“عين جمل” إحياء فن كوميديا الارتجال من جديد

كتبت إيناس رمضان
عمر الجمل فنان شاب في منتصف الثلاثينيات انتهج مدرسة الكوميديا الارتجالية التي كادت أن تندثر من خلال عروضه المقدمة بعنوان “عين جمل”.
استطاع الجمل في فترة وجيزة أن يحجز مقعده بين النجوم ويفرض نفسه بقوة في الساحة الفنية لما يتمتع به من موهبة فطرية وحس فكاهي طبيعي غير مصطنع ومصدقية مع سرعة بديهة وذكاء في سرد الموضوعات مما جعل له قبولا بين الجماهير دون عناء .
هذا ويعتبر “عين جمل” عرض مسرحي كوميدي وليد اللحظة لا يعتمد فيه الفنان عمر الجمل على نص مكتوب مسبقا وإنما الاعتماد الكلي على الارتجال من خلال تفاعل الجماهير معه بعد طرح إحدى المواقف الحياتية التي مر بها في إطار كوميدي بكل بساطة وتلقائية في الأداء .
وقد أصاب عمر الجمل حقا في اختيار اسم عرضه المسرحي والذي أطلق عليه “عين جمل” حيث يتناول خلال العرض رؤيته الفكاهية للأمور مع مشاركة الجماهير ..
يظن البعض أن البطولة المطلقة في عرض عين جمل للفنان “عمر الجمل” ولكن في الواقع البطولة تنسب إلى الجميع من الحضور بقدر تفاعلهم معه بينما يلعب عمر الجمل دور المايسترو الذي يقود فرقة موسيقية مكونة من الجماهير وفريق العمل وعزف سيمفونية كوميدية تغمرها روح الفكاهة و المرح في تجانس دون نشاز…
برع الجمل في إحياء روح الجماهير من جديد فلا يمكن تغافل رنين صوت الضحكات التي تملأ أرجاء المسرح خلال العرض ، وعلى الرغم من صعوبة ما يقدمه الجمل من فن حيث أنه يتفاجئ بما يتم مشاركته من الجماهير إلا أنه حريص على عدم الإسفاف َوالحفاظ على ما يتم عرضه حتى يلائم جميع الأعمار والمستويات والأهم أن يناسب الآسر مما جعل عرض “عين جمل” عودة حقيقية للتجمع الأسري في سهرة مسرحية تناسب الجميع..
“عين الجمل” تعد إحدى إبداعات الفنان عمر الجمل وليست الوحيدة حيث أنه متعدد المواهب وقد شرع في الإبداع في مختلف المجالات وما زال لديه الكثير وآمل أن يتمكن في إنشاء مدرسة للكوميديا خاص به ويتتلمذ على أيديه عدد من الشباب الموهوبين لما يمتلكه الجمل من موهبة هي هبة من الله بالإضافة لاعتزازه بنفسه وإيمانه برسالة نبيلة تهدف لإحياء فن الكوميديا دون ابتزاز لإسعاد الجماهير وإدخال السرور علي القلوب.