
بقلم : الدكتورمحمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب باريس
حينما شرعت لكتابة هذا الموضوع لست أدري لماذا تذكرت
قانون نيوتن الثالث الذي يقول:
” لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الإتجاه”
وهنا طرح العقل النقدي عندي سؤالاً:
هل يمكن أن يكون رد الفعل أقوى من الفعل ذاته ؟
أعظم منه ؟ هل يمكن أن نتحدى الطبيعة ؟
سؤال عبقري تجيب عليه تلك الكلمات وتكشف عن السر المستور وراء السطور .
الدكتورة / مها نور شابة في عمر الزهور أُصيبت بسرطان الثدي , وتم استئصال الجزء المصاب مع الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط , هذا الاستئصال يفرض محاذير صارمة يجب أن تُطبق بكل عناية من تلك المحاذير
منع قياس الضغط أو أخذ حقن أو تعرض لجروح أو اللسع أو
لبس الملابس الضيقة أو حمل شئ بالذراع الذي تم استئصال الغدد اللمفاوية منه
وأضافت مها نور أن التعرض لتلك المحاذير يعرض تلك الذراع للانتفاخ حتى تصبح كرجل الفيل ويُسمى هذا المرض ” ليمفيديما ” ولن تعود الذراع إلى حالتها الطبيعية وربما تحدث مضاعفات تؤدي إلى البتر .
قيمة المعلومة = حياة
الدكتورة مها نور كان لديها معرفة تامة بكل تلك المعلومات وحينما دخلت إلى غرفة العمليات وهي ” كمريضة سرطان ” وقد عفاها الله والحمد لله , دخلت لإجراء عملية جراحية , كانت الممرضة تجهز ذراع مها المصاب لإعطاءها حقنة فصرخت مها وأبلغتها أنها من مرضى سرطان الثدي ومن المحظور التعامل مع الذراع الذي تم استئصال الغدد الليمفاوية منه
والسؤال المطروح هنا ماذا يحدث لو كانت مها لا تعلم تلك المحاذير أو أي سيدة في مكانها , بالتأكيد كانت النتيجة كارثة بكل المقاييس.
المحنة والمنحة :
تعرضت مها لمحنة جعلتها تطرح سؤالاً عاصفاً للذهن كيف تستفيد من تلك المحنة ؟ وأي مريضة سرطان ثدي على مستوى العالم ؟
فكرت في تصميم أسورة تلبسها السيدة المصابة بسرطان الثدي , تحمل كل التحذيرات التي سبق عرضها , بل هناك أسورة أكثر تطوراً وهي تحمل ذاكرة رقمية صغيرة فيها كل بيانات الحالة المرضية للمريض , يمكن التعامل معها في حالة فقدان الوعي أو عدم تذكر تفاصيل الحالة , ومجرد رؤية الأسورة يتفاعل الناس لحماية المريضة من أن تتعرض للتحذيرات السابقة .
لقد حوّلت مها نور المحنة إلى منحة ….منحة لكل مريضات سرطان الثدي وبالتالي تغلبت على قوانين نيوتن ” لكل فعل رد فعل مضاد له في القوة ومضاد له في الاتجاه ” لقد حصلت على براءة الاختراع عالمياً لتلك الأسورة .
الجدير بالذكر أن الدكتورة ” مها نور ” كاتبة وصحفية في أكثر من جريدة مثل اليوم السابع والجمهورية أون لاين كما ترأس مجلس إدارة مجلة سحر الحياة , ورئيس مجلس إدارة جمعية سحر الحياة لدعم مرضى السرطان , كما أنها معدة برامج لقناة الحدث , لم يؤثر المرض في مها , بل جعلها تكتشف قوى داخلية تستمد طاقاتها من الإيمان بالله دون سواه , الله الواحد الأحد , لقد انتصر الإيمان وانهزم قانون نيوتن