أدم وحواء

رسالةٌ إلى الأم في عيدها…كتبت/ دعاء الكيلاني

يحتفل العالم في الحادي والعشرين من آذار بعيد الأم ، ويتنافس الأبناء بتقديم أجمل الهدايا لأمهاتهم ، فالأم لهم كالروح للجسد ، يستمدون منها القوة والحنان ، لا يعلمون أنها هي من تستمد منهم القوة ، فالحضن الذي تعطيه لهم ، إنما هو حضنٌ لها يشعرها بالسكينة، ويعطيها الطاقة لتكمل معهم المشوار

إن الأمومة ليست بالأمر السهل على الإطلاق ، ولا أبالغ إن قلت أنها بمثابة سجنٍ مؤبد مع أشغالٍ شاقة ، وظيفةٌ بدوامٍ كامل ٢٤ ساعة دون إجازةٍ أو استراحة

ستشعرين أيتها الأم خلال رحلة الأمومة بضعفٍ وعدم قدرةٍ على التحمل ، ستتعثرين و تقعين ، تشعرين أن طاقتك على التحمل قد انتهت ، فتأتيك لمسة من يدٍ ناعمة ، قبلة من شفتين دافئتين تنسيك كل التعب ، فتعودي لتشحني طاقتك من جديد و تقفي لتكملي الطريق

                        اقرأ أيضا أصل فكرة الاحتفال بعيد الأم

ستتعرضين لانتقادات على تربيتك من فلانٍ وفلان ، لا تكترثي قومي بما تجدين أنه الأفضل لطفلك ، فلا أحد في الكون سيحبه كما تحبينه ، وقد خصك الله تعالى بهذه المهمة العظيمة في الحياة مهمة التربية ، فأنت كأم انت صانعة الأجيال ، وكل موقف تمرين به مع طفلك هو مدرسة ويحتاج للوقوف عنده ، ربّي أبناءك على الحب والعطاء ،على الأخلاق الحميدة ، على الصلاة فهي عماد الحياة

علميهم أننا لم نخلق عبثاً في هذه الحياة ، وإنما خلقنا لنعمر الأرض بأيدينا

عظيمةٌ أنت ايتها الأم ، عظمةٌ خصك الله تعالى بها وجعل الجنة تحت قدميك ، لكن إيّاك أن تغفلي عن نفسك وسط هذه المهام الكثيرة ، وأعطي كل ذي حقٍ حقه ، واجعلي لك من يومك ساعة تهتمين فيها بنفسك ، تمارسين ما تحبي من هوايات أو عمل أو لقاءٍ مع صديقات ، خذي قسطاً من الراحة وسط النهار ، لتعودي لأطفالك بنفسيةٍ مشرقةٍ سليمة ، فأطفالك ليسوا بحاجةٍ إلى أمٍ مثالية وإنما هم بحاجةٍ إلى أمٍ سعيدة .

ختاماً أقول لك في يومك الخاص

كل عام وأنت تنيرين حياة أبناءك ، وتقدمين لهم البهجة والسعادة

كل عام وأنت أم عظيمة تقومين بواجبك بكل حب ، دون انتظار مقابل من أحد

كل عام وانت نبع الحنان الذي لا ينضب .

دعاء محمد نذير الكيلاني

اقرأ المزيد يا أمي كل ما قيل قليل …بقلم/ كندة بركة

رحلةٌ الذّاكرة …بقلم رؤى عماد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock