شعر وحكايات

هذا حالُنا ..بقلم أسيل أحمد محمد أبو غثيث

هذا حالنا ..تنصاعُ بنا الأيّامُ، وتتفرّقُ السُبل متشتِّتةً، نَلوذُ فرارًا للخالقِ، فيَغزو السّلامُ مباسمَ ثُغورنا ومكامنَها، تُزهرُ بنا الأزمانُ؛ لنَغدو بأوجِ قوتّنا وذُروة مَجدِنا، تجولُ بنا الأوقاتُ؛ كَي نلقى ذاكَ النّعيمِ وكأنّه الأزليّ، فترفضُ إنسانيَّتنا البحتة هذا، ولوهلةِ تتجرّدُ من أجسادِنا وفكرِنا،

حتى أن تأبى العزّ جاهًا، تلوحُ بأيديها وسائرِ جوارحِها كَي تلفتُ للمعصيةِ وميضًا؛ لتأتي بَعدها وتتفشّى بداخلِها، تتلذَّذُ بنَعيمها المؤقّت الذي لا يُعتبرُ نعيمًا من الأساس، تأتي تلكَ الإنسانيّة بالتّرجّل سيرًا على أطرافها وأنامِلها، كَي تُرحّبُ بتلكَ الخطيئةِ و ذاكَ الذّنبِ، لـِ لحظةٍ تتردَّدُ بالتَّزحزحِ عَن طاعاتِها التي لَطالما جَلست شُهورًا تعتادُ عليها وألا تَجعَلها عادةً، تلكَ الأزمان التي دَعت بها خالقَها بآمين ليَعفوَ عَن زلّاتها،

وصغائرها التي أمسَت كبائرًا يُستهانُ بِها، تبدؤُ بالسّهوِ عن الصّلاةِ شيئًا فشيء، تنحازُ بعيدًا عن الذّكرِ أيامًا لتُصبحَ لسوءِ الخُلقِ مِثالًا، ما تلبَثُ في ذاكَ – الذي تَظنّهُ مَتاعًا –إلّا أن تَرى نَفسُكَ جسدًا بلا إنسانيّةٍ، بلا ضميرٍ، بل شيئًا من العدم، تقفُ في منتصفِ الطّريق مُحدّقًا بالنّظر على شُرفات بدايةِ الجَهل والطُّغيان، تستدرجُك أفكارُكَ من شيءٍ لشيء، تُعرَضُ لكَ هيأتُكَ الذّلولة، وجهُكَ الشّاحب المُسودّ، عيناكَ الدّامعة، وقلبُكَ اليائس؛ وأنت عائدٌ على عتباتِ رحمةِ الله تَرجو طفيفًا من الأملِ،

ذبذباتٍ منَ الخُذلانِ التي سقطَت وابلًا على رأسِك، وهُويتَ أرضًا باستحضار أطيافِ تلكَ الحبكةِ أنّهُ تَعالى لَم يَهونَ عليهِ أنينُك وصِدقُك في المرّة السّابقة؛ فاستجابَ لكَ فَورَ رَجائِكَ وذاكَ التّضرّعِ إليه، ها أنتَ الآنَ قَد وقَعتَ بالفخّ ذاتِه وأسودّت عيشَتك وأمسيتَ أُضحوكةٌ، وها أصواتُ قَهقَهةِ الرّجيمِ عادَت وطرَقت أبوابُ نَدمِكَ من جديدٍ، وحُلفائِه يَقفونَ بكُلّ زاويةٍ يَنعوتكَ بالخاسِر، وأنَّك قد أصبحت شَبيهَهُم و أنّهُ ليسَ من المُفترضِ عليكَ أن تتعوَّذَ من وُجودهم،

وها الأدوارُ تتقلَّب بِنا، وتُكرِّرُ ما مرَرنا بهِ، وتُلقِّنُنا الدُّروسَ عدَّةَ مرّاتٍ، لتؤكدّ لَنا أنّنا ولئِن عاودنا الرُّشد إلّا بوُجوهنا تتلطّخُ بالدّهشة، وأنوارُ التّعجّب تطرقُ أبوابنا من زائرٍ عاهدنا أنفسنا ألّا نستقبلهُ، وإن عادَ على شُرفات عتباتِنا مُلحًا ألا وهوَ كيانُ “الخَطيئة” الوَهميّ الدّنِس، ولتدوِّن بأذهاننا أنّ الإنسان خَطّاءٌ ضَعيفٌ أمامَ هَوى شَهواتِه وخاطره.

إقرأ المزيد على مجاة سحر الحياة  كلاكيت أول وآخر فرصة…. لإسعاد ذاتك

“مونا فؤاد “فنانة منسية ومشروع نجمة لم يكتمل!

“إلياس كرم”الطرب الأصيل والرقم الصعب في الوسط الفني بصوته وألحانه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock