عام

وقفة مع أنفسنا للحظات

بقلم المستشارة الاسرية دعاء صفوت 
تصلنا في رسائل الصفحة عدد غير قليل بالمرة من رسائل فحواها يتعلق بتعرض أطفال لرؤية العلاقة الحميمة بين الأب والأم.. إما عن طريق الخطأ، و إما أن الأم والأب لم يكونوا يتخيلون أن الطفل النائم معهم في الغرفة قد يستيقظ ويسمع ويرى، وهذا الطفل قد يكون عمره اكثر من ثلاث سنوات و غيرها من المواقف..التي اجد صعوبة في تفهم مبررات الأم والأب فيها، كأن تقول الأم لقد كان الولد مشغولاً بمشاهدة التلفاز بالغرفة ولم نتوقع أن يفهم ما يحدث! 
هذا عبث،عبث و عدم تحمل للمسؤولية..
هل تعلمون ما هو تعريف التحرش الجنسي؟ 
هو: التحرش الجنسي:كل إثارة يتعرض لها الطفل أو الطفلة.أو غير ذلك من مثيرات مثل الصور والأفلام والقصص الإباحية. والتحرش أوسع دائرة من الاغتصاب أو الاستغلال فيدخل فيه الصور التالية:
– كشف الأعضاء التناسلية أو ملامستها.
– إزالة ملابس الطفل.
– حث الطفل على ملامسة أو ملاطفة جسدية لشخص آخر.
– التلصص على الطفل.
– تعليمه عادات سيئة كالاستمناء.
– تعريضه لصور فاضحة أو أفلام أو مقاطع.
– إجباره على أعمال شائنة أو ألفاظ فاضحة.
– الاغتصاب والاعتداء الجنسي في صوره الطبيعية أو الشاذة(اللواط والسحاق).
وإذا كنا نخشى على اطفالنا أن يتم التحرش بهم نعرضهم نحن لمثل هذا في المنزل؟ و نستهتر، و البعض لا يستوعب خطر الأمر إلا عندما يجد الطفل يقلد ما رآه مع أطفال آخرين، أو حتى يطلبه من الأم (في احد الاستشارات الطفل قال لأمه اريد أن أقبلك مثل أبي!)
إذا كنت أنبه مئات المرات على المحتوى الذي يراه الأطفال في اليوتيوب أو التلفزيون، وأقول هو خطر على أخلاق اطفالكم، فالأولى أن تحافظوا على خصوصية علاقتكم أيها الأهل، حتى لا يتعرض الطفل لصدمات نفسية عميقة جراء ذلك،
حتى في الاطفال اقل من السنتين، قد لا يستوعبون لكن ذلك يخزن في عقلهم، و بعض الاطفال يصاب بنوبات هلع لأنه يظن أن هناك خطأ ما يحدث و يهدد حياة الام والأب.
و اياكم في هذه النقطة ان تقولوا ان زمان كانوا يعيشون في غرفة واحدة و الأمر عادي، هذه لا آدمية ونرى آثارها كثيراً في الظواهر الجنسية المنحرفة التي نراها ونرصدها في حياتنا اليومية مرات عديدة.
يا اخواتي و اخوتي حافظوا على خصوصية علاقتكم واياكم ان يرى الطفل أو يسمع أو يعرف أو يشعر بأي من هذا.. ولا تظنوا أن اطفال السابعة والتاسعة أغبياء، لا يفهمون، بل انهم يفهمون فكونوا أكثر ذكاءا و اتخذوا احتياطاتكم، 
لا شك ان هذه العلاقة هي احد دعائم حياة زوجية سوية، ولا اقلل من قدرها بل اطلب ان تمنحوها الاحترام وتغلفوها بالحياء، الحياء..
مع العلم أنه من الصحي ان يرى الاطفال مودة ورحمة بين الأب و الأم، قبلة على الرأس أو الخد، حضن حنون خالي من الاثارة الجنسية، كلمات طيبة، ان يجلسا بجوار بعضهما بحب و مودة، دون أي تلميحات جنسية حتى لو ظننتم أنهم لا يفهمونها.. فهم لا يفهمون لكن الكلام يخزن في عقلهم الباطن..
ولأنني لا اود أن اعرض المشكلة فقط، بل نعرض المشكلة للوقاية منها ونعرض الحل اذا ما حدث بالفعل وتعرض الطفل لمشاهدة والديه في علاقة حميمة
– اذا كان الطفل او الطفلة اقل من سنتين، يجب الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية اثناء وجودهم في الغرفة فورا، واذا ما شاهدنا الطفل يكرر حركات رآها في الغرفة، فلا يوجد حل حالياً سوى التجاهل التام و محاولة اشغال الطفل،
– اذا كان الطفل والطفلة من عامين ونصف الى خمس اعوام، وشاهد هذا المشهد، فسيأخذ احد ثلاثة ردود فعل:
رد الفعل الاول قد يكون الصمت، عندها لا تتحدثي بشكل مباشر حول ما رأى، ولكن تحدثي عن آداب الاستئذان وابدأي بتعليمها ان لم تكوني قد فعلتي بالفعل. ولا تتجنبي طفلك ولا تتعاملي معه على أنه اذنب او انك خجلانة.. بالعربي تعاملي بشكل طبيعي
رد الفعل الثاني قد يكون الصدمة، أن يجري الطفل ويبكي، حينها يجب طمئنة الطفل أنك بخير، وقد نرى مصاحباً لهذا الامر تبولاً لا اراديا او قضم اظافر، هذه اشياء ستزول باستمرارك في التعامل مع طفلك بالمزيد من الحنان، و ايضا لا تتعاملي معه على انه مذنب ولا انك مذنبة، وبعد ان تهدا الامور عاودي تعليم اداب الاستئذان
رد الفعل الثالث قد يكون تقليد الامر مع الاطفال الاخرين من اخوة او اصدقاء او مع الام نفسها، وعندها يجب ان لا يعنف الطفل اطلاقا، ويجب ان يتم الشرح له أن الاب والام فقط بينهما علاقة خاصة وهما فقط المسموح لهما ان يناما جنب بعضهما في سرير واحد او يلمسا بعضهما وان هذا التصرف مع الاخرين غير مقبول، و ايضا نؤكد للطفل على اننا نحبه
اذا كان الطفل اكبر من خمس سنوات، فغالبا سيسأل في الامر او يكرره مع اطفال اخرين او يحاول البحث عن الامر في الانترنت
لذا يجب ان نشرح للطفل بشكل مبسط ان الله سبحانه وتعالى سمح للزوج والزوجة فقط ان يناما في سرير واحد وأن يلمسا بعضهما البعض وأنك ايها الصغير ستكبر و تشتغل وتستطيع ان تكون مسؤولا عن بيت و عن طفل و حينها ستتزوج ، ولكن لا يجوز لنا ان نلمس اي احد او نراقب عورات اي احد لان هذا حرام ولا يرضي الله سبحانه وتعالى عنا، والله تعالى يحبنا حبا كثيرا ويعطينا نعما كثيرة ونحن نحبه و من يحب احدا يفعل ما يسعده ولا يغضبه.. ونبسط الامر و نراقب الطفل من بعييييييييد ولا نحسسه بأنه تحت المراقبة و ان شاء الله ستزول هذه الازمة.
هذه الصورة التي ترونها هي حديثي مع فريق ادمن الصفحة حول احد المشكلات التي جاءتنا عن طفل عمره اربع سنوات ينام في غرفة الابوين و للاسف لم يكونا يتوقعان انه يفهم !! و في النهاية طلب من الام ان يتزوجها مثل بابا.
لذا اتقوا الله في ابنائكم، ولا تعرضوهم لمثل هذه المواقف..
ولا يجب ان تقع المشكلة حتى نعيها، بل الوقاية دائما خير من العلاج
حفظ الله ابناءنا جميعا.. ومنحكم السعادة والرضا
مع خالص محبتي
دعاء صفوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock