رياضة عربية وعالمية

من هو المدرب الافضل؟

بقلم / محموددرويش
منذ زمن يسود الجدل ولا يزال في الأوساط الفنية والاعلامية والجماهيرية، بشأن المدرب الأفضل والأنسب في عالم كرة القدم بين الأكاديمي صاحب الشهادات، أو اللاعب السابق صاحب الرصيد الكروي التاريخي، أو الذي يجمع بينهما، لكن الى الأن لم يستقر العالم على تصنيف معين، مثلما لم يستقر على معايير أفضل مدرب والشروط التي يجب أن تتوافر فيه كي يصنف الأفضل، وهل هو صاحب أكبر عدد من التتويجات؟ هل هو ذلك الشخص الذي يصنع الفريق؟ أم ذلك الذي يعرف كيف يسير المجموعة بنجومها؟ هل هو صاحب مهارات تدريبية وفنية وتكتيكية وقدرة على قراءة اللعب؟ أم صاحب الشخصية القوية الذي يعرف كيف يسير الفريق وكيف يتعامل مع النجوم والادارة والاعلام والجماهير؟

صحيح أن قوانين الفيفا وكل الاتحادات القارية صارت تفرض اليوم على المدربين الحصول على إجازة مدرب، بعد خوض تربصات واجتياز اختبارات للحصول على شهادات تدريب حتى ولو كان نجما كرويا سابقا، والتجارب أثبتت أن النجاح والتوفيق ليس حكرا على أصحاب الشهادات والمستوى العلمي الأكاديمي فحسب، ولا على اللاعبين السابقين خصيصا، لكن النجاح والتوفيق لكليهما يتوقف اليوم على عديد المعطيات الذاتية والموضوعية، والمقارنات بينهما تجاوزت هذا الأمر لأن العديد من النجوم الكبار فشلوا في مهامهم على غرار بيليه ومارادونا وبلاتيني وبوبي تشارلتون، في وقت نجح مدربون لم يحترفوا الكرة مثل أرسين فينجر وأريجو ساكي ومورينيو وكلوب، مثلما لم يوفق كل من يحمل أكبر الشهادات الأكاديمية بدون رصيد كروي كاللاعبين السابقين، على غرار الخبير والمدرب الفرنسي كريستيان جوركوف الذي تتلمذ على يديه زين الدين زيدان ونجوم كثر.

بين هؤلاء وأولئك لم يتفق المتابعون لحد الأن بشأن المعايير التي تحدد الأفضل، خاصة في المستوى العالي، رغم أن عدد التتويجات والألقاب يبقى الأهم في عملية التفضيل، مثلما يجمع عليه من يعتبر يورجن كلوب الأفضل بسبب تتويجاته بألقاب كأس العالم للأندية ودوري الأبطال والدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما تمكن من صناعة منظومة وهوية لعب استندت على تدعيمات مهمة في مختلف الخطوط وقدرة فائقة على التعامل مع نجوم كبار لا يختلف بشأنهم أحد، رغم أن الرجل لم يكن نجما كرويا كبيرا كلاعب، ولم يحقق مبتغاه سوى بعد خمسة مواسم كاملة في دوري يعج بكبار المدربين واللاعبين والأندية التي تلعب تحت ضغوطات إعلامية وجماهيرية كبيرة.

اقرأ ايضاً: مونديال العرب ليس لكل العرب

البعض الآخر يعتبر أن شخصية المدرب القوية هي التي تصنع الفارق، سواء كان أكاديميا أو نجما كرويا سابقا، خاصة اذا تمكن من التحكم بالمجموعة وفرض سلطته وفلسفته على عناصر الفريق حتى ولو كانت تتشكل من عديد النجوم، مثلما يحدث حاليا مع زيدان في الريال وجوارديولا في السيتي، وكلاهما يملك رصيدا كرويا كبيرا كلاعب سابق، ساعدهما على حسن التسيير والتعامل مع التشكيلة الثرية ومع الادارة والاعلام والجماهير، كما أن النجاح في الكرة لا يكون بالضرورة لأفضل مدرب فنيا وتكتيكيا، بل لمن يتميز بكاريزما قوية ويحسن التعامل مع المستجدات والمعطيات والإمكانيات المتوافرة لديه.

بعض الآراء الأخرى تعتبر أن الأفضل هو الذي يصنع الفريق، مثلما يفعل مدرب أتالانتا الإيطالي جانبيرو غاسبيريني الذي تمكن في ظرف أربعة مواسم من منافسة كبار ايطاليا والحصول على المركز الثالث لموسمين متتاليين، والتأهل لأول مرة الى ربع نهائي دوري الأبطال في أول مشاركة له، رغم أن تشكيلته لا تضم نجوما أو أسماء لامعة، وهو الأمر الذي يؤكد أحقية الرجل بأن يكون ضمن قائمة الأحسن، خاصة بفضل طريقة لعبه الهجومية التي سمحت له بتسجيل 98 هدفا.

عندما نتمعن في مختلف العينات، نتأكد أن النجاح والتوفيق لا يقتصران على حاملي الشهادات أو على النجوم السابقين، والأفضل لن يكون بالضرورة صاحب أكبر عدد من التتويجات فقط أو من يصنع الفريق، أو من يعرف كيف يسير عددا من النجوم في الفريق، بل هو كل المعطيات والأسباب مجتمعة تروضها شخصية المدرب قبل الفنيات والخطط التكتيكية، لكن يبقى الأمر في نظر الكثير نسبياً الى حد بعيد، تجتمع فيه عوامل ذاتية خاصة بالمدرب كأن يكون صاحب خبرة وحامل شهادات أكاديمية، وعوامل أخرى موضوعية تتعلق باللاعبين والمسيرين والمحيط الإعلامي والجماهيري وقدرة المدرب على التعامل معهم كلهم بالشكل اللائق في غرف الملابس وداخل المستطيل وخارجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock