عاممقالات

كده المصري يطق يموت



                             حنان عبد الحليم 

كده المصرى يطق يموت
 خذ افطارك كله ، و اعط نصف غدائك لصديقك ، و اعط عشاءك لعدوك .
 كلمات قالها طبيب كنت احاوره  بفخر  ، وكانه أوتى من الحكمة ما لم يوت احد .. ثم اختتم .. هذا مثل صينى
وبعد ان تجاوزت الدهشة ثم الصدمة ، دخلت فى مرحلة الولولة .. حتى الامثال بقت صينى..خيبة الأمل راكبة جمل
وفكرت فى الامثال المصرى والعربى البديلة , ووجدتها كثييييرة مثل : المعدة بيت الداء .. اتعشى واتمشى ..اذن : لماذا فضل الطبيب هذا المثل الطويل  ,القاسى …على امثالنا المسمسمة  ,الحنينة  ,المرحة 
فالمثل المصرى اكثر رحمة بلا شك من المثل الصينى ويؤدى الغرض … فالتنبيه بان المعدة .مكمن الخطر .. جيد .. والمشى بعد الاكل اكثر رحمة من إعطاء عشائى لعدوى وانام “انا جعان”
وحاولت أن أفهم  .. لماذا لجا الطبيب للمثل الصينى ؟؟ .
و خمنت انه وجده  اكثر اقناعا للاسف .. لان الصين حققت مالم نحققه نحن من المحيط للخليج ، وان عبارة        
  “صنع فى الصين ” اصبحت مكتوبة على كل مانستهلكه تقريبا حتى فانوس رمصان وسجادة الصلاة  والملابس القطنية .. حتى القطن ياربى ؟؟ ده تاريخ .
فى مادة التاريخ ..درسوا لنا ان الانجليز حولوا مصر لمزرعة قطن وسوق لبيع منتجاتهم .. ماذا بقى من هذة المعلومة العظيمة ؟؟  لا قطن ,, لا مزرعة ,, ولا منتجات انجليزية .. ولا مثل انجليزى واحد .. صحيح شعب ناكر للجميل
فالانجليز ادخلوا السكة الحديد لمصر، و هو انجاز مازلنا ننتفع به حتى الان( رغم قبح فكرة الاحتلال)
.و المصريون فى المقابل اخرجوا الانجليز من مصر ، دون ان يرددوا وراءهم  اى كلمة من لغتهم ، ولا مثل من امثالهم
حتى كلمة شكرا رفضها المصريون و قالوا :ميرسى
رغم ان الفرنسين احتلوا مصر ثلاث سنوات لا تقارن بالقرون التى عاشها معنا الانجليز.
ومؤخرا ولسبب اجهله اصبح المثقفون فى مصر يرددون الامثال الصينى فى تباهى و فخر ، كما لو كان ذلك دليلا على وعيهم بالحضارات الاخرى ، و سعة اطلاعهم
فهناك مثل “” طالع موضة “”  يردده المثقفون  هذه الايام لاظهار التسامح :
 لا تقتل عدوك ولكن انتظر على النهر حتى تأتيك جثته .
رغم بساطة هذا المثل فى ظاهرة الا انى اجد انه يحمل فى طياته مشاكل كثيرة  فهو مثلا :
يعطل المرور  ويمنع انسيابية الحركة على الكورنيش , وانا شخصيا اطالب بتحرير مخالفة تعطيل المرور عن عمد لكل من يردده
فهو مثل لا يناسب مصر .. ولا الصين  وهما دولتان تعانيان من الزيادة السكانية ، واذا كان من الفه،  قد فعل ذلك و       ” الدنيا لسه فاضية ” فعلى احفاده ان يعيدوا نظر فيه، حيث انه اصبح لا يناسب المرحلة و فى حاجة الى تحديث بعد زيادة عدد السكان .
فالصينون الذين يقدسون العمل و رياضة  “الكنغ فو “
و اصبحوا يصدرون  للعالم رياضات التأمل الروحية للخروج من الازمات النفسية و ضغوط الحياة .
ليس من المنطقى ان يجدوا وقتا  لتطبيق هذا المثل على ارض الواقع ؟؟
وهل لديهم  وقت فراغ لانتظار الجثث على النهر ؟؟ وهل كل واحد صينى له عدو واحد …,فى الدنيا ؟؟ومتى سيعمل اذا كان ينوى انتظار  الجثة؟؟هل سينقل محل اقامته على النهر؟؟
.اذن هى مخالفة تانية .. التعدى على النهر واشغال طريق …
على المثقفينو تلويث النهر بالجثث ، و نحن فى مصر  لسنا  فى حاجة الى تلوث ولا الصين ايضا .
فعلى المثقفين أن يبدعوا .. أو يصمتوا ويكفوا عن ترديد الامثال الصينى لانهم اصبحوا يهددوا التراث ، وليذهب كل منهم فى رحلة تأمل على الطريقة الصينية ، ينسى فيها اعداءه و اوجاعه وليترك اللامثال “فى حالها “
لاننا لم يعد لدينا الكثير حتى نحافظ عليه ..و اخشى ان تدور الدوائر و تمر الايام واجد المثقفين يرددون “نكتا “بالصينى
الا النكتة ،المصريون عانوا الامرين على مر العصور  من ظلم الحكام الى قوات احتلال وكانت النكته هى السلاح فى وجه الالم .
النكته ايها المثقفون هى خط الدفاع الاخير ، ان تم تداول نكت صينى لا تناسب ثقافتنا ..لن يضحك المصرى من قلبه
يرضيكوا
انتبهوا ايها المثقفون ، كده المصرى يطق يموت

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock