عاممقالات

أطفال لم يجدوا غير الشوارع مأوى لهم


         

أطفال لم يجدوا غير الشوارع مأوى لهم




كتبت مريم تهامي
يتناول مسلسل ” أولاد الشوارع ” لحنان ترك و عمرو واكد حياة الأولاد المشردين في الشوارع ، و الفقر و التفكك الأسري الذي يعانوه ، ما يدفع بهم إلى الجريمة و العنف ، و إستغلالهم من قبل ضعيفي النفوس من المجرمين و المنحرفين . بطلة المسلسل حنان ترك، تلعب دور فتاة من أولاد الشوارع ، تتعرف بشاب مثقف ، يدرس في الجامعة الأمريكية ، و الذي من خلال إطلاعه على ظروفها ، يقرر أن يكتب عن أولاد الشوارع ، كمشروع للتخرج .







كانت هذه المرة الأولى التي أعرف فيها مصطلح ( أطفال الشوارع) .






لم استوعب جيداً فكرة المسلسل وقت عرضه في عام 2006 و لكن أجزم أن عواطفي تفاعلت معه رغم صغر سني ذلك الوقت و تفاعلي لم يكن شفقة بل شعرت أنهم أقوياء مناضلين مغامرين اختاروا الهرب إلى المجهول على الرضى بالمهانة و الذل .





و مع الوقت و نموي يوماً بعد يوم أصبحت أُلاحظ أولئك الأطفال ، و لكني كنت كبقية الناس حولي ممن يتعاطفون معهم ، و ربما من وقت لآخر يتصدقون عليهم فليس باليد الكثير أو بالأحرى أكثر من ذلك لفعله .


أطفال لم يجدوا غير الشوارع مأوى لهم


تملأ رأسي عشرات أو ربما مئات الأسئلة عنهم منها :

من هم ؟ من أين أتوا ؟ و إلى أين سوف تأخذهم أقدارهم ؟ و ما دور المسؤولين تجاههم ؟ 
ولماذا يهملهم المسؤولون بهذا الشكل ؟ و أين أموال الضرائب التي تدفع للدولة ؟ 
فأرى أحيانا أسر بأكملها الشارع هو مأواهم ، ربما يرجع ذلك لارتفاع نسبة البطالة أو موت عائل الأسرة (الوالد ) مما يدفعهم للتسول و البيات في الشوارع .
و هناك أطفال بلا والدين يتخذون الشوارع مسكناً ، ربما بسبب العنف أو التفكك الأسري فلجأوا للشارع و اتخذوا من التسول حرفة للرزق .
و هناك الأطفال العاملين باعة المناديل الورقية المتجولين أو بمعنى أوضح و أدق يتسولون هم أيضا و هؤلاء على الأغلب لهم أسر يعودون إليها أحيانا في الليل و ربما دفعهم الفقر و الجهل و كبر حجم الأسرة عن الحد الذي يعجز فيه الآباء و الأمهات عن توجيههم و تلبية احتياجاتهم إلى اللجوء للشوارع .
عدد أطفال الشوارع في العالم غير مؤكد لكن اليونيسيف تقول أنهم عشرات من الملايين في العالم و هناك رقم افتراضي يقول أنهم مائة مليون طفل . 
و تقول اليونيسيف أن عدد أطفال الشوارع في مصر حوالي 600 ألف طفل و يزيد ، و هذا الرقم في تزايد .. ففي مصر هناك ما يسمى بالجيل الثاني أي أبناء الأطفال الذين عاشوا في الشوارع و أنجبوا جيل ثانِ ولد و يعيش في الشوارع ، و هذه القضية تم طرحها في بعض الأعمال الفنية منها على سبيل المثال : ( فيلم حين ميسرة ) .
أطفال لم يجدوا غير الشوارع مأوى لهم

إذن فعدد أطفال الشوارع في تزايد مستمر يوماً بعد يوم و منا من ليس بيده حيلة لمساعدتهم إما لصغر السن و إما لقلة الأموال ، و من يملكون الأموال القليل منهم يودون المساعدة حقاً و ليس لأغراض و مآرب أخرى منها التفاخر و التهرب من الضرائب التي تفرضها الدولة .
و أخيراً قارئ مجلة سحر الحياة العزيز هلا جلست يوماً نصف ساعة فقط تفكر كيف ستساعد أنت هؤلاء الأطفال ؟ 
و لا تنسى اجعل عملك لهم خالصاً لوجه الله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock