عام

قصة قصيرة “عروس وفارس”

إلهام غانم عيسى

في كل زاوية وضعت باقة من الزهور..

وعلى الجدران انتشرت عناقيد الفرح متوجة بعبارات الحب مطرزة بأسماء العاشقين..

إنها ليلة العمر تستعد لزفاف ولدها البكر حين عودته من الجبهات..

إنه أول العنقود وفرحة العائلة..

اعتلت الأم حالة من الفرح ممزوجة بالحزن في آن معا إنه شعور الأم ودفء حنانها..

لكن هذه المرة كان الشعور والإحساس مختلفا، هلع وخوف يجثم على صدرها كما لو أنها وضعت على كاهلها حملا ثقيلا على حملها ..

تتسارع خطواتها في المنزل.. يعلو صوتها..

هيا أسرعوا.. لم يتبق لنا من الوقت إلا القليل..

فقد يصل العريس بين لحظة وأخرى..

ستكون له مفاجأة لما حضرته له..

سافرح به الليلة..

خبات دموعها في مقلتيها.. إنها دموع الفرح

فابنها البكر أصبح عريسا..

رسمت له صورا جميلة في مخيلتها ليلة الزفاف يتهادى في بدلتة السوداء يمسك بيد عروسه وهي تتحلى بفستانها الأبيض.. وهي تتبختر بين جموع المحبين المهنئين والمباركين..

وفجأة تتعالى أصوات الزغاريد ممزوجة بأزيز الرصاص معلنة وصول العريس محمولا على أكتاف رفاق السلاح..

مخترقا موكب التشييع.. مودعا منزله لآخر مرة وصولا إلى مقبرة القرية.. ليزف عريسا إلى الجنة ويرتفع صوت التكبيرات مبددا الصمت المطبق على المكان..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock