عاممقالات

غياب الرومانسية داخل عش الزوجية مسؤولية مين؟؟

كتبت/ غادة عبدالله

تعتبر الرومانسية ملح الحياة الزوجية وهي تعطيها شحنات قوية حتى تستمر وتبقى بنفس الدفئ والوتيرة، حيث يساعد تبادل المشاعر العاطفية والرومانسية بين الزوجين على ترطيب منغصات الحياة الزوجية وتقبل كل طرف منهما للآخر ويبعث فيها جو من المشاركة المتبادلة لهموم الحياة وضغوطاتها التي تخفف الرومانسية منها ، وإن تجديد الحياة الزوجية بين الرجل وزوجته من حين لآخر شيء ضروري وهام حتى لا تتعرض حياتهم للملل والروتين فمع مرور الزمن وزيادة المشاغل ومسؤوليات الحياة اليومية تقل عبارات الغزل وأساليب المداعبة بين الزوجين , وتنغلق البيوت على الصمت والجفاف, لتتحول الحياة الزوجية إلى علاقة روتينية تغيب فيها الرومانسية.

 

مفهوم الرومانسية الغائبة لدى الأزواج والزوجات:

 

أولاً كلمة رومانسية كلمة أجنبية وأصلها من رومانس( romance) مرتبطة بالمغامرات العاطفية المليئة بالخيال العاطفي الحالم بين الرجل والمرأة.. ولذلك نسمع كثيراً عبارات مثل…

( ليالي رومانسية – كلام رومانسي- نظرات حالمة) وغيرها من العبارات تقصد حالة الحب الحالم والمشاعر الرقيقة الجياشة التي تصبغ حال الرجل والمرأة مترجمة بأفعال أو أقوال أو أجواء تعكس حالة تلاقي العواطف والقلوب والعيون والرغبة في القرب العاطفي الشفاف الهادئ ، وعادة مايوصف المتحابين بهذه الرومانسية وهي مرتبطة بالعشق والهوى تجاه المحبوب، التي تترجم أقواله وأفعاله ما يكنه من مشاعر جياشة سواء بزهور أو كلام العشق والحب وغيره.. وهن هنا استخدم خبراء العلاقات الزوجية هذا المفهوم في جانب الحب بين الزوجين لارتباطه بالمودة والعاطفة الزوجية.

 

والرومانسية الغائبة لدى الأزواج والزوجات تعني غياب الأوقات والصور التي تنعش وتذكي الحب وتقرب القلوب في أجواء من الحميمية الشاعرية و بدلاً من ذلك تتسلل صور الملل والرتابة والخلافات والانشغال بظروف الحياة من عمل وأولاد والضغوط .. بعكس ما كان عليه الزوجان في بداية حياتهما معاً.

 

ويبدأ الزوجين نوعاً من المقارنة بين ما كانت عليه علاقتهما في السابق، وبين العلاقة الباردة الحالية، حيث أصبحت كلمات الحب لا تقال إلا في المناسبات بعد أن كانت خبزاً وشراباً يومياً، وقد توقعهما هذه المقارنة باتهام كل شخص للآخر بأن حبه له قد قل، خاصة الزوجة التي تستمر بسؤال زوجها بين الحين والآخر: هل أنت تحبني؟ أو هل لا زلت تحبني كالسابق؟ أين كلامك الجميل؟ وقد يمتد الأمر إلى شكوك الزوجة بأن زوجها يحب امرأة أخرى غيرها.

 

غياب الرومانسية داخل عش الزوجية مسؤولية مين؟؟
غياب الرومانسية داخل عش الزوجية مسؤولية مين؟؟

إن جلسة من الصراحة بين الزوجين بين الوقت والآخر في جو من الصفاء، واسترجاع مسيرتهما العاطفية، كفيل بحل هذه الإشكالية، وإذا أعطى الزوجين لأنفسهما وقتاً من الحوار الهادئ فقد يتوصلان إلى أسباب ضعف هذه العلاقة الرومانسية وتجديدها بين الوقت والآخر، واغتنام الفرص المناسبة التي تمكنهما من هذه الجلسة الهادئة، والتماس كل طرف العذر للآخر في أن ضغوط الحياة قد سلبت منهما هذه المشاعر الجميلة، علماً أنه ليس هناك ما يبرر برود هذه العلاقة مع أن تناقصها أمر طبيعي، وقد تكون موجودة إلا أن التعبير عنها يختلف من شكل إلى آخر في ظل الوضع الأسري الجديد.

 

فيستطيع الزوجين بقليل من التصرفات اللافتة للآخر أن يعيدا توازن هذه العلاقة وبأسلوب جديد، ينسجم مع المرحلة العمرية التي هما فيها ومع وجود الأولاد كطرف في هذه العلاقة، علماً أن الأطفال يكتسبون العلاقة الإيجابية فيما بينهم، من خلال تقليدهم وتشربهم لعلاقة والديهم الحسنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock