أدم وحواءعام

أطفال السفاح وأطفال الشوارع…


أطفال السفاح وأطفال الشوارع...

كتبت / نهى عاطف 

كثيرا ما نشاهد صور لأطفال رضع في اكياس القمامة أو في صندوق أو في قطعة قماش ، قرب حاوية نفايات أو عند مدخل مستشفى أو باب جامع أو على قارعة الطريق أو مدخل عمارة ما……

طفل رضيع حديث الولادة يترك لمصيره المجهول ، وفي الغالب يكون مجهول النسب ونتيجة حمل خارج إطار الزواج الصحيح….

تفكير هذه الأم ورميها لفلذة كبدها والتخلص منه ، في الغالب يكون على أمل إيجاد لهم حياة أفضل…

رأي علماء النفس: 


تعاني الأم من حالة ( ذهان الولادة) بسبب حالتها النفسية غير المستقرة، سواء تعرضت لحالة اغتصاب أدى إلى حملها أو إقامة علاقة غير شرعية وعدم تحمل الأب مسؤوليته، فتتغير حالتها المزاجية وتصبح أكثر ميلا إلى الإكتئاب والبكاء وتفقد شهيتها إلى الطعام والرغبة في النوم، فلا تهتم بولدها ، وتراودها أفكار غريبة نحوه، وصولا إلى احساسها، بضرورة التخلص منه لأنه عپء عليها…..

لذا ليس غريبا أن تشعر الأم التي تعاني من مشكلات نفسية أن حياتها تعيسة وتريد أن تريح طفلها من التعاسة التي تنتظره….

وخاصة أن شريكها في الموضوع يتنصل من المسؤولية، بٱعتبار أن العار يلحق بالمرأة وحدها، حين يكون الطفل خارج إطار الزواج…

وأحيانا بعد فترة تندم هذه الأم وتبدأ رحلة البحث عن طفلها دون جدوى…..

تعرفي على أخطائك أيتها الأم ، ماذا فعلتي بجهلك واستهتارك في طفلك، لحماية نفسك ونفسك فقط .
طفلك ينقل إلى مؤسسة لرعاية الأطفال اللقطاء، ويسجل تحت اسم أب وأم مستعارين ، وتكتب كلمة ( مستعار) أمام اسم الطفل، ليكون قانونيا طفلا لقيطا……
وبذلك تصبح حياة طفلك صعبة وبها كثير من الأشواك وخاصة إذا كبر وقام بالبحث عن والديه البيولوجيين……..

تنتشر هذه الظاهرة بسبب….العامل الاقتصادي تنتشار البطالة وعدم قدرة الشباب على الزواج، لانعدام القدرة المالية..

أطفال السفاح وأطفال الشوارع...


أيضا غياب دور التربية الدينية..وأرتفاع سن الزواج وتأخره….
تجارة المخدرات التي انتشرت ودمرت كثيرا من الشباب و أدت إلى الإنحراف والجنوح….
الدور السيئ للإعلام وما بثته وأفرزته السينما من أفلام لمنتجين مليئة بالفجور دونما رقابة……
إانتشار الزواج العرفي غير الصحيح، وخاصة بين طلاب المدارس والجامعات…….

ويرى الدكتور مجدي قراميط من علماء الأزهر أن أطفال الشوارع خطر قادم يهدد أمن المجتمع والإنسانية وظاهرة رمي الأطفال الرضع في صناديق القمامة ومداخل العمارات، ظاهرة تعود إلى اضطراب في القيم واهتزاز في المفاهيم، وغياب الوازع الديني وعدم التمسك بقيم الإسلام ، وضعف الروابط ، وموت القلوب وقسوتها..

أيضا كانت ظاهرة أطفال الشوارع بالنسبة لمحمد على باشا كارثة يجب حلها في أسرع وقت ، فحوالي 30000 متشرد في شوارع المحروسة …..
كان العدد كفيلا لإحداث كارثة من وجهة نظره، فكان يدرك أن هؤلاء سيكونون السبب الرئيسي في إسقاط الدولة المصرية العظمى…
التي كان يحلم بها….

أطفال السفاح وأطفال الشوارع...


قبض محمد على عليهم جميعا لم يترك أيا منهم في الشوارع، واعتقلهم في الصحراء بمعسكر قرب الكلية الحربية التي أنشأها في أسوان ، وكان سليمان باشا الفرنساوي وقتها قائد الجيش ، فأتى بأعظم المدربين الفرنسيين في شتى المهن والحرف اليدوية ليعكفوا على تدريب وتعليم هؤلاء المشردين، ذكورا وإناثا في مدة 3 سنوات أو أكثر ليخرج لمصر أعظم الصناع المهرة في التاريخ الحديث، يجيدون جميع الحرف اليدوية وأيضا اللغة الفرنسية والعربية……

احتفظ محمد على بالنوابغ منهم واستعان بهم في إنشاء مصر الحديثة، وأرسل منهم خبراءا للدول ، التي كانت تفتقر تلك الحرف ، وأنشا لهم المواني التي ستساعدهم في تصدير إنتاجهم إلى الدول الأخرى المطلة على البحر الأبيض المتوسط..

من هؤلاء الحرفيين المهرة ( والد عبد الله النديم) الكاتب والشاعر وخطيب الثورة العرابية،. فقد عينه محمد على رئيس النجارين في الأسطول البحري الذي أنشأه وفتح به بلدانا كثيرة…….

الأمومة غريزة لكل كائن حي: فالأمومة عند الحيوانات كما هي عند الإنسان تماما حتى في الرضاعة، والحنان والرحمة تتصف بها جميع الحيوانات وحتى المفترس منها…..
القطط تدافع عن أولادها ولا يستطيع أحد الاقتراب منهم، والأسود والنمور هكذا……

لقد رأيت أسدا يحارب من أجل إبنه حتى اقتلع أحد أنيابه وهو يدافع عن ولده…..

كما رأيت غزالا دافعت عن ولدها ، وضحت بنفسها في سبيل أن يعيش..

لايستطيع الحيوان أن يتخلى عن أولاده مهما حدث .
كما أن الحيوانات تحن على صغار غيرها وتقوم بحمايتهم وإرضاعهم أحيانا…

الحيوانات لا تتخلى عن صغارها، فأين أنت أيها الإنسان من تلك الرحمة والتضحية والحنان والعطف والمسؤولية، أنت الكائن الأناني الوحيد…..

كما أن عقد النكاح على المرأة التي أخطأت ولو كانت حاملا من هذا الخطأ ..لا يحرم عند الأئمة الأربعة
كما أن محترفات الدعارة لا ينجبن اللقطاء لأنهن لا يثقن بأحد ( هذه مهنة) …

اللقطاء هم أبناء لحظة ثقة بين طرفين…..
وإذا عولجت أسباب إنتشار هذه الظاهرة ، حلت المشكلة من جذورها…….

أسأل الله أن يرد الناس إلى الحق والعدل والدين المستقيم وأن يجنبنا الخطأ …..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock