حياة الفنانين

الإعلامية والمذيعة صفاء أحمد ” لا وجود لإعلام حرّ

وأشكر وامتن لكل من آمن بتميزي الإعلامي فكان عونًا لي لأعطي أفضل ما لديّ

إعداد وحوار/ ريمه السعد .. تدقيق لغوي/ ميرفت مهران

بدأت رحلتي الإعلامية بتقديم عدة برامج متنوعة المضامين والاهداف على قنواتنا المحلية والفضائية

إنني أدين لكل البرامج التي قمت بتقديمها لأنها استطاعت أن تبرز مكامن قوتي فأركز عليها

المنصات استطاعت التفوق على المؤسسات الإعلامية المرخصة وساهمت أيضا بخلق فوضى إعلامية وساهمت بتقوية حرب الإشاعة

أُفضل أن أترك تجربتي ليقيّمها المتلقي .. هو الأقدر على تحديد ما استطاع الإعلامي إنجازه و الوصول إليه ..

الإعلام مسير للحد الذي يخدم أهداف المؤسسات الإعلامية

إعلامية ومقدمة برامج تلفزيونية لها حضورها وبصمتها في قنوات التلفزيون العربي السوري ،قدمت العديد من البرامج ولها مكانٌ مرموق في قلب جمهورها ومتابعيها الإعلامية صفاء أحمد ضيفة عزيزة على مجلة سحر الحياة

لنتعرف على الإعلامية والمذيعة صفاء أحمد و من اين كانت الانطلاقة واهم المحطات المهنية ؟

تعيدني الذاكرة إلى السنة الثانية من دراستي للأدب الإنكليزي في جامعة البعث عندما أعلنت وزارة الاعلام عن مسابقة لاختيار مذيعين و مذيعات باختصاصات مختلفة و هكذا بدأت رحلتي للوصول إلى عالم الإعلام فكانت انطلاقتي بعد نجاحي بهذه المسابقة الرسمية (والتي لم تخلو من العراقيل كحال أغلب المسابقات الرسمية )لأبدأ رحلتي من مركز المنطقة الوسطى للإذاعة و التلفزيون و أتدرج بالعمل التلفزيوني فأقدّم العديد من البرامج متنوعة المضامين و الأهداف على قنواتنا المحلية و الفضائية و التي شكلت بمجملها شخصيتي الإعلامية و ساهمت بصقل مهاراتي بفنون التقديم و الإلقاء و الحوار التلفزيوني ..

حدثينا ما هو البرنامج الذي شكل نقلة نوعية لصفاء وترك بصمة واثر ؟

أعتقد أنّني أدين لكل البرامج التي قمت بتقديمها لأنها استطاعت أن تبرز مكامن قوتي فأركز عليها ، و تهديني لنقاط ضعفي فأعمل على تقويتها ، فأصل الى ما أبتغيه من أداء متمكن و متميز أمام الجمهور .. لذلك لا يمكنني إلا أن أتذكر كل ما قمت بتقديمه بفخر و محبة و عرفان .. أذكر على سبيل المثال لا الحصر (رسالة حمص ،رسالة حماه، في أروقة المحاكم، للشباب رأي، رحلة في كتاب، أدب و فكر، صباح سوري، مباشر من دمشق، نجوم صغيرة، حضارات سورية، في بيتنا انترنت، حوارات في الحضارات السورية، بلدي سورية، حاضنة الحياة، آخر المشوار .. )

بوجود عالم السوشيال ميديا كيف تنظرين الى الواقع الإعلامي اليوم محلياً وعربياً ودولياً ما هي سلبياته وإيجابياته بنظرك ؟

صحيح بأن هذه المنصات استطاعت في كثير من الأحيان التفوق على المؤسسات الإعلامية المرخصة من ناحية اتباعها لسياسات إعلامية معينة تتبنى بعض الأفكار و تحارب أو تهمش البعض الآخر و بالتالي فهي تحارب وتهمش كل شخص يتبناها فتمنعه من الظهور و الانتشار فكانت هذه المنصات أكثر تحرراً و استيعابًا للرأي و الرأي الآخر ، و استطاعت أيضًا إيصال الخبر بسرعة فائقة ، و منح فرصة لبعض الأفكار الجيدة و البناءة التي يمكنها تغيير مصير هذا الكوكب إلى الأفضل لتظهر و تنتشر و أتاحت الفرصة لأي مواطن ليصبح مواطنًا إعلامياً من حيث يدري ولا يدري و بغض النظر عن امتلاكه مقومات هذا العمل ؛لكنها في الوقت عينه ساهمت بخلق الفوضى الإعلامية و ساهمت بتقوية حرب الإشاعة و شجعت على تعويم و تكريس مفهوم التفاهة من خلال الترويج لكل أمر أو شيء أو شخص تافه ،و تحولت مؤخراً إلى منصات لجمع أدق البيانات لصالح بعض المنظمات و الشركات و الوكالات وأحيانًا لصالح بعض الأشخاص ،فأصبحت أداة للابتزاز و الترهيب والتهديد ..

و ما مدى حضورك وتفاعلك على مواقع التواصل الاجتماعي ومارايك به ؟

مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت لي أن أكون أقرب إلى المجتمع و الناس ، أتفاعل معهم و يتفاعلون معي بطريقة إيجابية حضارية ،الأمر الذي كان صعباً على الإعلامي قبل انتشار هذه المواقع ، وهذا ما يجعل رسالتنا الإعلامية أقدر على الوصول و الانتشار و تحقيق هدفها الحقيقي..

بنظرك هل الاعلام مسير ام مخير برأيك ؟

الاعلام مسيّر للحد الذي يخدم أهداف المؤسسات الإعلامية أو حتى الأشخاص الداعمين له ..و هو مخيّر للحد الذي لا يسبب إحراج لأصحاب هذه الأفكار و السياسات .. و بكلمة أخرى ؛لا وجود لإعلام حرّ ..

ما هو أصعب موقف واجهك في العمل الإعلامي ؟

المواقف الإعلامية الصعبة التي مررت بها كثيرة ..لكن أصعبها عندما كان يتوجب عليّ زرع ابتسامة صباحية على وجهي الحزين بسبب التفجيرات الإرهابية التي أزهقت أرواح الأبرياء في بلدي كرسالة من السوريين للعالم أجمع بأنّ الحياة أبقى و أقوى من كل هذا الشر و الظلام ..

ماهي المدرسة الإعلامية التي تحرصين على تطبيقها خلال تقديمك لاي برنامج ؟

كل برنامج تلفزيوني له خصوصيته التي تفرض على الإعلامي ظهوراً إعلاميًا مختلفًا.. لكنها جميعها تتطلب التزاماً بأسس إعلامية واحدة تعتبر عماداً و أساساً لكل المدارس الإعلامية مهما اختلفت تسمياتها .. لذلك سيكون الأجدر بالإعلامي المحترف خلق خصوصية لأدائه مستفيدًا من الأدوات الإعلامية التي يمتلكها ،محاولًا في الوقت نفسه أن يكون هو مدرسة إعلامية متفردة بتجربتها عن باقي التجارب .

هل نجح الاعلام السوري في القيام بدوره في توعية الشعب بقضاياه الهامة؟

يحاول الإعلام السوري منذ عقود أن يقوم بدوره التوعوي من خلال ما يقدمه من برامج موجهة لكافة أفراد المجتمع ، و قد استطاع تحقيق نجاحٍ نسبي في بعض القضايا التوعوية ،في حين أنه فشل في تحقيق أهدافه التوعوية في بعضها الآخر لأسباب كثيرة أعتقد أن أهمها هو الانفتاح الإعلامي العالمي المموّل و المدعوم من قبل منظمات عالمية ذات أهداف تخريبية و الذي أسهم بإنتاج برامج تعتمد على عنصر الإبهار البصري و الإمتاع ساهمت بخلق مقارنة غير متكافئة الأركان بين الإعلام الوطني و الإعلام العربي والعالمي ، أما السبب الآخر لهذا الفشل برأيي فهو عدم اعتراف إداراتنا الإعلامية بمكامن الضعف المهني و التقني للعمل على تقويتها ، أضف إلى ذلك فكرة إيكال المهام الإعلامية لغير أهلها .. أما الأسباب الأخرى فلا مجال لذكرها لكنني أجزم بأنّ غالبية من عمل في مؤسساتنا الإعلامية بات على دراية بها جميعها ..

هل تؤيدين ضرورة وجود تعاون اعلامي هدفه توعية الشعوب العربية بالتحديات ومواجهة أفكار الجماعات الإرهابية ؟

بالتأكيد أنا مع أية فكرة لتعاون إعلامي هدفه توعية شعوب العالم ليس فقط الشعب العربي بالتحديات العالمية لمواجهة كل فكر متطرف مهما كانت تبدياته ..

من خلال مسيرتك ما الذي حققته صفاء وماهي طموحاتك المستقبلية ؟

أعتقد أنه من الصعب على الإعلامي قياس مدى الإنجاز الذي حققه لاعتبارات مختلفة ..لذلك فأنا أفضل أن أترك تجربتي ليقيّمها المتلقي .. هو الأقدر على تحديد ما استطاع الإعلامي إنجازه و الوصول إليه ..

ماهي نصيحتك لأي شاب وشابة يسعيان للعمل في المجال الإعلامي ؟

نصيحتي لكل من يحب هذا العمل هي أن ينطلق من نقاط قوته و ملكاته الإعلامية و يسعى للتميز لا للتقليد ، فكل انسان يمتلك فرادة تجعله قادرًا على خلق فرق و تأثير مختلف عن الآخر ..

كلمة أخيرة منكِ نختم بها حوارنا ؟

كلمتي الأخيرة هي شكر و امتنان أتوجه به لكل من آمن بتميزي الإعلامي فكان عونًا لي لأعطي أفضل ما لديّ و أفرض (بأدواتي المتواضعة و إيماني اللا محدود بحتمية نجاح الإنسان المجتهد) مكاناً لي في عقول و قلوب الكثير من المتابعين ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock