بقلم حسين الذكر
حطت في سمائي كنزل كثبان القطر ، لم اكن على موعد زخاتها التي احتضر من فيض لماها وادي روحي المتيبس حد الجفاف ، عبقت بدفء كلماتها لحن يدغدغ شغاف قلبي كوتر حساس يعزف بانامل ملائكية تنصت لها الحناجر ، عبر فيض الدمع الممتد من افق عيون أجمل بتلابيب سحر اكمل ..
مع كبرياء منظر تحمله بجلال وعنوان تشملّ حد التجمل فيها ، مع نعسات عينيها الخجلة حدا ، انسابت التقاطات عباراتها المنمقة سيل عذب رقراق كنهر يروي عباب صحرائي ،فقد طلت وغدت عصفورتي تزقزق بأنغام وسحر وتر غير معتاد، يغزوا فضاءات روحي الشفافة الهائمة بعيونها ، من على ايكة وافرة الظلال كثيفة الأغصان مثمرة الجنان مكتظة الوارفين ..
انفردت لي بعزف منفرد لم يجد ترجمان إنشاده المهزوج من شفتيها الا قلبي دون خلق الله ، حتى نزق نبضي بمس بيان كاد سحره يجنني فعلا ، لو لا مفردات اردفت تربت بها على اكتافي الملمومة نحوها، وترش رذاذ شفتيها على غبش وجهي المشرق فيها ، تزيح الهم وتبزغ الأمل وإن كان بافق بدى بعيد ، لكن نبضات حنونة تتموج على قمم وجنتيها كتراتيل صومعة تشع بدفء ليال معتصرة الثلج حد السبات ..
هكذا لمحتها بلا موعد بمحاسن صدف الهبات السماوية ، كدت ابني شاهقات الآمال بلا وقائع ، إلا من أثر طموحات شفتيها ، التي ملأت الواقع ، فغدا المشهد يحي ويميت ، بعد أن سلمت الراية ، بلا نزال ومنحت الثقة بلا عقال ، وربطة الفرس دون مربض ، كي لا اجبر على رحيل ما ، في ذات يوم نحس ، قد يسجل فيه التاريخ شؤمه الطويل ..
إذ لم يمهلني أطول مما تصورت .. وانتفض العش بلا عصفور ولا زقزقة ، أعيش هاجس موجات شتاء قرس ووجع ضرس ، شل مداد القلم وجمد فيه نبض الدم .. فكان ما كان في اغرودة..
انتظر منها إطلالة عينيها السارحة الشاردة بفضاء لا أعي من حدوده شيئا .. كأن أشيائي فارقتها الحياة.. لتحال إلى عدم، فيا بؤس حال إن صفى الأمر فيه وسلمت بلا عينيها إليه ..