مقالات

عميد الخط العربي سيد إبراهيم مؤلف كراسة خط الرقعة للمدارس المصرية

كتب/خطاب معوض خطاب

الخطاط سيد إبراهيم صاحب كتاب روائع الخط العربي، والمبدع الذي أبدع في كتابة كراسة الخط العربي التي كان يتم تدريسها بالمدارس قديما، والملقب بعميد الخط العربي يعد واحدا من أشهر المبدعين المصريين الذين ذاع صيتهم في مختلف بلدان العالم، وللأسف الشديد فإنه يعد من المهمشين في بلده، وربما لم يسمع به أحد سوى المهتمون بالخط العربي، رغم ما تمتع به من موهبة كبيرة شهد له بها الكثيرون من مختلف بلاد العالم، وقد كان شاعرا وأديبا بجانب كونه خطاطا من أبرز كتاب الخط العربي.


وقد ولد سيد إبراهيم عميد الخط العربي في أغسطس سنة 1897 في حي القلعة بالقاهرة، وحفظ القرآن الكريم في الكتاب، ثم التحق للدراسة بالأزهر الشريف ومن بعده بالجامعة الأهلية، وتأثر سيد إبراهيم بالبيئة المحيطة به، ولذلك فقد نشأ محبا لفن الخط العربي ومفتونا به، وكان لنشأته في حي القلعة العريق أثر كبير في ذلك، فمنذ صغره كان يقف مشدوها بالساعات يتأمل ما خطه كبار الخطاطين من مختلف العصور على الآثار الإسلامية، مثل جدران جامع محمد علي وجامع السلطان حسن وجامع الرفاعي وسبيل أم عباس، وهكذا كان حي القلعة بمثابة مدرسة للخط نشأ وتربى فيها الخطاط سيد إبراهيم.

كما كان لورشة شقيقيه الكبيرين محمد تاجر الرخام وأحمد المثال والنحات أثر كبير في صقل موهبته، وخاصة شقيقه أحمد الذي كان فنانا كبيرا وتدل عليه أعماله الفنية وآثاره في الحديقة اليابانية بحلوان، بالإضافة إلى أعماله الفنية الموجودة في حديقة الأندلس بالقاهرة.

وقد درس سيد إبراهيم الخط على يد أساتذة من مصر وتركيا، وبرع في كتابة الخط العربي، افتتح سيد إبراهيم مكتبا للخط العربي بالقرب من شارع محمد علي وسنه 18 سنة، وذاع صيته كخطاط، وكتب بخطه لافتات المحلات والإعلانات، وبطاقات الخاصة للوزراء والمشاهير، وكتب عناوين المسرحيات ومانشيتات الصحف، وأسماء الكتب والمجلات الشهيرة، وكتب بخطه أيضا مقدمة أفلام عبد الوهاب، وتهافتت عليه المعاهد الفنية والعلمية ليقوم بتدريس الخط العربي بها، ومن بينها كلية دار العلوم، ومدرسة تحسين الخطوط الملكية التي أنشأها الملك فؤاد، بالإضافة إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومعهد المخطوطات العربية وقد تخرجت على يديه أجيال وأجيال من الخطاطين المصريين والعرب والأجانب، كما انتدبته المحاكم المصرية كثيرا كخبير في قضايا التزوير.


وقد تزامن اهتمامه بالشعر والأدب مع اهتمامه بالخط العربي، فكتب مقالات أدبية ومقالات عن الخط العربي في مختلف الصحف والمجلات، واشترك في تأسيس رابطة الأدب الحديث، كما شارك في تأسيس جماعة أبوللو مع أمير الشعراء أحمد شوقي والشعراء أحمد زكي أبو شادي وإبراهيم ناجي وحسن كامل الصيرفي، وكان يجالس طه حسين والعقاد وعلي أدهم وأحمد حسن الزيات وغيرهم، وكان عضوا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وعضوا بالمجلس الأعلى للثقافة.

وقد كان الخطاط سيد إبراهيم صديقا مقربا لشيخ العروبة أحمد زكي باشا، وكان ركنا أساسيا في ندواته الأدبية، بالإضافة إلى أنه كان يحضر ندوة كرمة ابن هانئ، ويلقي شعره في حضرة أمير الشعراء أحمد شوقي، كما كان يشارك في ندوة صديقه كامل الكيلاني الأدبية.

وفي سنة 1978 أجرى الخطاط سيد إبراهيم عميد الخط العربي عملية جراحية في عينه، وترك التدريس بعدها وبقي في بيته يمارس هوايته في الكتابة، ثم اعتزل كتابة الخط وهو في عمر 92 سنة، وتوفي في 21 يناير سنة 1994 عن عمر 97 عاما بعدما ترك العديد من الأعمال الخالدة التي ما زالت تحيي ذكراه مثل كتاباته على جدران المسجد الجامع في مدينة بنجالور بجنوب الهند، وبعض الآثار الخطية بقصر الأمير محمد علي بالمنيل بالقاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock