ببساط الشوق . …. رحلت إلى مجالسهم .. … العامرة بالقيم . لم يكن من عاداتهم الجمع للغريزة ولا الطرح للأذى . ولا المنع ولا السخرية .. بل بذل وكرم وعفة وعنان … يحل الدفء في حضورهم و الحضور معلق في ثنايا الروح لهم . كل ما حولنا يرتل لحن البساطة وتلك الروائح لاتزال تتعقبني في هوى المنون . كنت أحرص على الوقت وحرصي يطالع ساعة اليد كل حين إلا في قببهم … فقيثارة الود والإيثار همس سرمدي كلما حن الرمش لمكحلة الشوق بطعم خفي في الريق قبل حنايا الخد . تأخذنا الأيام ويكبر فينا هذا الشوق الغريب لهم مع رسائل الشيب وضباب الرؤية وطعم اللقمة الذي اغرب في الأفول عن تلك الأطايب التي كانوا يتناولونها في سراتهم . كم من نسمة عانق عروض الأمل وكم من عطاء فاق الثراء … حروفنا وإن تسربلت بالفحول والشعر والمعلقات لا ترقى الى عتبة سماحة تلك الوجوة والقيم … لا التاريخ عاد ولا البطون تنجب ولا النهى ترقى ولا المداد يفي ولا النفوس تصفو ولا العين تلقى إلا صحائف ودهم وهم يبذلون … ونحن نغمض العين من أذى واقع تسربل بالأنانية وحب الذات … خواطر … مغترب عن عالم الأنانية …