شعر وحكايات

يوميات مهاجر في بلاد الجن والملائكة “34” الحب فوق جسر الفنون

دكتور محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

في الصباح تعانق الجميع في حديقة القصر , وراحت السيارات تأكل الطريق نحو باريس , كان صاحبنا يودع أشجار القصر وجدرانه التي سرعان ما تلاشت في كف الزمن , وكأنه يودع ذكريات حالمة بالحب والفكر والإبداع عاشها مع تلك الأسرة من نبلاء فرنسا ….مازال صدى الصوت يتردد في أذنيه …بين ضحكات ومناقشات , مازال يسرع بالدراجة محاولا الفوز , بينما ” جي ” كانت تنافسه في هذا ….مازالت رائحة الكتب العتيقة تقص عليه فنون الأدب والتاريخ والحضارة بينما اسطونات الموسيقى تفشي له قصص حب رائعة في رئة تاريخ الفن الإنساني ….غرق في تلك المشاهد ….وبدأ يسأل نفسه مرة أخرى ….هل سيعود لهذا الحلم كرة أخرى ؟ وبينما هو غارق في التفكير يوقظه صوت صاحب القصر الذي يقود السيارة بنفسه ….يسأله هل أحب تلك التجربة ….؟ اجاب صاحبنا المهاجر : نعم ياسيدي أحببتها جداً……….ياترى ماذا يقصد ….التجربة أم ” جي “…..؟

ولاحت معالم باريس من كف السراب لتبدو واضحة للعيون …..الزحام والضجيج والناس والفنون …..مدينة الجن والملائكة .

دقائق معدود وأضحى صاحبنا وحيداً في غرفته الصغيرة .

عاد كما كان , عاد ليصعد السلم الخشبي ليصل إلى غرفته فوق السطوح .

جلس صاحبنا شارد الفكر يفكر فيما حدث

حلم جميل استيقظ منه

وبينما هو كذلك مزق صوت الهاتف هدوء الغرفة

رد صاحبنا : ألو من ؟ ” جي ” فوراً

وقد طلبت منه أن ينزل ويقضيا سوياً بعض الوقت .

قالت له : هل تقبل دعوتي على فنجان قهوة ….؟

قال : نعم ولكن على حسابي .

قالت : اوكي المهم نكون مع بعض سوياً

واتجها سوياً نحو محطة المترو حتى وصلا إلى جسر الفنون

ماهو جسر الفنون , وأين يقع ….؟

جسر الفنون أو ممر الفنون هو جسر يعبر نهر السين في وسط باريس، يربط بين رصيف ” مالاكي وكونتي ” على مستوى معهد الفنون، في باريس السادسة، في أرصفة فرونسوا ميتيران واللوفر على مستوى الساحة المربعة “la cour carrée” في قصر اللوفر والذي كان يسمى قصر الفنون « palais des Arts » في عهد الإمبراطورية الأولى في المنطقة الأولى. سُجل جسر الفنون تراث وطني في 15 مارس 1975 الموقع يربطة محطة مترو” لوفر – ريفولي “.

لا حظ صاحبنا أن ألاف من الأقفال معلقة على هذا الجسر ….!!

وقبل أن يسأل قالت له ” جي ” هذه أقفال العشاق والمحبين , عليهم الأسماء أما المفاتيح فهي في قاع نهر السين الذي يمر من فوقه الجسر , وأضافت قائلة :

يعلق الأزواج والعشاق على شبابيك شرفات جسر الفنون أقفالاً ويكتبون عليها أسماءهم – فهي أقفال الحب لديهم، وهذه الأقفال مكتوب عليها أسماء العشاق بالحبر الدائم أو منقوشة على المعدن مباشرة والتاريخ الذي علقت فيه وأقفلت وأحياناً رسالة صغيرة.

صيغة من صيغ الوفاء والحب الأبدي

جسر الحب في باريس أصبح من أكثر جسور العالم شهرة ويرجع تاريخ هذا الجسر الذي بُني لأول مرة ما بين عامي 1801 و 1804 وكان مكوناً من 9 أقواس. تصدّع في 1976 نتيجة القدم والقصف في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية فسقطت منه أجزاء في 1979. قامت بلدية باريس بإعادة بنائه في الفترة من 1981 حتى 1984 وتم مراعاة المخططات الأصلية للمعماري الذي خططه أول مرة لكن بتقليص عدد الأقواس إلى سبعة. قام بتدشينه الرئيس الفرنسي السابق “جاك شيراك ” الذي كان كان محافظاً لباريس آنذاك.

اشرف على بناءه المهندس المعماري لويس ألكسندر سيزار ثم لويس ألكسندر أرتيش , يبلغ طوله 155 متر أما عرضه 11 متر فقط .

هذا الكبري شهد أروع قصص الحب في العالم .

وأخرجت ” جي ” من حقيبتها قفلاً نحاسياً جديداً وطلبت من صاحبنا أن يكتب اسمها وكتبت هي اسمه على الوجه الأخر , وعلقت القفل , وأعطت ظهرها للنهر وقاما برمي المفاتيح سويا في النهر …..فهل يحفظ قفل الحب حبهما …..؟

تابعونا في الحلقات القادمة

دكتور / محمد حسن كامل

رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

إقرأ اليوميات السابقة يوميات مهاجر في بلاد الجن والملائكة “33” العشاء الأخير

يوميات مهاجر في بلاد الجن والملائكة “32 “…درسا في فن الإتيكيت

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock