خريج كلية الآداب ومحصل الكهرباء الفنان نصر سيف.. صاحب إفيه “ينصر دينك يا أستاذ خليفة”

وبعض المصادر تصنف الفنان نصر سيف كواحد من أشهر الفنانين الكومبارس، والكومبارس “Comparsa” في الأساس كلمة إيطالية الأصل، وهي مصطلح سينمائي يطلق على من وصفوا بأنهم “أشخاص عاديون يؤدون أدوارا أو لقطات ثانوية بأجر في فيلم سينمائي أو مسلسل تليفزيوني”، ورغم أنهم لا تبدو لهم أهمية ملحوظة، كما أنهم يبقون مهمشين طوال حياتهم، إلا أن الكومبارس هم من يساعدون على تهيئة المناخ الطبيعي والجيد للعمل الفني.

ونحن دوما نجد أنفسنا متعاطفين مع الكومبارس الذين نشاهدهم في الأعمال الفنية، وذلك لأن الكومبارس يشبه كل واحد منا من وجوه مختلفة، فالكومبارس عادة يعرف بشكله فقط، وربما يجهل الكثيرون اسمه، ويطلقون عليه اسم إحدى الشخصيات التي يؤديها وتعلق بالذاكرة، والكومبارس دائما يكون وجوده على الشاشة فقط من أجل خدمة وتلميع النجم الكبير داخل العمل الفني، ويكاد يكون ظهوره عابرا وغير مؤثر مثل دور كثير منا في الحياة عموما، والعمل الفني يكاد لا يكون مكتملا ولا يكون له طعم إلا بوجود الكومبارس، فهم بالنسبة للعمل الفني كالملح للطعام.

فهل كنا مثلا نتخيل أن نشاهد مسرحية مثل “شاهد ما شافش حاجة” دون وجود الكومبارس الذي أدى دور الشرير الضخم المتهم بالقتل ويهتف قائلا لمحاميه: “ينصر دينك يا أستاذ خليفة!؟ وربما لم يهتم أحد بمعرفة اسم ذلك الممثل الذي كاد يتخصص في القيام بأدوار الشر المغلفة بالكوميديا رغم شهرته كصاحب صلعة مميزة، بل وربما لا يتذكر الكثيرون اسمه ويكتفون فقط باسم شهرته “سمعة الأقرع”.

إنه الفنان نصر سيف المولود بالأسكندرية في 8 فبراير 1933، والذي حصل على ليسانس آداب من جامعة الإسكندرية وعمل في بداية حياته كمحصل للفواتير بشركة الكهرباء، وهو كان أحد الممثلين الكومبارس الذين عملوا بالفن كهواية، وله عدد كبير من الأدوار المميزة التي تركت علامة عند المشاهدين، ومن أشهر أعماله السينمائية “عنتر يغزو الصحراء” و”شياطين إلى الأبد” و”موعد في البرج” والشيماء” و”قبضة الهلالي” و”جريمة في الحي الهادئ” و”30 يوم في السجن”، كما عمل في عدد من المسلسلات أشهرها “أحلام الفتى الطائر”، وعدد من المسرحيات أشهرها “شاهد ما شافش حاجة”.