مقالات

سورية استمرار لماضٍ عريق

حوار مع الأساتذة "جهاد محمد" و" ريم العلي" و "سعد عبود"

إعداد وحوار : يانا العلي

إخراج صحفي/ ريمه السعد

المجتمع الذي لا يعرف تاريخ بلاده وماضيه لن يكون قادراً على صنع مستقبل حضاري لأبناءه. فعندما نتحدث عن أول أبجدية في التاريخ نذكر اسم سورية، وعندما نبحث عن أول نوطة موسيقية في التاريخ نجد أيضاً سورية في المقدمة، كذلك الأمر عندما يكون السؤال عن أقدم عاصمة في التاريخ فحتماً الجواب سيكون سورية من خلال العاصمة الأقدم المأهولة ولازالت حتى اليوم قائمة.. دمشق.

وهناك الكثير الذي يُعد و لايحصى لنتحدث به عن تاريخ سورية ومن هذا المنطلق نتعرف على جمعية متخصصة لتكريس وإعادة إحياء هذا الجانب من ماضي سورية. بمناسبة الذكرى السابعة لإشهارها وانطلاقها في سورية، مجلة سحر الحياة أجرت حوار خاص، و عن هذا الموضوع يُحدثنا الأستاذ جهاد محمد رئيس الجمعية العلمية التاريخية السورية فرع طرطوس.

 

في سؤالنا الأول بخصوص تعريف القارئ عن الجمعية العلمية التاريخية السورية؟ يخبرنا أ. جهاد قائلاً:

“حياكم الله رمضان المحبة للأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع من الجمعية العلمية التاريخية السورية.

تحت شعار نلتقي لنرتقي بالعلم والعمل تأسست الجمعية العلمية التاريخية السورية في الخامس عشر من نيسان عام ٢٠١٤، لها فروع في أغلب المحافظات السورية تستخدم العقل العلمي المنفتح الحضاري الإنساني القيمي الأخلاقي في البحث والسلوك للمساهمة في بناء وصناعة الإنسان المتمكن من بناء المجتمع ومواكبة التطورات الحاصلة في العالم وإعطاء الصورة المميزة للمجتمع الشرقي بناءً على الماضي التاريخي لهذا الشرق الذي كان مفتاح الحضارة الإنسانية للعالم أجمع .

الجمعية تبحث في تاريخ هذا الشرق الموغل في القِدَم والذي مرت عليه حضارات كثيرة منذ وجود إنسان على هذه الأرض، مثل الحضارات الكنعانية الفينيقية الآرامية الآمورية الآكاديية الآشورية العمورية الكلدانية، هؤلاء أنشأوا الكثير من القلاع والممالك والدول ودور العبادة حتى العصر الحديث .

اقرأ أيضا وحدها دمشق تستحق العشق

وحول النشاطات التي قامت بها الجمعية يخبرنا الأستاذ جهاد؟

النشاطات متعددة و كثيرة شهرية تتضمن زيارات للقلاع والحصون والبحث العلمي تاريخي عن قِدَم هذه القلاع وما مر عليها من حروب وغزوات وما قدمه شعبها من ابتكارات وأساليب حياة، أماكن المملكات والقصور والمدن والمسارح الأولى في العالم .

نشاطات ثقافية فكرية اجتماعية توضح وتبين مدى هذا الشرق الأصيل في بناء الحضارة الإنسانية.

وفي سؤالنا عن أهمية معرفة التاريخ السوري وتحديداً بعد مضي إحدى عشرة عاماً على الحرب في سورية؟

سورية اليوم اختصها الاستعمار لبلاد الشام التي تجمع بلاد الرافدين مر وعاش فيها حضارات لازالت آثاراها باقية حتى الأن ولهذه الأهمية اجتمع عتاة الأرض لتدمير هذه المنطقة الجغرافية المهمة من العالم .

ماذا تقدم نشاطات الجمعية للوطن الأم في ظل الظروف التي تمر بها سورية؟

تقدم الجمعية للوطن صورة واضحة لكنوز هذا الشرق واستفادة من هذا التاريخ الحضاري، الحافل بالعلم والمعرفة والقيم والأصالة بتجدد وإنتاج يساهم في بناء الحضارة الإنسانية .

 و بالنسبة لأعضاء الجمعية، ما القيمة المضافة لهم بانتسابهم للجمعية؟

القيمة المضافة لأعضاء الجمعية هي الإطلاع على هذا التاريخ بطريقة علمية عقلية بعيدة عن الوهم وإشباع حاجات المنتسب العلمية الثقافية المعرفية ومشاهدة المواقع الأثرية والقلاع والحصون ومعرفة تاريخ الحضارات التي مرت بهذه البلاد.

من خلال رحلاتكم العلمية التاريخية ماهي نسبة الأماكن الأثرية المجهولة بالنسبة للمواطن السوري؟

هنا نقدم الواقع كما هو الأمور بنسبية، قسم لابأس به من الناس لديه اطلاع ومعرفة بالتاريخ والماضي. وقسم آخر، التاريخ الحضاري لهذه البلاد غائب عنه وهم بالنسبة لنا كجمعية الشريحة المستهدفة.

وحول الجانب الإعلامي للجمعية وأهميته تحدثت المهندسة ريم العلي رئيسة اللجنة الإعلامية وأمينة سر الجمعية لمجلة سحر الحياة قائلة:

“نحن هنا فرع من الجمعية الأم وكلنا معاً نعمل لنلقي الضوء على سورية الواحدة بكل أجزائها من خلال النشاط الإعلامي لكل فرع من فروع الجمعية في ست محافظات حالياً.

بالنسبة لنا في طرطوس قمنا بالعديد من الزيارات والنشاطات الثقافية والسياحية ونعمل على النشر و توضيح نشاطاتنا الهادفة من خلال إقامة المحاضرات التعريفية والتاريخية، وأيضاً على صفحات الفيس أو مشاركة قنوات التلفاز السورية وغير السورية والمنصات الإلكترونية، بحيث تصل المعلومات التاريخية والعلمية لكل الشرائح العمرية والثقافية في كل مكان و العمل على أهمية وجود الجيل الشاب ليستفيد من الماضي في قيادة الحاضر و بناء المستقبل بشكل مشرق متين متلافياً كل ثغرة ومستفيداً من كل قيمة إنسانية وعلمية وأخلاقية.

 

أما أهمية الجانب الإعلامي في الجمعية العلمية التاريخية السورية فهو متعدد الجوانب منها اننا عملنا منذ التأسيس على نقل المعلومات التاريخية والعلمية للجيل الشاب الذي بسبب الحرب ربما واجه صعوبة في التنقلات وزيارة الكثير من الأماكن التي كانت متاحة وبيسر لزيارتها قبل الحرب، وذلك لنُكّون جيل مُلم بتاريخ بلاده ونزيل صورة الحرب التي تكرست عن وطننا الأم، بحيث نحافظ على سورية الجميلة بحضارتها العريقة وإشراقتها المتجددة.”

 

وعند لقاءنا مع عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الأنشطة الأستاذ سعد عبود وسؤاله عن موضوع النشاطات تفصيلاً في الجمعية أجابنا:

” إن الجمعية العلمية التاريخية السورية هي مؤسسة علمية تهتم بمدارس العلم عبر وعائها التاريخي العميق، مهامها على كامل الجغرافيا السورية الإضاءة على التراث السوري منذ نشأته إلى الأن، مروراً بالحضارات التي تعاقبت عليه، الجمعية تضم نخبة من كوادر سوريا ومثقفيها مؤمنين جميعاً بأن سوريا هي الوطن الأول للإنسان.

نشاطات الجمعية كانت دائماً حول إعادة إحياء التراث السوري تحديداً المتعلق بالعمران أولاً ثم الحاجات الإنسانية التي كان يتداولها السوريون عبر العصور.

في كل نشاط هناك إضاءة، صورة وحدث، الصورة هي الواقع الذي نقف عليه ونستكشف سوياً عمره الزمني ومجموعة الشعوب التي مرت عليه، والحدث هو ما وصلنا إليه الأن بعد هذا الزمن وكيفية إيصاله إلى عقل الزائر.

كان لنا مجموعة من النشاطات مثلاً زرنا قلعة الكهف قرب مدينة الشيخ بدر قلعة أثرية جميلة تتربع أحد الجبال المقابلة لقرية برمانة كثيرة الكهوف والمسارب المائية واطلالة عالية محفورة بالصخر، تناولنا القلعة كبحث تاريخي، عمرها الزمني و الموقع، والحضارات التي مرت عليها، وانتهى بعدها المشوار في مطعم على سد الصوراني كفريق عمل ومشاركين ومنتسبين.

ونشاط آخر كان بلدة حمين، متحف الحاج حسن حيث أعماله الهندسية والفنية والتراثية متوجهين بعده إلى حصن سليمان شرق مدينة الدريكيش، موقع أثري ضخم بيزنطي الأصل تعاقبت عليه عدة حضارات إلى يومنا هذا، قمنا بتصوير المكان ورافقنا اختصاصيين في مجال الآثار ليغنوا معلوماتنا ويزودونا بالمعلومات التاريخية لكل منطقة نمر بها. متوجهين ايضاً بعده إلى قرية بمنة حيث كان لنا لقاء غداء في مطعم القرية.وعلى هذا النمط قمنا بالكثير من النشاطات إضافة إلى إضافة فكرة مميزة في كل نشاط.

نشاطاتنا المستقبلية مستمرة وبهمة أكبر بالتعاون مع الكوادر والفروع في باقي المحافظات وستكون أيضاً متعلقة بالتراث السوري وعمقه التاريخي وأصالته، في المخطط ستكون قلعة المرقب، أفاميا، تدمر، قلعة الحصن، مدينة الرصافة، وباقي المواقع السورية الهامة. والهدف الأسمى بناء مجتمع مدني مثقف يثق بوطنه ويدرك مدى أهمية تراث وتاريخ بلاده.”

اقرأ المزيد سامر إسماعيل ” الوقوف أمامه أضاف لي الكثير

“فايز قزق “مجرم التمثيل يعيد للدراما السورية ألقها بقلم : سنا الصباغ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock