عاممقالات

قصة بابا نويل بين الحقيقة والأُسطورة

قصة بابا نويل بين الحقيقة والأُسطورة

بقلم: لميا مصطفى 

في هذه الأيام من كل عام ومع بداية عام جديد، نحلُم ونتمنى أن يكون عاماً أفضل من سابقه، يأتي الحديث عن بابا نويل أو سانتا كلوز ونتخيله يأتي ونحن نائمون ليضع بجانبنا الهدايا، ونسأل أنفسنا هل هذه الشخصيه حقيقه أم هى من صُنع حكايات أُسطوريه تطورت واختلفت على مر العصور. 

في البدايه يعني اسم بابا نويل بالفرنسيه” أب الميلاد “،أي في ليلة العام الجديد الأب هو من يأتي بالحلوى والهدايا للأطفال وتأتي كلمة سانتا كلوز من كلمة القديس نيكولاوس أو سانت نيقولا وتطور الاسم 
حتى أصبح سانتا كلوز. 
وتحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحة(وفاة) القديس نيكولاس في العاشر من كيهك 
أي ما بين ١٠ديسمبر: ٨يناير وقد دُفن في مدينة ميرا بكاتدرائيتها عن عُمر ناهزالثمانين عاما عاش منهم أربعين سنه أسقفاً. 

اسمه الحقيقي القديس نيكولاس،ولد بالقرن الرابع الميلادي في مدينة مورا، ولد لأم اسمها تونه وأب اسمه إبيفانيوس وعاشا طوال حياتهما في ثراء ولَم يقر الله أعينهما بولد حتى بلغا سن اليأس فرزقهما بهذا القديس، 
وكان فيه نعمة إلهيه منذ صغره،وحين بلغ سن تلقى العلم ظهر فيه ما يدل على أن
الروح القُدس كانت تلهمه من المعرفة ما لم يستطع مُعلم تعليمه. 
فمنذ صغره تعلم تعاليم الكنيسة ثم ترهب في دير ابن عمه الذي كان رئيساً له، 
فعاش حياة الجهاد والفضيلة وحين بلغ التاسعة عشر من عمره أصبحت له موهبة
شفاء المرضى وحبه في إخراج الصدقات،وكانت له مواقف وحكايات كثيره تدل 
على حبه وحرصه على فعل الخير وأن يسود العالم السلام. 

يُحكى أن رجلاً غني في مدينة مورا قد فقد ثروته حتى أصبح يحتاج مَن يعطيه قوته الضروري و له ثلاث بنات حين كبروا لم يستطع زواجهن حتى تجاوزن سن الزواج لسوء حالته المادية، فأراد أن يوجههن إلى أعمال مهنية، وحينها 
عَلم القديس فهداه الرب إلى أن يأخذ مائة دينار من مال والديه ووضعهم في كيس وتسلل ليلاً دون أن يراه أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل،واندهش الرجل اندهاشاً عظيماً وفرح كثيراً بالمال واستطاع أن يُزوج ابنته الكُبرى. 
ثم بعد فتره كرر القديس نيكولا العمل وألقى بمائة دينار من النافذة وفوجئ بها 
الرجل وسُر بها كثيراً واستطاع أن يُزوج ابنته الثانية 

وبعدها أصر الرجل أن يعرف من يمنحه هذا المال في الخفاء دون انتظار أي شُكر
فظل ماكثاً أمام النافذة يترقب من الفاعل، وعندما ألقى القديس الكيس الثالث 
انتبه الرجل ونزل خارج المنزل ليرى القديس نيكولا، فانحنى له شاكراً صنيعه لأنه 
أنقذ فتياته من الفقر، ولكن قال له القديس أشكر الله الذي هداني إلى هذا العمل. 

هذه نبذة من مواقفه النبيلة فكان مهتماً بنصرة المظلوم وإعلاء الحق. 
وبعد نياحته انتشرت سيرته من ألمانيا إلى روسيا وسويسرا وبدأو يُطلقون اسمه 
على هدايا عيد الميلاد، ثم قام الشاعر الأمريكي كلارك موريس بكتابة قصيده بعنوان
( الليله التي قبل عيد الميلاد ) عام١٨٢٣ وقام بوصف هذا القديس على أنه زائر 
مُحبب لدى الجميع في ليلة عيد الميلاد حتى أصبح الاطفال ينتظرونه في هذة الليله 

أما زِي بابا نويل الذي اشتهر به حتى وقتنا هذا فبدأت قصته منذ عام١٨٨١حين قام 
الرسام الأمريكي توماس نيست بعمل شخصية لسانتا كلوز يرتدي فيها البدله الحمراء
والذقن البيضاء والحذاء الأسود، 
ومع تطور العالم جعلوا سانتا كلوز يتخلى عن حماره الذي يحمل عليه الهدايا ليمتطي
زحافة على الجليد أحياناً وظهر في رسومات أخرى أنه ينطلق على ظهر غزلان 

أما الأُسطوره التي دخلت على هذا السياق فكانت انتظار الأطفال سانتا كلوز في منازلهم ليتسلل لهم من مدفأة المنزل ليلاً ويفاجئنا بالهدايا في الصباح ليفرحوا بها مع قدوم العام الجديد،وصار القديس نيكولا أيقونة العام الميلادي الجديد ونَسوا أنه 
قديس وشخصية حقيقية مُعترف به من قِبَل الكنيسة منذ القرن الرابع الميلادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock