مقالات

اسكات الحق بالباطل / بقلم د. دعاء هاشم

تابع معظمنا علي وسائل التواصل المسموعة والمرئية خبر اغتيال و استشهاد الصحفية الفلسطينية المسيحية شيرين أبو عاقله اثناء نقلها للأحداث التي تجري على الأراضي الفلسطينية المقدسة، ويرجع السبب في ذلك كما نعلم جميعا لتفوق الصحفية الراحلة في نقل الانتهاكات والاعتداءات والجرائم التي تحدث من قبل الجنود الإسرائيليين وذويهم. وليت الامر توقف عند هذا الحد بل تعداه ليتعرض أولئك المجرمين الي جنازه الراحلة شيرين بأبلغ الاعتداءات والهجوم والعنف اللامبرر وذلك ضد جثمان سيدة انتقلت الي جوار ربها فقط لنقلها الحقائق بتفاصيلها الدقيقة غير مكترثين علي الاطلاق لن نقول بحرمة الموتى ولكن بتواجد ما يسمي اسما فقط الهيئات الدولية التي يجب ان تجرم وتحرم تلك الجرائم والاعتداءات ، وقد يرجع السبب في ذلك الي مقوله واحده وهي انه اذا امن العقاب ساء الادب.

اقرأ أيضا “شيرين أبو عاقلة”.. صوت الحق وشهيدة الكلمة

نعم يا ساده، اذا امن العقاب ساء الادب، فليس لنا ان نتعجب عند رؤيتنا ومتابعتنا للانتهاكات والاعتداءات التي تمت من قبل جنود الاحتلال الاسرائيليين لجنازه الشهيدة الراحلة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقله التي تم اغتيالها برصاص احد القناصة الإسرائيليين؟ لماذا؟ لنقلها الحقائق والاعتداءات التي تحدث من جانب الصهاينة وجنود الاحتلال بالشعب الفلسطيني الأعزل، نعم انه الحق يا ساده، الحق دائما مؤلم علي غير أصحابه، علي الرغم من انه لا يوجد ادني عقاب لأولئك المعتدين المجرمين، ولكن تلك هي صفاتهم اسكات الحق باي وسيله كانت.

ان كنا نري ونسمع عن حالات انسانيه لأناس فقدو أعمالهم لقيامهم بفضحهم صوره من صور الغش او التحايل او الخداع او تضارب المصالح التي قد تحدث بعملهم ، فقط عند اعتراضهم لرؤيتهم أي صوره من صور الباطل تلك او أي معضله أخلاقية من زملاء بالعمل بنفس الوطن يتحدثون بنفس اللغة ولهم نفس الجنسية ونفس الديانة ومع ذلك يقومون بأفعال من الباطن من شانها ظلم زملاء اخرين لهم او الاضرار بالمصلحة العامة و الخ ، فيكون رد الفعل هو التعسف والتجبر من جانب الإدارة العليا و قد يرجع السبب في ذلك الي انهم أيضا متورطين معهم في تلك المسائل اللأخلاقية وبالتالي هم غير قادرون علي دفع الظلم والفساد لانهم اول المشاركون به.

وحيث ان القانون المتعارف عليه شفهيا هو ان المصالح تتصالح، ان كانت تلك هي قانون الافراد فما بالك بقانون الدول، اذا فلا عجب ان نري ذلك الصمت من جانب المجتمعات الدولية او جمعيات حقوق الانسان او الدول الكبرى او الدول العربية فكل يبحث عن مصلحته الخاصة، فالجميع يدا واحده ولو بالباطل امام صاحب الحق.

الصحفية شيرين كانت خير حافظه لأمانة الكلمة وامانه عملها بنقلها الحقيقة وعلي اكمل وجه وتحت أي ظروف حتي لفظت أنفاسها الأخيرة تدافع عن تراب وطنها وقد كلفتها تلك الأمانة حياتها ولكن جعل الله سيرتها الطيبة بين جميع البشر يتناقلون حكايتها الأجداد و الآباء و يفخرون بها بل وينادون مواليدهم باسمها حتي وان وفقدت حياتها ولكن ستظل باقيه بسيرتها العطرة تلك، وكانت نهايتها هي اجل واعظم خاتمه يتمني ان ينالها أي صاحب حق ، وكل من يؤمن بقضيته ويدافع عنها وان كان مقابلها أي فقد مادي ولكن في النهاية تبقي السيرة الطيبة يتحلي بها أولئك الذين رفضوا الاستسلام والخضوع وانتهاج سياسه القطيع فلهم الرفعة والنصر ولو بعد حين وذلك هو وعد الله ” وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَار “. رفع ونصر الله كل شهيد وكل صاحب حق رفض الظلم والاستسلام ووقف مدافعا عن مبادئه وكرامته وانسانيته حتي وان كلفه ايمانه وامانته الفقد باي شكل من اشكاله.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock