الصيد الثمين لتكنولوجيا المعلومات فى عصر الكورونا

بقلم : محمد فرج
على الرغم من سوء استخدام البعض لتكنولوجيا المعلومات وخاصة مواقع التواصل الاجتماعى ، والتى اثرت بالسلب فى سنوات سابقة، فمرة بانشغال الابناء بهواتفهم الذكية عن الأسرة وما يدور بالمنزل وكأن الأسرة تعيش فى جزر معزولة، حتى أن احيانا ما نجد الأم ترسل رسالة نصية عبر احد تطبيقات الدردشة بدلاً من الحديث المباشر لاحد أبنائها أو حتى زوجها، مروراً بالتراشق والتحرشات اللفظية وصولا للصدام ين الاقارب والاصدقاء على اتفة السباب ، كخلاف على محتوى او وجهة النظر فى احد المنشورات والتى تصل الى حد التشاجر الالكترونى ومن ثم تنتقل تلك المعركة الافتراضية الى الواقع الاجتماعى.
الى ان يحين اليوم الذى تنتظرة العائلات للتجمع العائلى ولم شمل الأسرة فى بيت العائلة لتسود مشاعر الود التى تربينها عليها واستمتاع العائلة بالحوار والنقاش وتبادل المزاح بين أفرادها، ولكن للأسف ينشغل الابناء والأحفاد فى تلك الأوقات ايضاً بذلك الجهاز الذى لا يفارقهم طرفة عين ، ولا عجب ان نشاهد حتى الجد أو الجدة يفعلون الشىء ذاته ، غير مبالين لهذا التجمع الذى اصبح يغلب علية طابع العادة، وفقد روح الحميمية.
وعلى الرغم من أن اكثر الاسر حفاظاً على ذلك التجمع من الممكن ان تعقدة مرة اسوعياً لظروف ومشاغل الحياة
، الى ان طل علينا ذلك الوباء، والذى فرض على البشر ضرورة اعادة ترتيبات الأولوية، وما زاد الطين بلة تصريحات التى ادلى بها السيد رئيس وزراء انجلترا
” كونو مستعدين لوداع احبابكم”، تلك الكلمات الصادمة التى كان وقعها على الناس بمثابة الوقفة المفاجئة والتى تذكرنى بالمشاهد التليفيزونية عندما تتوقف الشاشة على مشهد معين ويظل جميع الممثلين فى حالة ثبات للتمعن من تفاصيل المشهد. فما أن شعر الناس بضرورة التواصل مع اهلهم واصدقائهم وزيارتهم للاطمئنان عليهم ، فى ذلك التوقيت لو فُعل هذا لكان الخطر المحدق، بل يتجاوز الأمر ليصبح درب من دروب المخاطرة والتى تصل الى حد الرعونة، وبمثابة السماح لذلك الفيروس المتربص بالانتقال لأولئك الأهل والأحباب ، فلم يكن هناك ملاذ سوى تلك الاجهزة التى فرقت بالقبل بين الاهل والاصدقاء، جاء اليوم لتصلح ما افسدته بالأمس، فبعض الأسر تتواصل بشكل يومى، وليس مجرد تواصل هاتفى ، فقد تجاوز البعض ذلك و ازدادت الأمور حميمية من خلال مكالمات الفيديو الجماعية بين افراد كل اسرة واسرعوائلهم، ليصبح التجمع العائلى من خلال هذا الجهاز الذى كان يستخدم فى الفرقة لكل محاولة سابقة للتجمع، جاء اليوم ليقرب، سيصبح ذلك الفيروس التاجى يوما ما ذكرى بعد ان لقننا درساً قاسيا، درس مفادة أن الأمور الطبيعية قد لا تغدو طبيعية فى اى لحظة تحت أى مسبب، ام تنزاح تلك الغمة وبطبيعة البشر ننسى ما حدث ونعود لما كنا علية.
بقلم : محمد فرج
ماجستير إدارة الأعمال