حياة الفنانينعام

“أم الشهيد شريف محمد عمر”شريف اختار الكلية برغبته ودايما يجيلي هاتف بإن هايكون عندي شهيد





شريف قال لي لو مشيت من سينا مش هامشي الا ملفوف بعلم مصر



فريدة علطوول علي لسانها انا بنت البطل 



قال لي فاخر مكالمة هاجيلك الصبح شهيد



اخر دعوة قولتهاله يارب يابني اشوفك فالسما عالي





حوار شاهيناز عبد اللطيف

في الفترة الأخيرة من حياة بلدنا أصبح يعيش مابيننا شريحة أو فئة من الأمهات لم يعاصرها جيلي او حتي الجيل السابق لي ، فئة تدخلت الإرادة الإلهية في اختيارهم وتميزهم ورفعة مكانتهم بين دونهم من باقي الأمهات في مجتمعنا ، فئة تحمل في قلوبها مزيج عجيب من الحزن والفرح والقوة والاستسلام لما آراده الخالق مختلطين بالحنين والشوق الذي يعتصرهم لفلذات اكبادهم والذين قدموا أرواحهم ودمائهم فداء لتراب هذا الوطن الذي يجمع تاريخنا وتاريخ آبائنا وأجدادنا ويجمع حاضرنا ومستقبل أبنائنا ،انها أم الشهيد ؛ تلك الأم التي اصبحت واقع ينحني له ويجله ويقدره كل من شعر بعظم التضحية التي قدمتها ويتواري خجلا ويتجاهله كل من لايستطيع ان يفعل مثله وينكره ويرفضه كل خسيس كاره لوطنه ؛اقتربت من احداهن في حوار بين أم وام ، حاورتها بغريزة الأمومة قبل أي شئ معنا أم الشهيد البطل شريف محمد عمر أحد شهداء عملية رفح واللي تمت في بداية العام الماضي 2016 واللي أسعد لحظات حياتها بتعيشها وهي بتحكي عن البطل فا هي لا تكل ولا تمل ابدا من الكلام عنه وعن سيرته العطرة في حياته القصيرة التي عاشها قبل أن يلتحق بالنعيم الأبدي عند خالقه

هابدأ معاكي من بعد المرحلة الثانوية للبطل 
هل التحاقه بالكلية الحربية كانت رغبته الخاصة ام رغبة حضرتك ووالده ؟ 
شريف اختار الكلية بناء علي رغبته ومن قبله كان .والده نفسه يكون ظابط طيار بس اتجه للكورة فكان صعب التوفيق بين ده وده والده طبعا الكابتن محمد عمر وشريف كان باستمرار بيحضر معاه تدريبات المنتخب ومن ضمنهم المنتخب العسكري وبيحضر الماتشات الودية والمعسكرات وكان دايما بيتشد لطلبة الكلية الحربية وبيقعد يتكلم معاهم ومن هنا كان حبه للكلية بالرغم ان والده كان بيفضل انه يدخل شرطة لانه لكنه اصر عليها وبالفعل دخل اختباراتها واختبارات شرطة ونجح واتقبل فيها لان نتيجتها بتظهر الاول وكان الحمدلله من المتفوقين فيها .
كلنا عارفين وبنسمع عن المشقة الجامدة اللي بيعيشها طلاب الكليات اللي من النوع ده سواء العسكرية او الشرطة ياتري ايه كان مدي تقبل الشهيد شريف لطبيعة الحياة فالكلية واللي اختلفت اكيد عن حياته بالمنزل وسطكوا؟ وهل شعر بالندم مثلا انه اقدم علي الخطوة دي؟
عمره يعني عاوزة اقولك اخوه ظابط شرطة كان بيشتكي باستمرار من المجهود لكن طالب الكلية الحربية بالذات غير اي كلية تانية والله والله عمره مااشتكي حتي كان بيحكي بينه وبين اخوه واول ماادخل عليهم يوقف كلام لان التدريبات بتكون شاقة فعلا عاوزة اقولك نص تدريبات الصاعقة كان بياخدها فالملاحات جنبنا فاسكندرية لدرجة لما كنت باغسل الافرول بتاعه كان بيتقطع ويتمزع فأيدي من كتر ماهو دايب من الملح فلكي ان تتخيلي اجسامهم بتكون عاملة ازاي ،لا الحربية فعلا مصنع الرجال وبتصنع الرجولة عشان كده اصعب 3 شهور بيكونوا فحياتهم بيكونوا اول ثلاث شهور بيدربوا فيها علي اشق الظروف .

بعد تخرجه وبداية الحياة العملية هل شعرتي بأي قلق او خوف وخصوصاً انه في بداياته بدأت في مصر حدوث التغيرات السياسية والتي نجم عنها تهديدات لجيشنا العظيم ؟
انا بالامانة فعلا كنت قلقانة علي أخوه وكنت والله دايما يجيلي هاتف بإن هايكون عندي شهيد وكنت اقوم من نومي واقول ياتري هايكون مين فيهم وكان كل تفكيري انه هايكون اخوه كريم اللي في الشرطة لأن شريف وقتها كان في السلوم منتدب وقعد لمدة 5 سنين وكان بعيد تماما عن الأحداث الجامدة كان بيدرس هناك وبيدي دورات ويعرفوا الطلبة ايه الحياة العسكرية ووصل أنه قائد أمن في الكلية لحد آخر سنة رفض إنه يجدد فالسلوم وطلب يتنقل لسينا والقائد رفض وقاله عاوزك معاياكان رده عليه عاوز اختم حياتي هناك ، لكن الح علي اصدقائه إنه يتنقل سينا وبالفعل نقلوه دير العبد ودي بعيده برده عن المشاكل الجامدة وهادية تماما ولكن كان بينزل رفح والعريش والشيخ زويد لحد ماطلب يستقر في رفح ومسك كمين من اخطر الاكمنة هناك وقعد مخبي عليه انه في رفح لحد ماعرفت قبل استشهاده ب3 شهور .

امتي بالظبط بدأتي تشعري بأن في خطر علي حياة ابنك الشعور الفطري الملازم لأي أم ؟ 
يوم معركة الشيخ زويد فشهر 7 لما التكفيرين كانوا عاوزين يعلنوا دولتهم زي مابيقولوا كان في ادهم الشوباشي هناك ده يعتبر متربي هو واخوه مع ولادي ويومها سمعت إنه اتصاب اصابة جامدة طبعا وقتها كنت في حالة صعبة وبقيت هاتجنن واعرف حصل له ايه واتصل بي ابني وطمني مخصوص لما عرف إني منهارة راح قاللي وقتها ده الواحد كده ايه عرف ان انتي هاتموتي ورايا يوم مااستشهد، ووقتها بأه قلتله لا كده لازم تتنقل من مكانك مش هاينفع كده قاللي مش هامشي من هنا يوم ماافكر امشي يوم مااجيلك ملفوف فعلم مصرورجعت بعدها الح عليه خصوصا لما اتأكدت انه في رفح نفسها وبدأ بأه الخوف والقلق وخلاص انا قاعدة مستنية حد يكلمني ويقوللي ابنك استشهد

ذكرتي في لقاء ليكي ان البطل كان بيطلب الشهادة دايما، ياتري وقع ده وتأثيره علي روحك كان ايه ؟
كنت باقعد اهزر معاه واقوله ليه بتقول كده وقتها طلعت عمرة وطلبتها من ربنا يارب ماتخليني افتح واشوف صورة حد من ولادي فالتليفزيون يارب انا استودعتهم عندك وانت اديتهوملي أمانة لو هاتستردها و هاتاخد حد فيهم يبقي شهيد وسيرته تبقي حلوة في الدنيا والاخرة .

اوصفي لنا أكتر حياته في بيته ووسط أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وطفلتين في عمر الزهور ؟ 
هو عنده فريدة وفرح ، 6سنوات و4 سنوات طبعا الصغيرة مش متذكراه أوي طبعا انتي عارفة حياة الظباط مش متواجدين كتير مع أسرهم وبالأخص اللي بيخدموا في سينا حتي الاتصال بينهم بيكون صعب جدا وعلي فترات بعيدة لكن فريدة طبعا فاكراه ومش نسياه ابدا كل حاجة تكلميها تقولك انا بنت البطل وليها ذكريات كتيرة معاه ولما بتيجي عندي عاوزة طول ماهي قاعدة احكي عن باباها، وترتب في صوره وياويلنا لو لاقت صورة مش في مكانها .

الشخص اللي تهون عليه روحه في سبيل عظيم زي الدفاع عن وطنه أكيد اتربي في بيت لايقل عظمه عنه، زرعتي إيه في البطل نتج عنه ان حياته تهون ويدفعها تمن للحفاظ علي ارضه ؟
اولا ولادي يعتبروا اول اتنين ظباط فعيلتي وعيلة باباه ودايما أقول ولادي اتزرع فيهم حب الوطن وحب البلد نابع من باباهم وخالهم الأتنين لعيبة فمنتخب مصر والأتنين بيلعبوا باسم بلدهم ، هو طبعا مجال مختلف لكن كل واحد بيعبر في مجاله عن حبه لبلده ومن هنا اتشكل جواهم حب البلد .
اكيد بتشوفي الشباب المغرر بيهم واللي بيتم عمل غسيل مخ لأفكارهم ومن ثم الزج بيهم في اعمال تضرالوطن وتختطف ثمرة وخيرة شبابه ايه النصيحة اللي توجهيها لأهاليهم وياخدوا بالهم من ايه اثناء تربيتهم لهم ؟ 
والله ساعات باحس أن بعض من الاهالي مظلومين وفي جزء تاني بيكون ناتج عن سوء تربية ده غير ان العالم دلوقتي مفتوح اوي وبتشوفي الاغراراءت اللي بيعملوها للشباب عشان يشدوهم للسكة دي بس هما دايما بيختاروا الاولاد من الاسر المعدمة ، انتي بتربي ابنكتربية سليمة وصح طب ازاي مثلا تسمح له يسيب البيت ويمشي لازم يتابع دايما عشان كده الجيش بدأ يعمل حاجة جميلة أوي بيعمل ندوات فالجامعات وبيدعونا احنا امهات الشهدا وبيدعوا مجندين وظباط مصابين يحكوا تجربتهم للشباب الصغير اللي ممكن يستقطب زي كده وبيلفوا تقريبا مصر كلها والناس بترحب بينا جدا وبيتفاعلوا معانا بشكل كبير ماكناش متخيلين استجابتهم تكون كبيرة كده

راضية عن الطريق اللي ماشية فيه البلد وحاسة إن دم ابنك ودم باقي الشهدا مارحش هدر ولا في شئ في نفسك ؟ 
هو طبعا كل بني آدم مننا طماع أنا عارفة إن زمايل ابني واللي كان بيدربهم قاموا بالواجب واكتر كل مايعملوا عملية يطمنوني ويفرحوني انهم جابوا حقه وحق زمايله اللي راحوا انتي عارفة ان واحد منهم قاللي أن أثناء القسم لما بيقولوا لن اترك سلاحي قط حتي اذوق الموت بيقولوا ولن اترك زميلي قط ، جثمان ابني كان ممكن ياخدوه الكفرة ويمثلوا بي وفعلا دارت معركة بينهم دول يشدوه من هنا ودول يشدوه من هناك ومارضيوش يفرطوا فيه ابدا لأن شريف واللي زيه بيكونوا مستهدفين ليهم وبيرصدوا مبالغ كبيرة للي يجيبهم هما حافظوا علي جثمانه بس انا كان نفسي اروح وأشوف المكان اللي استشهد في بعيني ولو اطول أموت اللي موته لكن طبعا لخطورة المكان صعب اوي حد يتواجد فيه ابني كان اول حد يدخله ويقتحمه من فترة كبيرة ومن وقتها اتقفل تاني زي الأول ، وبعدين احنا الحمدلله الحمدلله فمكانة عالية أوي بسبب ابني لما بابص وباقول انت عملت ايه ياشريف يابني عشان ربنا يكرمنا فالدنيا انتي عارفة ان احنا اصلا معروفين وعيلة رياضية والناس كلها عارفة مين محمد عمر ومين شوقي غريب ولكن من بعد شريف بقينا نقول ده انت خليتنا في عز مابعده عز وفخر مابعده فخر يابني والله بجد شريف عزنا اوي .
وجهي كلمة لأكتر ناس انتي حاسة بيهم وهم امهات الشهدا ؟
عارفة احنا واهالي الشهدا بقينامتسامحين مع الناس كلها و مع الدنيا حتي لو حد غلط فينا بيناا متسماحين لآخر حد..وبقيت اقول هو لو أي أم مهما دعت لإبنها مهما دعت له هل هايوصل لهذه الدرجة اللي وصل لها اولادنا عشان كده مابقناش بنتشد مع حد ولا بنزعل مع حد 
فاكرة ايه اخر حاجة قولتيها لأبنك ؟
يارب ياحبيبيي اشوفك فأعلي عليين واشوفك فالسما عالي وفعلا باب السما كان مفتوح وهما اربع ساعات وكان في السما عالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock