها خصوصيتها
وعلى مدى عقود طويلة حكام وملوك الدول العربية يختزلوا حقوق النساء فى تعينها سفيرات ووزيرات وهذا شكل جيد للسلطة عن طريق رؤساء وملوك الدول وهو شكل سلطوى لتمكينها فى مواقع قيادية وهذا أمر هائل وضرورى و يعنى شكل جيد للسلطة
ولكن أين الحقوق الحقيقية المفقودة والتى تعانى منهاالمرأة من قوانين الآحوال الشخصية المستمدة من التأويلات الشرعية فمعظم البلاد العربية تخلو من قانون للعنف الآسري و الطاعة والنشوز والاغتصاب الزوجى
كما أن حقها فى الخلع حق منقوص وليس حق مدني مساوىء فى الطلاق
وقانون الخلع ارتقى بألمراة المصرية من الحالة الكارثية إلى الحالة الأقل سوءاً والحق المدني اسمه حق المساواه فى الطلاق
وحتى المشرع الآن يريد أن يعدل قانون الخلع لآن حالات الطلاق زادت طيب ماتوقف حالات الطلاق الشفهى الآول وتجبر الرجل إلى تطليق زوجتة شفهى يروح يثبت هذا عند الماذون وهو فى طريقة للقهوة
وكما تعاني المرأة من قانون النسب الذي لايعتمد على البصمة الوراثية إلا فى حالة إثبات الزيجة وحتى لو كانت زيجة فاسدة حسب فتوى الآزهر الرسمية
ونعاني أيضا من الختان و مشاكل تشويه الأعضاء التناسلية للانثى رغم وجود قانون يمنعه
ولدينا مشاكل زواج القاصرات وهو مستمر لآسباب دينية و بسبب وطأة الفقر
وما أريد أن أقوله حقوق المراة ليست مناصب قيادية فقط وانما نريد تشريعات وعمل مجتمعى مع المهمشات
وحتى يومنا هذا لم يتم تعين النساء فى مجلس الدولة فى مصر بالرغم من القضايا المرفوعة فى هذا الصدد
محتاجين قوانين أحوال شخصية مدنية خالصة وتفعيل المادة 53 من الدستور بعدم التميز وواقع المرأة فى المدينة ليس كما هى المرأة فى الدلتا
فهناك مناطق يكثر بها التحرش غالبا فى المدينة
وقضايا ما يعرف بقضايا الشرف غالبا فى الصعيد والمناطق القبلية
وهناك مناطق ينتشر بها زاواج القاصرات وهناك مناطق تجمع كل هذه المشاكل والقضايا مع بعض
وايضا لا توجد البيئة الأمنة للمرأة فى العمل وهي من أكبر المشاكل التي تواجه النساء فى مصر حيث يتم التحرش بهن من رؤساءهن ولا يوجد قانون يحميهم
ولاننكر أن هناك مميزات حصلت عليها المراة فى السنوات الآخيرة من تشريعات فى دستور 2013 ولكن تطبيقها شيء ثانى ودخول المرأة البرلمان بنظام الكوتة والتمكين السياسي بتعين المراة فى المناصب
ولا أنسى أن أذكر دور وزارة التضامن الاجتماعى فى مشاريع التمكين الاقتصادى للمرأة
لاننكر وجود ايجابيات ولكن التحديات أكبر بكثير .

هل المراة يمكن ان تكون ضد نفسها ولا تعرف حقوقها عندما تخرج فى تظاهرات تطالب بتعدد الآزواج او عدم مساوتهن بالرجل وما الأسباب التى دفعتهن لذالك ؟

المرأة ليست عدوة المرأة وإنما الثقافة السائدة هي عدوة المرأة والثقافة الذكورية قد تحملها بعض النساء وقد يحملها بعض الرجال أيضا
وعندما تطالب المرأة بتعدد الزوجات وتريد التزوج من رجل متزوج له أسباب اقتصادية واجتماعية ونفسية وفكرة أن نساء خرجت للتخلي عن حقوقها لا يعنى الديموقراطية لآن الديموقراطية تؤسس على ركن أساسي وهو المساواه فى العدالة الاجتماعية
وما يقومون به تقول عنها دراسات علم الاجتماع هو التنصل من الحقوق
والمفروض من تريد أن تتنصل من حقوقها لاتفرض على الاخرين هذه الآفكار لماتكون عندنا الاول قوانين مساواة ابقي اتنصلي براحتك
والمراة التى لاتريد لاترث طب لما يكون فيه قانون الأول ابقى اتنازلى عن ميراثك
ودكتور ايريك فروم الآلمانى تكلم عن هذا الامروالف كتاب اسماه “الهروب من الحرية “1941
وفيليهام رايش النمساوى يعالج هذا فى كتاب اسمه “السيكولوجية الفاشية على الجماهير” 1933
كما ناقش الدكتور قدري حفني هذا الموضوع فى كتاب اسمه “التخلي عن الحقوق” وكتاب اخر له اسمه “العنف بين المجتمع والسلطة”
وهذه الأنماط لا يجب أن ننجرف وراءها كما أن البعد الاقتصادي يلعب دورا كبيراً في تبني النساء لهذه الأفكار
فترى بعض النساء عدم قدرتها على مواجهة الثقافة القبلية فتنبذ المساواة التي ستجعلها مستقلة اذا وضعت في مواجهة تلك الثقافةالعنيفة .
وهو ما حدث في الصومال العام 1975 حيث نبذت النساء حقوقهن الأشتراكية خوفا من ضغط ذكور المجتمع القبلي الساعين للحفاظ على مميزاتهم في التحكم في الاقتصاد و تملك الأرض .
لكن هناك العديد من النساء الرافضات للقمع تحت أي مسمى و لا يمكن قمعهن أو إرهابهن .
الرافضون لحقوق المرأة من الذكور او رجال الدين عادة يضعونها في مواجهة مع الله على اعتبار أن حقوقها كفر

ما رأيك فى المكتسبات التى حصلت عليها المراة التونسية ؟

المرأة التونسية قطعت شوطا كبيراً فى سبيل حريتها سوف تدافع عنه
ومنذ ما قام به أبو رقيبة1956 من إلغاء القوامة وتعدد الزوجات وهو أهم ما قام به فى مجال الأحوال الشخصية وحتى لو الانتخابات صبت فى صالح الإخوان
ولاحظ أن الإخوان يقدموا أنفسهم دائما على أنهم حكومة مدنية ثم يظهروا وجهم الحقيقى بعد تملكهم الحكم
وهم ضد الحريات بشكل عام وكثيرين لا يفهموا فكر الإخوان وحتى في الخارج معلوماتهم ضعيفة جدا عنهم لذلك كثيرا ما ينخدعوا منهم
وأرى أن أهم مشكلة سوف تواجه التونسيات هي المساواه فى الميراث وهن استطاعن انتزاع حق الزواج من غير مسلم وهو عن طريق الزواج المدنى والذى لا يهتم بعقيدة الزوج أو الزوجة ولا يعاملهم على أصحاب عقائد وإنما على أنهم مواطنين.

 

هناك مشروع تعديلات لقانون الآسرة مقدم والمحدد مناقشتة خلال دورالانعقاد الرابع لمجلس النواب بقصر حالات الخلع على الضعف الجنسى للرجل وأن تكون المرأة متضررة من الناحية الفسيولوجية أي حالات الضعف الجنسى فقط وحجتهم أن ترك الأمر للزوجات للخلع دون محدد أحدث فوضى للأسر المصرية من وجهة نظرهم ما تعليقك على هذا ؟

يكون بذلك الخلع هو المرة الوحيدة تطلب فيه المرأة الذى بسبب يكون للعجز الجنسى
بهذا لا يكون هناك فرق بينه وبين الطلاق للضرر الذي يمكن من خلاله المرأة أن تطلق للضرر من خلال قوانين 79
والفرق بين الطلاق للضرر هو يستغرق ثلاث سنوات ولكن عن طريق الخلع يستغرق شهور قليلة
وهذين القانونين يعالجوا حالة سيئة بشكل سطحى وليس بشكل جذرى والمفروض المساواة فى القانون المدني فى الطلاق الرجل مثل المراة
وفكرة تعديل قانون الخلع يكون بذالك البرلمان الحالي صنع ما لم يستطيع الإخوان أن يفعلوه خلال فترة حكمهم
بيعالجوا الفرق بين قانون الخلع و الطلاق للضرر من حالة سيئة إلى حالة أسوء .
هناك حالة إنفصام تشريعية واضحة ، فدعاة إلغاء الخلع يتذرعون بزيادة عدد حالات الطلاق فيجدون أن المشكلة هي فى الخلع و ليس الطلاق الشفهي أو الطلاق الغيابي أو قدرة الزوج على طلاق زوجته بمجرد زيارة للمأذون
إلغاء الخلع هو ما أراده الإخوان وهو ما يضع علامات استفهام كثيرة على المشروع الحالي .
الخلع ليس حقا مدنيا بل هو حق منقوص و المساواة تكون فى المساواة في الحق المدني و كتبت عن ذلك دراسة بحثية بعنوان ( المساواة المدنية للمرأة في مواجهة التشريعات الفقهية ) .

التغيرات التى حدثت فى المملكة السعودية من تغير للخطاب الدينى وحصول النساء السعودية على الكثيرمن حقوقهن التى يعتبرها الكثيرين بألمفاجئة هل هذا سيكون بألشىء الآيجابى على مصرفى تجديد الخطاب الدينى بشكل فعلى ؟

التغير الوحيد هو توقف دعم الفورة النفطية و البترو دولار على المستوي السياسي و الضرر الذي أحدثه هذا الفكر المتطرف لازال موجودا و إزالة أثره لن يكون بين ليلة و ضحاها
كما أن السعودية تقدم نموذجا من نسوية السلطة بينما تعج سجونها بالكاتبات و النسويات و كذلك بالليبراليين من الرجال
لهذا أميل لرجاحة العقل في فهم التغيرات الاقليمية بدلا من الاندفاع بشعارات حماسية
بالتأكيد أن النساء في السعودية حصلت على متنفس من قهر السنوات نتاج بعض التغيرات السياسية
فهذا لا يضر بل يسعدنا وقد تحملت نساء السعودية الكثير على مدار السنوات و لكن أميل أيضا إلى التركيز على تجارب متنوعة من بينها تجربة السودان و ما وصلت إليه الثورة هناك و ما تبعها مؤخرا من إلغاء قانون كان يقيد حرية المرأة في اختيار الملابس و التجمع و الدراسة وكان ُيعرف بقانون الآداب العامة .

هل يوجد ما يسمى بمصطلح دولة مدنية بمرجعية دينية فى قاموس الدول التى سبقتنا فى التقدم والآزدهار ؟

لا يوجد ما يسمى دولة مدنية بمرجعية دينية أما مدنية أو دينية ويذكرني هذا بعبارة شهيرة بمسرحية شكسبير تاجر البندقية “اعطني رطل من اللحم بدون قطرة من الدماء”
دولة مدنية بمرجعية دينية يكون فيها التشريع طبقا لظروف السلطة والدولة المدنية بمرجعية دينية تعتبر مسمار جحا سيلاحقنا فى أي حق للمواطنة
والاخوان يستخدمون اصطلاح المدنية حتى لا يحكم الجيش وانما نريد دولة مدنية يكون حكمها مدني
وهناك ضرورة لذلك دولة مدنية وليست دولة أديان وتكون على مساحة واحدة من كل الأديان وتتبع حقوق المواطنة

وهناك استحالة في التلاقي بين المدنية و الدينية الدولة في أساسها لابد أن تكون مدنية ، فيها مساواة تشريعية بين النساء و الرجال
و نحن غير قادرين حتى اليوم على تفعيل المادة 53 من الدستور و هي مادة عدم التمييز
و المواطنة ليست مجرد شعار رنان المواطنة أكبر حتى من فكرة التخلص من حكم الإخوان .
و على صعيد الحريات العقائدية ، فالدولة المدنية لا يوجد فيها قانون يميز بين بناء مسجد أو كنيسة
الدولة المدنية تؤمن بحق الاعتقاد حتى لو كانت الديانة غير ابراهيمية و تساوي في حق بناء دور العبادة و تعترف بمواثيق الزواج و الطلاق المدني لكافة الأديان
انظر مثلا لعدم الاعتراف بوثائق الزواج البهائية في مصر و كل ما استطاعوا نيله هو الحصول على شرطة في خانة الديانة .
الدولة المدنية تكفل حق الاعتقاد ولكن لا تجعل حق الاعتقاد يغلب على التشريع في المجال العام .

ما النصائح التى يمكن ان تقدميها للمراة العربية فى وطنا العربى؟

لا يوجد نصائح مكتوبة وما نسعى لفعله هو خلق أليات للتغيير
و التنوير و التخلي عن التمسك بالتمييز الجندري و التعصب الديني
نحتاج إلى التمكين الآقتصادى لها مثلما يوجد تمكين سياسى
ونريد قوانين شخصية مدنية خالصة
وتفعيل المادة 53 من الدستور بعدم التميز و لكن أهم شيء هو التمكين الاقتصادي للنساء والتعليم فلا يمكن تسديد نصائح من منصة مريحة لآن الفقر هو جزء من القضية و بالتالي فإن العمل على دعم المشاريع التنموية يجب ان يسير جانبا إلى جنب مع تعليم النساء و التوعية الاجتماعية بالحقوق .

 

• كيف نغير الفكر للرجل العربى الذكورى ان المراة ليست جسدا فقط او دورها فى انجاب الاطفال الى انها مساوية وعونا له ولها دورا موثرا فى المجتمع ؟

المشكلة عندنا فى الثقافة العامة السائدة وقد يتبناها الرجل العربى وكذلك قد تتبناها المراة العربية ايضا وكما لدينا رجال نشيطين وداعمين فى الدفاع عن حقوق المراة
هناك ايضا نساء ضد هؤلاء الرجال المدافعين عن حقوقهن لأن ثقافة الجسد تلعب دوراً كبيراً
وعشان كدة لما البنت بتقلع الحجاب تقوم الدنيا عليها لأن البنت تريد التحرر من ثقافة السطو على جسدها وهناك نظرة ثقافية ذكورية تقول ان المراة ملكية اشتراكية بمعنى الرجل يقول المراة تلبس ايه وما تلبس ايه
والأهم فى الموضوع التحرر ليس جسداً فقط وانما تحرر العقل معه يعنى ممكن احرر الجسد ولكن العقل كما هو
و هي أزمة ثقافية بالمقام الأول ، وُصنع التغيير له يتطلب مكونات متعددة من أهمها التركيز على التمكين الاقتصادي للنساء في البيئة المهمشة لها
فالوضع الأقتصادي يلعب دورا كبيرا ، كما أن القوى الناعمة و التأثير من خلال الفنون و الثقافة الجماهيرية التنويرية ضروري لمواجهة الخطاب الُمحقر لدور المرأة مجتمعيا
وانا ناقشت هذا الموضوع فى الباب السابع “العقل والجسد” من كتاب “نساء فى عرين الاصولية الآسلامية”

• كان لك محاضرة فى ندوة سابقة بعنوان هل العلمانية تطور حضارى ام ثورة ثقافية ماذا كانت اجابتك فى تلك الندوة على هذا الطرح؟

الأثنين صح حتمية حضارية وثورة ثقافية والعلمانية لا تعنى إقصاء الدين وإنما تعني أن الإيمان يكون فى مجاله الشخصى وليس فى المجال العام المشترك ورجال الدين هم الذين لديهم مشكلة مع العلمانين لأن العلمانية تقوم بتحيد دورهم وتجعلهم بلا سلطات وهم لا يريدون أن يلتزموا فى المجال الدعوى فقط وايضاً رأيهم ليس استشارى وإنما أي قانون لا يتم اجازتة إلا بعد أن يعرض على هيئة الشئون الدينية فى البرلمان وعندما يعترض الازهر يكون له حقه الدستورى فى ذالك
وقانون ازدراء الأديان 98 فقرة و أنا أعتبره ليس قانون ازدراء أديان وإنما تم تطويعه سياسيا ضد المختلف معهم
بينما العلمانية تقف على مسافة متساوية من جميع الآديان ولكنها تقف ضد تسلط رجال الدين على المجتمع وحياة الناس .

هل تتعرض رباب كمال لمضايقات من هنا او هناك بسبب افكارها ومبادئها وفلسفتها العلمانية وتبنيها نشر التنويرفى مصر والوطن العربى ؟

عادة من يكتب في مواجهة الخصوصية الثقافية يجد نفسه في مهب المعارك
و قد ُيحارب بأشكال مختلفة لكننا لسنا ضحايا بل ندرك ما نفعله تماما و ندرك حالة الترهيب المعنوي
لكن في ذات الوقت لابد أن ننتبه للدعم الذي نجده من الأصدقاء و الأسرة و زملاء العمل
و من يشن الحروب و المعارك الجانبية المشخصنة يكون التعامل معه ورد فعلي هو تجاهله وتجاهل المعارك الجانبية
والاستمرار في العمل و الانتاج و محاولة التأثير وأركز على الدعم من الاصدقاء ولا انجرف لمعارك جانبية والهدف ليس التحريض ضد مشاعر الناس بل التحريض على التفكير .

هل مازال لديك أمل ؟

نعم أنا عندى أمل لازم نبقى فاهمين حركة التاريخ فى المنطقة العربية كلها التى تتسم بالتغير المستمر
ورغم أن الآمور لا تبدو طيبة ولكن ما يحدث الآن هو الإصطدام الحضارى وكان المفروض أن يحدث من عقود مضت ولكنه يحدث فى هذا الوقت وفى وجود وسائل التواصل الاجتماعى والتجربة تجعل عندنا امل
وبشكل عام سيكون هناك تقدم ورغم الأوضاع الحالية قد تبدو ان هناك لايوجد امل
ولكن اذا نظرنا فى الخمسين أو المائة سنة الماضية من عمر التاريخ وعلى سبيل المثال أن المراة لم يكن يسمح لها بالتعليم والان أصبحت المراة تتعلم
واحب اشير لكتاب steve pinker اسمه اسمه “الملائكة الافضل فى العالم “وفى هذا الكتاب يقوم كاتبه بالرد بالآرقام ويقول رغم ان الصورة قاتمة إلا ان العالم والحركة تقدمت وانجزت أشياء كثيرة جدا
هناك امل قادم وليس بالضرورة الحصول عليه الان .
وفى يوم من الايام قال عباس العقاد لراوية عطية ابقوا قابلونى لو دخلتوا البرلمان ودخلت المرأة البرلمان لأن العقاد كان ليس لدية رؤية حداثية للمرأة لآن ثقافتة كانت أوصولية رغم قامتة الآدبية لابد أن نتمسك بالأمل لآنه قام بالفعل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock