حياة الفنانين

علي شاهين أعطني مايعطوه لباسل الخطيب وخذ مني الأفضل ..وأنا أعتز بأعمالي لأنها تحترم عقل المشاهد

بدأت العمل كفنان في التمثيل وأول عمل في عام ١٩٨٠ و كانت مع كبار الفنانين 

عملت مديراً لشركة ” سكوب سنتر للإنتاج الفني ” في الكويت

في العام ٢٠٠٤م أخرجت فيلم العريضة ونلت الجائزة الذهبية في فرنسا

أعاني من قصة الإنتاج لعدم وجود حاضن لأعمالي التي تهتم بالتراث والتقاليد

شاركت في مصر منذ أربع سنوات مع عادل الإمام في مسلسل “فرقة ناجي عبدالله

الدراما انحدرت ب انتاجها عندما أصبحت صناعة

العدل في الظلم فقط ولايُعطى المخرج حقه

فنان ومخرج تلفزيوني قدّم الكثير للمشاهد السوري وتتميز أعماله بصدقها وجمال أجوائها ، وكان من الذين ساهموا بنشر الثقافة والتقاليد السورية بأسلوب متميز وبجدارة ….

وهنا في هذا الحوار حاولنا تسليط الضوء على الجوانب الخفية والتي يجهلها المشاهد عن حياته المخرج السوري علي شاهين

إعداد / راميا شحادة ومحمد العمر

حوار/ راميا شحادة

إخراج صحفي / ريمه السعد

تدقيق لغوي/ميرفت مهران

بداية حبذا لوتعرفنا بنبذة مختصرة عنك وعن بداياتك في عالم الفن والإخراج .

بدايتي كانت في عام ١٩٨٠ في المسرح العسكري

طبعاً قضيت خدمتي العسكرية وبقيت لبضع سنوات ، بدايتي كانت مع كبار الفنانين منهم المرحوم محمد حريري وفوزي بشارة ،أيمن زيدان ، أوجا أبو الدهب ،أحمد السيد رفاق وزملاء 

بدأت العمل كفنان في التمثيل وأول عمل في عام ١٩٨٠ مسرحية استعراضية بعنوان “عرس التحدي” للمخرج ممدوح الأطرش وبطولة الفنان الراحل وديع الصافي وسميرة توفيق وعصام سليمان ومحمود جبر ، من حسن حظي كانت مشاركتي في هذا الغمل المسرحي وبعدها شاركت في عدة مسرحيات 

من ثم غادرت سوريا إلى الخليج وتحديدا دولة الكويت وبدأت العمل مديراً لشركة ” سكوب سنتر للإنتاج الفني ” وقدمت بعض الأعمال المسرحية والدرامية وبعد برهة من الزمن انتقلت إلى سوريا وبدأت بالعمل في التلفزيون السوري مخرج درامي ومنوعات

في العام ٢٠٠٤م أخرجت فيلم العريضة ونلت الجائزة الذهبية في فرنسا للأعمال العربية ،”وفيلم بارود اهربوا “وأيضاً قمت بإخراج مسلسل “قمر أيلول “ويوميات المختار لزهير رمضان و”أسرار وخفايا “، كوكب العاصفة ومسلسل تنذكر ماتنعاد ولكمات متقاطعة للكاتب محمود عبد الكريم والكاتب سامر سلمان

مشاركتي في العمل الدرامي كانت مابين فيلم وثلاثية بحدود ال٨٠ عمل ومن بينهم مسلسل القبضاي بهلول في عام ١٩٩٠ شاركت فيه كممثل ….ومازلت في التلفزيون العربي مخرج درامي ومنوعات ومشرف على بعض البرامج 

 

متى كانت بداية توجهك للعمل في التلفزيون كمخرج هل واجهت صعوبات في هذا المجال؟

عملت عدة دورة في اتحاد الإذاعات العربية كمخرج إخراج درامي ومنوعات وبالتالي شاركت الكثير من المخرجين منهم هشام شربتجي كنت مخرج منفذ معه في مسلسل البناء 22 وغيره من الزملاء بتعاونا كثيرا في عدد من المسلسلات

واجهتني صعوبات كثيرة في بداية مشواري الفني ومن حسن حظي إلتقيت بفنانين كبار منهم أديب شحادة ومحمود جبر ، محمد الشماط وهيفاء واصف وقفوا معي وكان لهم دور مهم في دعمي وتشجيعي ، الدراما في ذلك الوقت كانت أفضل بكثير مما يقدم الآن

وجهتي وبدايتي في التلفزيون العربي السوري كانت في عام ١٩٨٢ في مسلسل حمام القيشاني ،خلف الجدران ، رحلة زمن ومسلسل بدوي عدالة الصحراء والشمعة والدبوس والكثير بدأت كممثل

وفي السينما شاركت بفيلمين مع المخرج عبد اللطيف ” فرح الخميس وخارج التغطية “

شاركت في مصر منذ أربع سنوات مع عادل الإمام في مسلسل “فرقة ناجي عبدالله ” وكان لي شرف المشاركة وأن أكون في القاهرة

وبالنسبة للإذاعة شاركت في الكثير الكثير من التمثيليات والمنوعات كمخرج منفذ وكممثل

ولازلت الى الآن أعمل في التلفزيون العربي السوري مخرجا ومشرفاً على بعض البرامج

لكل مخرج سينمائي أو تلفزيوني أسلوبه ورؤيته ، فكيف تصف لنا الطريق الذي صنعته لنفسك ؟

 الطريق كان صعبا كثيرا ومتعبا ومحاربا جدا   ولكن بالمقابل لكل مجتهد نصيب ، كنت أعمل خارج طريق الفن لأستمر وأجتاز هذا الطريق الملئ بالأشواك ، إرداة الله ورضاه والوالدين كانوا السبب الرئيسي في نجاحي وإجتيازي لكل الصعاب

دخلت نقابة الفنانين عام 1984 كعضو والآن أنا عضو عامل في نقابة الفنانين في سوريا بدرجة ممتاز

عضو لجنة تحكيم مهرجان كام السينما في القاهرة

عضو في الجمعية الثقافية والاعلامية  في القاهرة أيضا

نجحت بأن تكون مخرجاً متميزاً ، ماهو السر الذي يقف وراء هذا النجاح ؟

 

في الاجتهاد والتعب والقراءة والمتابعة المستمرة والبحث عن كل جديد ومشاهدة أعمال ذات قيمة فنية والاستفادة من زملائي وأساتذة الذين اشتغلت معهم للفائدة من رؤيتهم كإخراج ،كلما كانت تجربتك أكثر كلما تعمقت أكثر .

يُقال إن صناعة الفيلم السينمائي تحتاج إلى ميزانية ضخمة جداً ، لاتقدر على توفيرها سوى الشركات الكبرى أو الحكومات ، ماصحة هذا الكلام ؟

السينما تحتاج إلى ميزانية ضخمة جداً إذا كان الفيلم ذو قيمة فكرية

في سوريا والوطن العربي وخصيصا سوريا لاتستطيع شركة خاصة أن توفر هذه الميزانية لصناعة فيلم وذلك بعدم وجود سوق مضاربات للسينما وأؤكد على مسألة السينما أن يكون وراءها دولة حكومة 

لدينا مؤسسة ولكن إنتاجها ليس على المستوى المطلوب .

هل أنت مقتنع بالطريقة التي يتعامل بها النقاد مع أفلامك ؟

أغلب النقاد كان يتعامل مع أفلامي بطريقة جيدة ومرضية ولكن بالمقابل كان هناك البعض من الصحفيين والنقاد كانوا ضد الأعمال لأنها كانت باللهجة الساحلية ..أحترم الآراء المنصفة والنقد البناء

في عام ٢٠٠٤م قطفت ثمار تعبي وجهدي في فيلم العريضة وقد وصل مبيع حوالي المليونين نسخة في سوريا وكرمت وأخذت الجائزة عليه

طبعاً أنا لا أكترث بانتقاد البعض منهم ولايعنون لي بشيء فهم لديهم مبدأ لايخلو من الكيدية ولايعجبهم العجب وفي فيلم بارود اهربوا وقمر أيلول الكثير من الحكايا المشرفة عن أبناء الساحل

أعاني من قصة الإنتاج لعدم وجود حاضن لأعمالي التي تهتم بالتراث والتقاليد والعادات للأسف الشديد القطاع العام لم يكن متعاوناً … لدي فيلم عن الأم في الساحل وهو من أجمل القصص لكن للأسف لم أجد من رجال الأعمال أو المنتجين اهتمام لإنتاج هذا العمل

برأيك ماهو الدور الذي يمكن أن تؤديه الجمعيات والأندية السينمائية للإنتاج السينمائي السوري؟

الدراما التلفزيونية في الستينات في سوريا ومصر كان لها دور فعال ثقافي كبير جداً كان جلّ اهتمامهم بهموم الناس ومشاكلهم ومثال على ذلك مسلسل هجرة القلوب إلى القلوب وفي مصر مسلسل أرابيسك ومسلسلات كثيرة ذات قيمة

الآن أصبحت الدراما سلعة صناعية وخاصة في سوق المضاربات في الخليج أصبحنا نصنع لهم مايريدون هم وابتعدنا عن هموم المواطن السوري ومشاكله

الأعمال الآن التي تعرض على الشاشة من دراما وأغنية  لاقيمة فنية فكرية واحترام لعقل المشاهد ..تحولت من رائعة ولحن رائع مثلا من رباعيات الخيام والنهر الكبير إلى بوس الواوا وترشرش ومن خشبة المسرح إلى غرف النوم وغيرها من التدني الخ .. بقيت الفنون وميديا الإعلام في انحدار إخلاقي

بالنسبة للسينما لم يعد هناك اهتمام للعرض السينمائي ولا سينمات سوق  النت اخذ دور كبير جدا  واتجهوا للدراما التلفزيونية  لأنها اسرع انتشارا وله تأثير كبير جدا وخاصة في هذا الزمن لأنه أصبح صناعة ولم يوجد فيه فعل ثقافي على الاطلاق لغة بصرية وليس أكثر

 

ما هي الأعمال التي أثرت بك و تركت بصمة لدى المشاهد ؟

الأعمال كثيرة ومن أهمها مسلسل القبضاي بهلول شاركت في التمثيل مع نخبةمن عمالقة الدراما ،تأثرت في الأعمال القديمة للفنانين الكبار دريد لحام ونهاد قلعي وفي التسعينات والثمانينات تأثرت بمسلسل هجرة القلوب إلى القلوب وفي مصر مسلسل ليلة القبض على فاطمة وليالي الحلمية وأرابيسك هذه الأعمال تركت أثرا وإنطباعا ليس فقط لدي بل للمشاهد العربي عموماً وكانت من أهم الأعمال الدرامية وهناك مسلسلات صورت وانتجت وعرضت ونسيت لكن ممكن أن يتذكرون الممثل او الممثلة فقط

ماالذي يميز ” باسل الخطيب ” عن علي شاهين كمخرج؟

مايُعطى لباسل الخطيب في القطاع الخاص أو العام لايُعطى لعلي شاهين ومثال على ذلك فيلم أنا جريح من إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وزارة الإعلام هذا الفيلم مدته ساعة ونصف وصلت تكلفته لحدود ثلاثمئة مليون وأجره لباسل الخطيب عشرون مليون ، هذا الفيلم وهو من إنتاج الهيئة التي أنا موظف فيها وباسل الخطيب خارج الهيئة في القطاع الخاص ، لو أعطوا هذا الفيلم لعلي شاهين كمخرج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لكانت الميزانية خمسة مليون وكان أجري حوالي 200 ألف

أعطني مايعطوه لباسل من إمكانات انتاجية وفنية وخذ مني أفضل من باسل

هل أنت راض عن رصيدك الفني إلى الآن؟

لستُ راضياً طموحي أكبر مع كل أسف أقدم الكثير من الأعمال ويتم رفضها وهناك محسوبيات وشلليات حتى في وزارة الإعلام ليس هناك عدل 

 العدل في الظلم فقط ولايُعطى المخرج حقه

لدي الكثير من الأعمال جاهزة للإنتاج لكن القطاع العام رفضها .. طموحي مازال وأبحث عن شركة تنتج هذه الأعمال وانا اعتز وافتخر بكل رصيدي من الأعمال لأنها تحترم عقل المشاهد

” علي شاهين ” أين تجد نفسك أقرب في التمثيل أو في الإخراج ؟

طموحي في التمثيل لم أصل إليه ولكن إتجاهي إلى الإخراج أكثر من التمثيل لأن لدي مشروع ورؤية

ماذا قدمت نقابة الفنانين في سورية لـ “علي شاهين”؟

نقابة الفنانين هي الضمان لحقوق الفنان من ناحية الصحة والتقاعد ومهمتها تقديم الرعاية الصحية للفنان وأخذ حقوقهم ولكن بالمقابل لاتستطيع فرض أي فنان أو مخرج على أي جهة انتاج 

من وجهة نظرك من هو الفنان الذي اتجه إلى الإخراج ولكن لم ينجح به؟

الكثيرون لم يثبتوا جدارتهم في الإخراج والسبب إتجاههم الخاطئ عن طريق الواسطة للأسف

برأيك هل شاشة التلفاز أصبحت يتيمة بعد رحيل”حاتم علي” ؟

طبعاً الفن وشاشة التلفزيون لاتقف عند شخص على الإطلاق العديد من المخرجين العظماء الكبار رحلوا ومنهم المخرج مصطفى العقاد ورياض ديربكرلي ونبيل شمس وعلاء كوكش والكثير ولم تقف السينما أو التلفاز برحيلهم لكن لكل مخرج له بصمته ورؤيته وسوريا ولادة دائما هناك ممثلون ومخرجون من الشباب الجدد … نعم أقول لك أن حاتم علي خسارة للوسط الفني رحمه الله كان من الأصدقاء المقربين لدي وأدينا الخدمة العسكرية سوياً

ماهي المشاريع التي تنوي القيام بها في الفترة القادمة ؟

أحضر لعمل اسمه قاووش 2 قصة الدكتورة ريم عرنوق وسيناريو وحوار الدكتور نزار إبراهيم من أجمل الأعمال ويتحدث عن سجن النساء تدخل طبيبة الى السجن بخطأ ما وخلال وجودها مع السجينات يكون هناك لكل واحدة منهم لها قصة لن أدخل بالتفاصيل أكثر إن شاءالله يرى النور العام القادم 

ماهي نصيحتك للشباب المقبلين على العمل التلفزيوني والإخراجي ؟

نصيحتي لهم مثلما يقولون لا تاخذونا قدوة خذونا عبرة…أنصحهم بعدم التسرع والتأني،عليهم بالصبر وكسب الخبرة أكثر في العمل الإخراجي والتمثيل وبالتدريب والكفاح والاجتهاد وتراكم الثقافات هي التي توصلهم إلى بر الأمان والنجاح  

كلمة أخيرة تختتم بها حوارنا؟

أتمنى في العام الجديد أن يكون عاما أقل حدّة ومرض وبشاعة وأن يعم السلام في أرجاء الوطن العربي وخاصة سوريا التي تعاني من لعنة الحرب منذ أعوام

الشكر لمجلتكم ولجميع العاملين فيها وكل عام وأنتم بألف خير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock