حياة الفنانين

يوسف المقبل ” فن الدراما التلفزيونية فنٌ مؤقت أشبه بالوجبات السريعة

حواروصياغة /ريمه السعد
إعداد وتحرير /ريمان قصص
تدقيق لغوي /ميرفت مهران
العمل التاريخي هو الأصعب بالنسبة للممثل
إنني عاشق للمسرح وأجد نفسي على خشبته
في الدراما التلفزيونية علاقات الوسط الفني قائمة على المصالح باستثناء الجيل القديم
في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ازداد تجار الفن الذين لا يعنيهم تقديم فناً راقياً
أتوجه للجنة صناعة السينما ووزارتي الثقافة والإعلام زيادة التدقيق في مستوى الإنتاجات

فنان قدير تاريخه الفني له قاعدته ونهجه بالأداء له استقلاليته، و نطقه باللغة العربية الفصحى شكل إضافة جمالية لأدواره في الأعمال التاريخية الفنان يوسف المقبل ضيف مجلة سحر الحياة في هذا الحوار

مسيرة فنية طويلة وبصمة قوية

شاركت خلالها في الكثير من الأعمال الدرامية واشتهرت بتقديم الأعمال التاريخية هل هي كانت الأقرب إليك ؟

في عالم انتشار الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي غُيب الكتاب وتنحت القراءة فكانت الأعمال التاريخية هي البديل لتقديم مادة تثقيفية خاصة إذا كانت مستندة إلى مرجعيات حقيقية وموثوقة

والعمل التاريخي هو الأصعب بالنسبة للممثل لأنه يحتاج إلى امتلاك اللغة العربية وإجادة إلقائها

 بالنسبة لي المسرح أفادني في ذلك

والعمل التاريخي يحتاج لممثل من نوع خاص

*الفنان يوسف المقبل لك أكثر من 150 عرضا مسرحيا

وحاصل على جائزة أفضل ممثل في أيام قرطاج المسرحية عام 2018 عن دورك في مسرحية “تصحيح ألوان ” ما هو سر حبك للمسرح وتألقك فيه ؟

إنني عاشق للمسرح وأجد نفسي على خشبته ولم ابتعد عنه فالمسرح هو الـ cv الحقيقي لأي فنان والمسرح أبو الفنون

 

*تعتبر المسرح هو المدرسة الحقيقية للممثل؟ وبما أنه كذلك لماذا لا نجد الرعاية للمسرح وللمسرحيين؟ ومن المسؤول عن ذلك؟

المسرح في بلدنا فقير وهو يحتاج لدعم مادي حينها يتوفر النص الجيد والممثل الجيد والمخرج الجيد

ونكون أمام عمل مسرحي متكامل وغير ذلك قتلٌ للإبداع

والمسؤول الأول والأخير عن تطوير المسرح ورعايته هي المؤسسة الرسمية ، وأعتقد أن الكثير من الممثلين الذين يعشقون المسرح او توفرت لهم أجور تحفظ لهم كرامتهم سيبتعدون عن الدراما التلفزيونية

لأن المسرح حالة تساهم في تطوير المجتمع وتحارب الفكر المتخلف

*عاصرت اكثر من جيل وأكثر من مناخ فني …هل اختلف المناخ العام للصناعة كثيراً وما هي الآفات التي أصابت سوق العمل على مستوى الإنتاج ..العلاقات ..النصوص الزمالة او القيمة ؟

في المسرح مازالت العلاقات نقية ومتميزة أما في الدراما التلفزيونية فعلاقات الوسط الفني قائمة على المصالح باستثناء الجيل القديم الذي مازال يحافظ على تقاليد المهنة

إننا نرى خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية الجدد يتوجهون للتلفزيون سعياً وراء النجومية والأجر الأعلى

قلة النصوص الجيدة للمسلسلات فنرى مسلسلات صرف عليها الملايين ولم تقدم شيئا نافعا؟ لماذا يقبل بها الممثل؟ مع العلم معظمهم نجوم لامعه؟

لكل أزمةٍ تجارها وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ازداد تجار الفن الذين لا يعنيهم تقديم فناً راقياً

بل يعتمدون على نجمٍ واحد مع أشباه مخرجين و ممثلين بغض النظر عن إمكانياتهم وعن مصداقية النصوص

 

الأجزاء الكثيرة للمسلسلات ألم يوقعها في خانة الرتابة َبرأيك؟

طبعاً فعندما تكون الأجزاء كثيرة ومفبركة تبدأ باجترار نفسها ،لا سيما ما يسمى بأعمال البيئة الشامية فهي حكايا مصطنعة ساذجة وممطوطة دون هدف وتحمل أفكاراً متخلفة وحولها أكثر من نقطة استفهام

اقرأ أيضا جمال نصار”المسرح هو البلسم والدواء لأرواحنا المتعبة وإيماني بإمكانياتي قوي والفرصة لابد أن تأتي

ما رأيك بسباق المنتجين والفنانين لعرض أعمالهم في رمضان نظراً لارتفاع نسبة المشاهدة ؟

السباق سباقٌ تجاري بحت وليس سباقاً فنياً راقياً

إن ازدحام الفضائيات التي تعمل مثل المفرمة على مدار الساعة يجعلها بحاجة لكل المواد ثمينها و رخيصها

فاخترعوا طقساً اسموه مسلسل رمضان يتألف من ثلاثين حلقة ونجم قد تفرضه شركات الإعلان لأن الإعلان يغطي إنتاج المسلسل ويحقق ربحاً للقنوات المنتجة

وفن الدراما التلفزيونية فن مؤقت واشبه بالوجبات السريعة

شيء سريع لا يدخل بتاريخ الفنان الحقيقي وإذا عدنا لنتذكر آخر عشرين سنة قد لا نجد أسماء عشر مسلسلات مهمة ضمن إطار اكثر من أربعمائة مسلسل أنتج في هذه الفترة

حدثنا عن جديدك ؟

شاركت في العمل التاريخي “فتح الأندلس” إنتاج كويتي للمنتج والمخرج “محمد العنزي” عمل يركز على الجوانب الإنسانية 

وتلتها تجربة اعتبرها مميزة جداً وأحببتها

وهي التجربة الأولى على مستوى الوطن العربي بالدراما التلفزيونية هي مشروع أصحاب الهمم العالية في الإمارات العربية فيه شيء إنساني مهم جدا اتجاه هذه الفئة “أحلام يرسمها الغبار” لمجموعة كتاب وإخراج الصديق عبدالباري أبو الخير

وأحلُ ضيفاً على مسلسلي “مع وقف التنفيذ” ومسلسل “جوقة عزيزة”

وحالياً أحضر لمشاركة في فلم سينمائي إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا ” حي المنازل” إخراج  محمد إسماعيل عن رواية فيصل خردش وإخراج غسان شويق

 

كلمة أخيرة نختم بها حوارنا ؟

أتوجه للجنة صناعة السينما ووزارتي الثقافة والإعلام إذا كان الفن هو منتج استراتيجي فأتمنى زيادة التدقيق في مستوى الإنتاجات لحماية هذه الصناعة الراقية

اقرأ المزيد “إلياس كرم”الطرب الأصيل والرقم الصعب في الوسط الفني بصوته وألحانه

الممثلة الليبية عائشة جمل مع الفنانة وفاء موصللي في “صدر الحُكم”

وفاء موصللي “كل فترة من حياتي الفنية كانت منعطفا جديدا ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock