كَتبت إنچى قويطة
فى الأوان الأخيرة أصبحنا نرى أشخاصا تغلف قلوبهم القسوة بل وتملؤها، ولكن ماسبب هذه القسوة وكيف نتجنبها أو نتغلب عليها ؟
هذه القسوة ليس لها سبب مُحدد بل أسباب كثيرة، فأصحاب قسوة القلب مُتكبر لا يعي لأحد ولا يستمع إلى مواعظ أحد ولا يتعظ، ولا يخشع لنصائح أحد .
قسوة القلب هي من العلل التي تُصيب الإنسان المؤمن، وتأتى من ضعف الإيمان بالله “عز وجل”، وهذا السبب يعتبر السبب الرئيسى لقسوة القلب .
كما يوجد أسباب أُخرى ولكن هذه هى الأهم لأنها تجعل الإنسان يتعلق بالمعاصي والمُحرمات في ضعف الإيمان وعدم الاكتراث بفعل المعاصي، وعدم الخشوع لطاعات الله، وأيضاً عدم خشوعه عند ذكر الله “عز وجل”، بل وقلة اقترابه له، وتجعل الإنسان يتكاسل عن ذكر الله .
ومن أسباب قسوة القلب أيضاً، هجر القرآن الكريم وهجر تلاوته، و هجر تدبره، سوء الأخلاق، عدم التقرب إلى الله، تعلق القلب بالمعاصي، التعود على المظاهر السلوكية السيئة و المتعددة والمتنوعة بما فيها انتهاك الحرمات وغيرها من سلوكيات سلبية .
أيضاً كثرة التعايش في متاع الدنيا ك سماع الأغانى وفعل المحرمات، والتكاسل عن ذكر الله، وغياب التربية السوية في الإيمان، التى تقوم على طاعة الله وتعظيم الله وحُسن عبادته، وغيرها من أسباب لا تُعد ولا تُحصى كقسوة الأهل وعدم اكتراثهم لأولادهم، عدم توجيه الأولاد للدين وللطاعة بشكل صحيح وغيرها من أمور كثيرة .
ولكن هل يوجد لقسوة القلوب علاج، وهل يوجد ما يجعل القلب يليين ويتخلص من قسوته ؟
أجل يوجد الكثير من العلاجات ومنها :
1- الإكثار من ذكر الله “سبحانه وتعالى”، فكثرة ذكر الله يلين القلب ويُزيل صدأ القلوب ويلين قسوتها إلى حد كبير .
2-المحافظة على التقرب من كتاب الله “عز وجل”، كثرة تلاوة القرآن بشكل منتظم .
3- صلاة قيام الليل فهي علاج لكُل شئ .
4- كثرة الاستماع إلى القرآن الكريم وحفظه إذا أمكن .
5- مشاركة الناس في أحزانهم ومواساتهم دائماً في الشدائد .
6- الجلوس مع الفقراء والتعايش معهم ومع مشاكلهم .
7- الجلوس مُنفرداً للتأمل في عظمة الله “عز وجل” .
8- زيارة المحتاجين والمرضى والمستشفيات، والإحساس بهم وبوضعهم .
9- الصحبة الصالحة فالصديق الصالح يهديك من أطباعه والتطبُع بها .
10- البُعد عن التكبر، والسعي فى خدمة الضعفاء والمساكين، فهذا يجعل لين القلب يُعشش فى داخلك .
وأخيراً سأقول :
إن التربية هي أساس لين القلب، وإننا يجب أن نزرع في قلوب أبنائنا الإحساس والشعور بالآخرين .
وأن نعلم جميعاً أن التربية السوية الصحيحة هي الأهم وهي التي تمنع قسوة القلوب .
وأيضاً يجب أن تعلموا أنكم كما تهتمون دائما بحياة أولادكم وكل تفاصيلها، اهتموا أيضا بقلوبهم بالمراقبة دائماً هل قلوبهم صافيه لينة أم لا .
ساعدوهم أن تلين قلوبهم بفعل الخير والقرب من الله “عز وجل”، أبدلوا لهم السلبيات بالإيجابيات من علل ورياء وقسوة وتكبر لتواضع وخشية لله “عز وجل” .
ازرعوا محبة الله فى قلوبهم ومحبة المسلمين .
ازرعو فى قلوبهم الإيجابيات والصفات العظيمة واجعلوهم من الصغر يتحلون بها .
فَلين القلب أساس الحياة والدين والإيمان .
