أخبار وفن

ماهي قصة أغنية قو لوا لعين الشمس_ماتحماشي مع حادثة دنشواي

كنت و مازلتُ أحبها والآن أحببتها أكثر بعد معرفة قصتها. .

بالتأكيد جميعنا سمع هذه الاغنية مرارا وتكرارا ولعقود طويلة، وكلنا نتذكر كلماتها وموسيقاها الرائعة اذ غالبا ما تقتحم هذه الاغنية تفكيرنا وعواطفنا عندما نفارق او نودع أحد احبائنا من العائلة أو الأصدقاء لسفر طويل، ولكن لم يدر في خلد أحدنا ان أصل كلمات هذه الأغنية ودافعها الحقيقي كان لتمجيد أحد الشباب الاحرار الأبطال المصريين الذي استشهد شنقا حتى الموت لتصديه للاحتلال الإنكليزي لبلده وذلك في بداية القرن العشرين، وكذلك لعلاقتها أيضا بواقعة قرية دنشواي المشهورة والمظالم العظيمة التي تعرض لها فلاحو القرية من المحتل الإنكليزي والحكومة التابعة له.

وملخص القصة :

هو ان قاضي المحكمة المصرية وهو بطرس غالي المعروف بتعاونه وعمالته للإنكليز آنذاك , وهو جد الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي , تولى إصدار الأحكام الجائرة بحق فلاحي وسكان قرية دنشواي والتي تراوحت بين إعدام أربعة فلاحيها  وسجن عدد كبير لفترات مختلفة وجلد عدد آخر منهم والسبب هو موت أحد الضباط الإنكليز الذي كان يمارس الصيد قرب القرية لتعرضه لضربة شمس قوية ولكن أهل القرية اتهموا بقتله.

ومكافأة لما قام به بطرس غالي فقد أوكل الإنكليز اليه حقيبة وزارة الحقانية (العدل) اليه ومن ثم أصبح رئيسا للوزارة المصرية عام 1910.

وتم تنفيذ الحكم بحق الفلاحين من قرية دنشواي بطريقة وحشية زادت من فظاعة وظلم المحاكمة، وفاقت كل ما يتصوره العقل، من وسائل الانتقام والتعذيب، وكان التنفيذ في اليوم التالي لصدور الحكم في المكان الذي مات فيه الضابط الإنكليزي، وفي مثل الساعة التي وقعت فيها الواقعة.

اما موجز سبب الواقعة فهي ان ضباطا انكليز كانوا يصطادون الطيور قرب دنشواي أصابوا فلاحة وأحرقوا كوما كبيرا من الحنطة المحصودة، فلما احتج الفلاحون على ذلك ورموا الإنكليز بالحجارة حصل هرج ومرج وإطلاق نار على الفلاحين وهروب الضباط وموت أحدهم نتيجة لضربة شمس في مكان يبعد ثمانية كيلومترات عن دنشواي.

ولذلك نظر الشعب المصري إلى القاضي بطرس غالي ومحكمته الصورية نظرة استهجان واحتقار باعتباره عميلا للمحتلين الإنكليز ولأنه أصدر احكاما جائرة بكل معنى الكلمة، مما دفع أحد المصريين الشباب الشرفاء وكان عمره في حينه 24 سنة وهو حامل شهادة الصيدلة من سويسرا الى قيامه باغتيال بطرس غالي بخمس رصاصات أطلقها هذا الشاب المسيحي وهو إبراهيم نصيف الورداني على رئيس وزراء مصر المسيحي بطرس غالي لترديه قتيلا أمام ديوان وزارة الخارجية فحكم عليه بالإعدام.

وقد تبين أثناء المحاكمة ان محكمة دنشواي وأحكامها الجائرة وقيام بطرس غالي بتوقيع تمديد اتفاقية الامتياز لقناة السويس حتى العام 1968 كانت هي الأسباب التي دفعته لاغتيال بطرس غالي. وقد رأى أبناء الشعب المصري في هذا الشاب نظرة كلها

وفي ليلة 18/5/1910، وهي ليلة تنفيذ حكم الإعدام بحق البطل إبراهيم الورداني انفجر المصريون في عرس جماعي، ليودعوا بطلهم الشاب المسيحي، القاتل النبيل، الذي اغتال ابن جلدته درء للفتنة الطائفية وثأرا للأبرياء من قرية دنشواي وتعبيرا عن رفض الشعب المصري للاستعمار وعملائه، مرددين في إيقاع فريد أخرجوه من جراب تراثهم الشعبي: «قولوا لعين الشمس ما تحماشي لحسن غزال البر صابح ماشي» لأن الإنكليز اصدروا قرارات مجحفة بحق كل من يعترض او يهتف لصالح الوطنيين بشكل عام او بسقوط الحكومة العميلة وأسيادهم المحتلين.

غزال البر – البطل أبراهيم الورداني” كان يخطو بكل شجاعة خطواته الجبارة إلى حبل المشنقة وهو يهتف عاليا من على منصة الإعدام مؤكدا صلابته وبطولته وأيمانه العميق بقضية شعبه ووطنه ” الله أكبر…تحيا مصر..مصر سيحررها أبناؤها الشرفاء المضحون بدمائهم”.

ثم حورت كلمات القصيدة في منتصف الستينات من القرن الماضي لتغنيها شادية وهي تشدو” قو لو لعين الشمس ما تحماشي لأحسن حبيب القلب صابح ماشي” لتصبح اغنية عاطفية بحتة.

رحم الله ذلك البطل الجسور “غزال البر” الذي فارق شعبه فجرا ليسافر الى عالم المجد والكرامة وهو يقدم درسا لكل الأجيال والشباب على وجه الخصوص عن كيفية التضحية ومكانتها وعن الشجاعة ومواجهة الظلم والاستبداد وتجاوز الطائفية المقيتة فهو مسيحي ورئيس الوزراء الذي تمادى في عمالته وخيانته مسيحي أيضا لكن ذلك لم يثنه عن الاقدام بدافع وطني بحت ليأخذ بثأر الشباب الأبرياء الذين اعدموا وسجنوا من قرية دنشواي

 {اقتباس } الأستاذة / سهام خير بيك

صورة المطربة شادية وصورة البطل غزال البر

اقرأ المزيد على موقعنا المصمم السوري أيمن زيدان “سأكون ضيف شرف ممثلاً بلدي في المهرجان الدولي عروس الجنوب

في سيرة حياة الراحلة رجاء الجداوي في الذكرى الأولى عل رحيلها

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock