أخبار وفن

صراع الخير والشر مستمرٌ.. وأحلامنا مع وقف التنفيذ “بقلم سنا الصباغ”

يسعى المخرج والفنان سيف سبيعي في عمله لتصوير صراع محوري الخير والشر برؤية جديدة نسبياً، من خلال حكايا سكان حارة شعبية أراد لها أن تكون صورة مصغّرة عن الوطن سورية قبل وبعد الحرب…

حيث أبدع الكاتبان يامن الحجلي و علي وجيه برسم شخصيات تلك الحارة محاولين الإحاطة قدر الإمكان بكافة نماذج الشعب السوري ، من المثقف والفقير إلى المسؤول و الثري، ومن ابن البلد البسيط إلى ابن السلطة، من المتدين المحافِظ إلى المتحرر المتمرد على العادات، من المواطن الصالح الذي يمثل محور الخير، إلى المواطن السيء الذي يمثل محور الشر….

وقد أبدع سبيعي بإخراج كل تلك الشخصيات من الورق إلى الشاشة، مبرزاً أبعادها النفسية والجسدية ، والتغيرات التي طرأت عليها بعد الحرب…

بدايةً مع شخصية حليم ذلك المثقف الشيوعي المناهض للظلم والفساد، المُعتقل السابق بسبب آرائه السياسية، العائد إلى الحارة ليجد ابنته تمردت عليه، وزوجته تركته وتركت الأولاد وتزوجت وسافرت. وجاره  بشير وشى به،

وليكتشف لاحقاً أن ابنه أصبح مزور عملة، أما جارته جِنان ابنة شيخ الحارة التي تمردت على كل شيء وسلكت طريق السلطة والفساد، فستكون سبباً لمقتل أعز أصدقائه الصحفي أبو الشوق، ليشكل موته نقطة تحول في حياة “حليم” ويغدو ضمير العمل المتكلم، فيباشر كتابة روايته (مع وقف التنفيذ)

يشكل حليم أبرز شخوص محور الخير في العمل، والذي يقوم بتجسيد شخصيته بجدارة النجم غسان مسعود

ولأن الخير باقٍ في أبناء البلد فقد تعددت الشخصيات التي تشكّل محوره، نذكر منهم شيخ الحارة التقي الصالح، أبو جنان، ومنهم عائلة “أم هاشم”

(هاشم وزوجته، بشير وزوجته, والشاب الجامعي المتحرر من أفكار العائلة واختهم عتاب الباري التي تهرب من البيت وتصبح لاحقاً مطربة مشهورة فتحاول العودة لمساعدة أخوتها وتعويضهم)

يؤدي دور هاشم بجدارة ملفتة النجم فادي صبيح ذلك المواطن البسيط المتشبث بعادات المجتمع وتقاليده، وموروث العائلة وسُمعتها، والذي يسعى في هذه الحياة لتحسين وضع أسرته، وكسب الرزق الحلال لكن الأحوال تعاكسه دوماً، بسبب تهوره أحياناً، فيتورط بعداوات مع جاره الانتهازي الجشع، تسبب له الكثير من المشاكل ، إضافة لمحاولته قتل أخته “عتاب” لغسل عار العائلة، لتزداد الحكاية تشعباً ثم تتكشف خيوطها بالتدريج بانتظار ما ستُخبئه له في الحلقات القادمة….

أما “أم هاشم” تلك الأم العظيمة كسورية، التي تسامح أبناءها إن أخطؤوا، فشكّلت خلال حلقة واحدة أساس العمل وبداية الحكاية، وجاء على لسانها أهم جملة ترددت على صفحات التواصل الاجتماعي:

(الأرض اشتاقت لولادا)

وقامت بأداء دورها النجمة المتفردة بحضورها صباح الجزائري

أما محور الشر في العمل، فقد تصدّر لتجسيد شخوصه المسؤول الفاسد أديب ويؤدي دوره بتميز مُلفت النجم فايزقزق وزوجته جِنان العالم التي اشتراها لمصلحته ومقابل خدماته ليُدخلها معه طريق السلطة والفساد، ويوصلها لكرسي مجلس الشعب، لتسهّل له أعماله، وتؤدي دورها ببراعة ملفتة النجمة سلاف فواخرجي ، والتي لا تلبث أن تنقلب عليه، فتتحالف بدايةً مع الرفيق فوزان ذلك الشخص الانتهازي المتملّق، الذي لا يتوانى عن استخدام أدنى الطرق للوصول إلى مطامعه حتى لو استخدم ابنتهُ، أو استغل حاجة الناس، أو تاجر بالشعارات الوطنية، لنكتشف لاحقاً أنه كان في السابق موظفاً بسيطاً ورب أسرة فقيرة وزوجته توفيت بالسرطان، وأن الظروف والظلم من جعلوه هكذا، ويؤدي دوره ببراعة النجم عباس النوري

ولذلك تستخدمه جنان بدورها لتنفيذ مخططها بشراء الحارة، مستغلةً طمعه بالسلطة والمال والنفوذ، لتتحالف لاحقاً مع عدوّ زوجها اللدود أبو الوفا “صاحب الكازية” ويقوم بدوره النجم بشار اسماعيل رجل الأعمال الثري والمتستر بغطاء الدين، الطامع أيضاً بالسيطرة على الحارة، بعد أن ساهم بتدميرها سابقاً خلال الحرب، فيتفقا على قتل زوجها أديب لتعود الخيوط للتشابك، وتتصاعد وتيرة الأحداث باضطراد مشوّق، مُشكّلةً لدى المشاهد عِدّة عُقدٍ درامية في صراع الخير والشر، بانتظار الحلول وصولاً إلى الذروة والخاتمة، التي نتمنى مبدأياً أن تكون سعيدة، بعكس الواقع الذي نعيشه اليوم في بلادنا بسبب أمثال هؤلاء…..

سنا الصباغ

مجلة سحر الحياة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock