عاممقالات

    اللهو الخفي في وزارة التربية و التعليم !




بقلم: دينا شرف الدين
وكم كنا نأمل أن نفتتح عاماً دراسياً جديداً بشكل لائق يدعو للتفاؤل ويبعث على الأمل في تحسن و لو حتى بسيط في منظومة التعليم وانضباط المدارس وتطور الأداء بعد أن رأينا مهازل لا يصدقها عقل في الأعوام السابقة و على رأسها العام الماضي ، الذي شهد بلطجة من الجانبين علي حدٍ سواء ، جانب الطلاب و جانب المعلمين ! 
كما شهد العام نفسه وقائع تسريب امتحانات الثانوية العامة في معظم المواد بشكل مستفز تسبب في إحباط و تحطم آمال الكثير من الطلبة وذويهم وأطاح بمجهوداتهم وضرب بها عرض الحائط ليستوي في النهاية من جد واجتهد مع من حصل على إجابات الإمتحانات وهو جالس على سريره يتصفح مواقع التواصل بما تحمله من هدايا ثمينة له ولغيره من المحتالين ! 
وكذلك لم يخل العام الدراسي الأسود المنصرم من حوادث التحرش بالطلبة من المدرسين، هؤلاء الذين لم نسمع عن أية عقوبات قاسية وقعت عليهم جراء هذه الجرائم البشعة حتى الآن ! 
كما شهد الموسم ذاته أبشع وقائع موت التلاميذ في المدارس كنتيجة مأساوية للإهمال و انعدام الصيانة داخل أروقة المدارس ! 
عزيزي وزير التربية و التعليم : 
تعلمنا منذ الصغر عندما كان هناك تعليماً ، 
أن ((التكرار يعلم الشطار )) ! 
فلِمَ تتكرر نفس الأخطاء بنفس الكيفية وكذلك نفس رد الفعل وطرق العلاج التي ثبت بدلاً من المرة عدة مرات فشلها الذريع ؟ 
ألم يتم إبلاغ المدارس بمواعيد بدء العام الدراسي الجديد كي تستعد لفتح أبوابها أمام الطلاب بعد أن تفرغ من أعمال الصيانة والإصلاحات بوقتٍ كافٍ ؟ 
سيدي : أنا لا أرغب في توجيه الإنتقاد من أجل الإنتقاد وإثارة الرأي العام ، و لكن كما تعلم إذا زاد الشئ عن حده ! 
فقد سمعت عن أكثر من مدرسة لم تفتح أبوابها لاستقبال الطلاب حتى الآن نتيجة عدم الإنتهاء من أعمال الصيانة وكأنها قد فوجئت ببدء العام الدراسي الجديد ! 
وعلى رأس هذه المدارس مدرسة (الشهيد مصطفي الخطيب) التي حظيت بنصيب الأسد العام الماضي في الشهرة الكاسحة بالإهمال، حيث مات أحد التلاميذ بعد أن سقط علي رأسه لوح زجاج أحد الشبابيك ! 
و مع ذلك لم تنته المدرسة من أعمال الإصلاح بعد! وقررت نقل التلاميذ لمدرسة أخرى الأسبوع المقبل لحين الاستعداد !! 
هذا فضلاً عن عدم تسلم الطلاب للكتب المدرسية حتى الان في حالة من التخبط والبلبلة غير مسبوقة ! 
ثم تتوالي عمليات الإساءة للمنظومة التعليمية وبلوغها ذروة التدني علمياً وأخلاقياً ، 
حيث استهل العام الدراسي الجديد تكرار نفس عمليات البلطجة و تعدي الطلاب بالعصي والشوم على المدرسين والعكس ، في مشهد مخجل لا يليق بدولة قانون علي الإطلاق !! 
أما المصيبة الكبرى التي تصدرت الموسم الدراسي السابق ، تتجلي هي الأخرى في أول أيام الموسم الجديد لتؤكد أن هناك خللاً كبيراً لم يتم إصلاحه رغم تكرار الوعود بالإصلاح ، 
و هي (اللهو الخفي) الذي يسكن أروقة الوزارة الموقرة و يطلع على كافة الأسرار والقرارات الدقيقة التي يتم اتخاذها في الغرف المغلقة شديدة السرية ، لنجدها فور الانتهاء منها منشورة علي صفحات مواقع التواصل الإجتماعي في تحدٍ واضح يؤكد على استمرار الفشل وقلة الحيلة !!! 
و كانت آخر هذه الوقائع الخاصة بهذا الشبح الملازم لكبار مسئولي التربية والتعليم ، هذه الخطة شديدة السرية والإحكام التي وضعتها الوزارة لمنع تسريب الإمتحانات كما حدث في العام الماضي ، ، 
ففور الانتهاء من الاجتماع السري قام اللهو الخفي بنشر تفاصيل تلك الخطة المحكمة علي مواقع التواصل ليخرج لسانه من جديد لكبار مخططي التربية و التعليم الكرام !!! 
ألم تتأكد بعد سيادة وزير التربية والتعليم من اختراق الوزارة ، وغالباً من أقرب وأهم المسئولين ؟ 
هل تنتظر في كل مرة وقوع البلاء كي تتحرك لرفعه لا منعه ؟ 
هل تكون هذه الوعود بنسف المنظومة التعليمية المهلهلة واستبدالها بأخرى مختلفة شكلاً وموضوعاً ، تعليمياً و أخلاقياً مجرد أضغاث أحلام ؟؟ 
فقد تعلمنا في سنوات التعليم الأولى من خلال المدارس والبيوت أن (الأدب فضلوه على العلم) 
ولكن بكل أسف لم يعد هناك أدب وكذلك لم يعد هناك علم ! 
لكِ الله يا مصر

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock