أدم وحواء

الفضاء الأزرق يعبث بحياتنا وحياة أطفالنا

الكاتب والمسرحي الروماني الفرنسي ” يوجين يونيسكو “ يقول في إحدى مسرحياته العبثية : إذا كانت الثرثرة لا طائل تحتها تشكل العمود الفقري لبعض أهم مسرحياته , فإن نظرة إلى ما تقدمه لنا تلفزات ومواقع التواصل الاجتماعي في هذه

الأيام تكفي لتضعنا حقا في قلب الثرثرة .

والثرثرة هنا هي التي تشكل عماد خطاب البشر , حيث كلٌ يغني على ليلاه , ويتحول الحوار إلى نوع من المناجاة والشكوى لهذا الفضاء الافتراضي على أمل أن تلقى شكواهم أذناً صاغية .

في الواقع نحن شعوب نمضي معظم حياتنا ونحن نبحث عن ذاتنا دون أن نجد هذه الذات .

نحن شعوب كل شيء عندنا مستباح الأرض والفضاء السماوي وحالياً الفضاء الالكتروني او ما يسمونه الفضاء الأزرق .

نحن شعوب في معظمنا متحررون جداً كباراً وصغاراً , والحرية لدى الكثير منا ليس لها حدود ليس لها ضوابط , وفاضت عن حدها وحلقت عالياً  في عالم الفضاء الأزرق الخالي من الغيوم , عالم التواصل الاجتماعي .

حيث أُطلق العنان للجميع دون استثناء للمثقف والمتعلم والجاهل والأمي , للصغار والكبار لأن يفرغوا ما في بطونهم وعقولهم مما حبسوه لسنين عديدة .

حيث تحول معظم الناس إلى منظرين وأدباء وعلماء وأطباء ومحامين وشعراء يقتحمون عقولنا بكل ما وراء الطبيعة ” ميتافيزيقي” .

ومنهم من يفتون ويداوون ويدافعون وينتقدون ويشتمون ….ويحللون ويحرمون , هذا في عالم الكبار حيث نجد أن الكثير منا أصبح يقضي معظم وقته على صفحات الأنترنيت بسبب وبدون سبب باستثناء من تقتضي أعمالهم التعامل بشكل شبه دائم مع شبكة الأنترنيت .

إقرأ مواضيع ذات صلة تأثير التكنولوجيا على الأطفال

لم يقتصر استخدام الشابكة كما نسميها باللغة العربية على الكبار فبتنا نرى أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم الثماني سنوات يفتحون حسابات على صفحات الفيس بوك ويطلبون صداقات الكبار والصغار.

أتساءل هنا أين الأهل من هذه الظاهرة الخطيرة التي تتيح لهؤلاء الأطفال الدخول والتصفح في مواقع لا يعلم بها إلا الله .

هنا يكمن الخطر على أجيال المستقبل التي تستبيح هذا الفضاء دون أن يستطيع الأهل مراقبتهم كل الوقت , ودون توعية للخطر الذي يمكن أن تستجره هذه المواقع على أطفالنا ونحن نساهم دون أن ندري باستجرار هذا الخطر .

أين نحن كأسرة ومجتمع ومدرسة من هذه الظاهرة التي تنتشر بسرعة بين أطفالنا والتي تتسبب بمشاكل صحية واجتماعية وأسرية .؟

التكنولوجيا ومدى تأثيرها فى حياتنا اليومية

حيث نجد الكثير من الأطفال يعانون من عدم القدرة على الاندماج مع أفراد أسرتهم أولاً ومع المجتمع ثانياً وهذا ما يساهم في تفكك العلاقات الأسرية في الأسرة الواحدة , عدا عن أنها تسبب مشاكل صحية للكبار والصغار على حدِ سواء وذلك بسبب الجلوس لفترات طويلة دون حراك أمام جهاز الحاسوب أو الموبايل , حيث أثبتت دراسات كثيرة أن الجلوس الطويل يسبب العقم لدى الشباب وأمراض العمود الفقري وبعض الأمراض النفسية كعدم القدرة على التركيز والعزلة عن المجتمع والكآبة ثم التقصير في التحصيل العلمي , وفي اكتساب مهارات ضرورية في الحياة بشكل عام .

لن نبخس هذه التكنولوجيا فوائدها الجمة في تسيير وتسريع شؤون الكثير من البشر , لكن يجب علينا جميعاً أن نُحسنَ استخدامها .

فالنحاول التخفيف من هذه الظاهرة

وليكن استخدامنا لوسائل التواصل بكل أشكالها ضمن المفيد وتحت رقابة الأهل بالنسبة للصغار .

نحن بحاجة للتغيير في طريقة تعاطينا مع العلم وطرق التعليم مع أطفالنا

نحن بحاجة لأن نرتقي بالعلم لنحسن سلوك أطفالنا لتنشئة الطفل تنشئة صحيحة وتنمية قدراته الذهنية والعقلية والاجتماعية في كل مرحلة من مراحل عمره .

كاملة عزام / سوريا

إقرأ أيضا سعد صبحي السماوي / الظروف والتكنولوجيا أحد الأسباب لتدني مستوى القصيدة والأغنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock