شعر وحكاياتعام

ف … ت …مو… توا


قصة قصيرة
                           أمل الجمل
*ف..ت..مو..توا*
يجلس  حسين مصفر الوجه يتصبب عرقاً .  وتحيط وجهه لحية سوداء مهملة ، من عادة حسين الضحك معظم الوقت لكنه الآن ليس بحالة مزاجية تسمح له بذلك ولا وجوه الجالسين أمامه تدعو للبهجة والمزاح.
ينظر حسين فى ساعته من آن لآخر الوقت شارف على الواحدة ظهراً ، وعقارب ساعته أصبحت أكثر بطئاً.
أسند حسين رأسه على الحائط وشرد بفكره وتذكر كم كان موهوباً فى التمثيل وكم أتقن دور المريض للهروب من الواجبات الأجتماعية والأسرية . تذكر حسين كيف كان سعيداً حين أقنع زوجته أنه مريض ولا يستطيع الذهاب معها لتهنئة أخيها على مولوده الجديد.  وكم ضحك ساخراً مع نفسه حين جعل مديره يصدق أنه مريض للحصول على بعض أيام أجازة قضاها فى  المصيف . وكثير كثير من المواقف.
مشى حسين فى حديقة مزهرة وكلما أقترب من شجرة أصفرت وكلما أقترب من زهرة ذبلت.
فزع حسين على صوت ينادى اسمه قائلاً : أستاذ حسين اتفضل تحاليلك .
أمسك حسين بأوراقه الطبية  ولا يطيق صبراً وأصبح خوفه مارداً وأصبحت دقات قلبه طبول يسمعها القاصى والدانى .
لم ينتظر الذهاب لطبيبه، فقد أستوقف أحد الأطباء المارين بطرقات المستشفى  مستحلفاً إياه  يخبره عما بالأوراق متعللاً إنها لأخاه ويريد الإطمئنان، تفحص الطبيب الأوراق قائلاً حالة كنسر بالكبد وأعطاه الاوراق وذهب . ووقف حسين مذهولاً يتخبطه المارة وظل يهمس بصوت آسف  منكسر يكاد لا يُسمع《لا تتمارضوا فتمرضوا ف.ت……………》


                   مدير قسم الادب والشعر
                        علا السنجري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock