عاممقالات

لالة منصورة العروس المختفية










طقوس وعادات سكان ورقلة جنوب الجزائر .


بقلم الأستاذة فتيحة بن كتيلة  باحثة في علم النفس 

يعتبر الخيال العربي بحرا شاسع للابداع والابتكار وكنز لا ينضب ، يمكن اغتراف الحكم والنصح منه وتوصيلها للأجيال اللاحقة ، لكن مرات لا يكون هذا الخيال إلا مصدر خوف ورعب للأطفال لتسكيتهم أو تنويمهم ، لكن لو تم استغلال هذا الخيال الواسع والذي يتمثل في الأساطير والأحاجي المتناقلة في الجانب الإيجابي لصنعنا جيل متمسك بالقيم والاخلاق والتسامح والتعاون .
ومن بين الأساطير المثيرة والتربوية الهادفة أسطورة لالة منصورة بولاية ورقلة والتي يحتفل بها كل سنة من منتصف الربيع أو شهر ماي وهو الموسم الذي تكثر فيه الأعراس حيث تعتبر كطقوس ضمن العرس الذي يدوم طيلة 7 أيام وليالي كاملة حيث لكل يوم عادة معينة وطقوس خاصة .

وأسطورة لالة منصورة فتاة عروس اختفت يوم رآها والدها وهي متزينة . وتقول العادات والتقاليد أن من عادات سكان ورقلة أن الفتاة فترة زواجها لا ترى والدها وتحجب منه حياء وخجلا حتى يتم زواجها بمدة يمكن أن تسلم عليه ويقال لها نهار( الكب ) حيث تأتي العروس مع أهل زوجها وتحضر بما يسمى القصعة المكب وهي عبارة عن الة شعبية مزينة تاتي بها العروس إلى أهلها وعندها تسلم على راس ابيها أو تكب على رأسه لذلك سميت بقصعة المكب ويعطيها الوالد خاتم او عنزة او نعجة هدية لها تاخذها معها لبيت زوجها .

ولالة منصورة هذه حسب الأسطورة فتاة من ورقلة يوم عرسها ويوم زفها إلى زوجها تزينت واستعملت المساحيق والكحل الأسود في عينيها وصارت في كامل زينتها تنتنظر موكب العرس ، ففجأة دخل أبوها صدفة عند عودته من الغابة فالتقى بها ووقعت عينه على عينها ، فالفتاة خجلت من ذلك الموقف ولم تتقبل أن يراها والدها بذلك الشكل اختفت او هربت حتى لا تراه مرة ثانية ، فبعض الأساطير تقول هربت ولم يجدوا لها أثرا ، وأساطير أخرى تقل أنها من شدة الحزن والخجل والكمد والحياء نطقت الأرض وقالت لها سأسترك لانك تحبي الستر .

فاختفت هذه الفتاة العروس ولم يجد لها أثر .
فصارت هذه الأسطورة عادة من عادات وتقاليد سكان ورقلة اذ يحتفلون بها في مواكب الأعراس حيث يحتفل بلالة منصورة بااحضار 

سرير الزفاف الذي يتكون من هودج صحراوي تقليدي صنع من أغصان النخيل ويعلوه هيكل شفاف يحتوي على كافة مستلزمات العروسة أمام أنظار السكان الذين قدموا للتذكر والحصول ولو قليلا على البخور المطيب التقليدي الذي يحضر بخليط من مواد البخور التي تعدها النسوة من قريبات “لالة منصورة”.

ويحمل الرجال الصندوق على أكتافهم ويجبون المدينة به يجمعون الطعام والمال من البيوت الورقلية ويتم ذلك مع وجود فرقة القرقابو والطبول والزغاريد وتصفيق الأطفال .
وعند دخول البيوت بهذا الصندوق لجمع المال ومختلف الأطعمة كل أسرة تقدم ما لديها وما تستطيعه ويتنافسن على أخذ البخور الذي صنعته النسوة ويوضع بالصندوق حيث تعطي المال ويعطونهن البخور مناك من تراها تبركا وتيمنا بهذه الولية الصالحة كنوع من تزويج البنات أو الحصول على الاستقرار الأسري .

وفي اليوم الثاني من هذه الوعدة يجتمع أهل المنطقة ويقمون معروف بلغتهم أو ما يسمى باللغة العربية الوليمة حيث تتم الوليمة بما جمع من أطعمة وأموال وتجتمع النسوة للطبخ والإعداد مع أهازيج الطبول والقرقابو والزغاريد والنسوة في أبهى حلة .

حيث تلبس العروس والنسوة “الحولي” أو اللحاف المنسوج من مادة الصوف واحدا من الملابس التي تحملها العروسة إلى جانب مجموعة من الحلي والأقراط التقليدية”:

كما يعتبر البخور التقليدي الذي يتكون “من مواد معطرة تشكل واحدة من المواد الأساسية التي تحملها العروسة إلى بيت الزوجية ومعروف عن هذا البخور رائحته النفاذة والسحرية والمميز للمراة الورقلية الذي تشمه على بعد أمتر ويبقى الجسم كله يفوح به لمدة من الزمن قد تصل إلى أسابيع . وهو ملفت للانتباه لذلك لا تستعلمه المراة إلا في البيت وتمتنع عن الخروج مدة وجوده .
ويقال أن لالة منصور جدة العرش . 
وتعتبر هذه الاحتفالية وتعد جزء من طقوس الزفاف بورقلة. الذي يدوم سبعة أيام وليالي . وفي المقل القادم نتكلم عن طقوس الزواج بورقلة انتظرونا 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock