أدم وحواءعاممقالات

السم فى العسل



السم في العسل

بقلم / هبه عبدالجواد مهندسة وإعلامية

(التليفزيون كله ثقافة وعلوم وفنون ) من أجمل الأغانى للتليفزيون المصرى من منا لا يعرفها ؟!


قد كانت المواد المقدمة على هذه الشاشة الفضية الصغيرة من أمتع ما يجمعنا جميعاً من ثقافة ومعلومات هادفة وبرامج دينية وتعليمية وثقافية وترفيهية ،ومسلسلات هادفة تؤدى رسائل عظيمة لتنمية الأسرة المصرية وترسيخ للمبادىء والخلق الرائع للمجتمعات العربية بأكملها .

فكانت تنال إهتمام الأسرة المصرية بالدرجة الأولى أنا شخصياً عاشقة لمسلسل يوميات ونيس الذى قدم فيه الرائع محمد صبحى دروساً أخلاقية وتربوية على مدار أجزائه لكل أفراد الأسرة المصرية من الطفل إلى الكهل .

فقد عرض مثالاً للأسرة المصرية المترابطة المحترمة ذات القيم والمبادىء الأسرة المصرية الأصيلة وهذا على سبيل المثال وليس الحصر .

كذلك الأفلام السينمائية راقية المحتوى بقصصها المختلفة و مشاهدها البعيدة عن الإبتذال التى قدمها لنا التليفزيون المصرى ولا ننسي المسرحيات الكوميدية .

السم في العسل
ومن هنا لم يستمتع بالمحتوى المرئي أو حتى المسموع المميز والرائع فى شهر رمضان الكريم فقٌدم إلينا أجمل البرامج التريفيهية والفوازير وألف ليلة وليلة والمسلسلات الرائعة التى كان يتناسب محتواها مع حرمة الشهر الكريم واستمتعتنا بكل هذا أقباط ومسلمين 
لكن إنتقلنا نقلة غريبة فأصبح التليفزيون من أخطر المؤثرات على خلفيتنا الثقافية والأخلاقية والتربوية .

فنجد +18 شيء أكثر من العادى على الشاشة للتنويه أن محتوى الفيلم أو المسلسل أو حتى البرنامج غير ملائم لجميع أفراد الأسرة وهل سيدى الفاضل من هم ١٨ عاماً فأكثر من المباح لهم مشاهدة محتواك المسف ؟!


وأين الرقابة ؟! هل الرقابة تطورت هى أيضاً مع تطور العصر ؟!


 فما ذنبي أنا أو أى أسرة مصرية مازالت تحافظ على قيمها أن تتابع مسلسل من المفترض أنه يٌعرض لترفيهنا والرفع من وعينا المجتمعي لأتفاجىء بألفاظ خارجة ومحتوى وضيع ضمن حلقاته .

هل تضعون السم فى العسل ؟! فلا رقيب ولا حسيب على ماتقدمون.


 بات المحتوى المرئي على شاشتنا هادم لتركيبتنا الفكرية بشكل واضح يستخدمون ألفاظ ومصطلحات غريبة على لغتنا وتجد الشباب يرددونها لتصبح جزأ من ثقافتنا ولهجتنا فمؤخراً عندما عدت من الخارج شعرت كأنى غريبة فى المجتمع .

أسأل مامعنى ماتقولون أتذكر كلمة (ألش) مامعناها هى بديل هذار مثلاً أو سخرية !! حقاً ماهذه الثقافة التى أدخلتموها علينا؟! فليتها توقفت عند هذه الألفاظ الركيكة لكن مشاهد العرى والإيحاءات المسفة المبتذلة متفشية فما هذا الهجوم الممنهج على مجتمعنا فتهاجمونا بأخطر الأسلحة ونحن فى أماكننا لما الإصرار على تلويث أفكارنا ومحو قيمنا وتركيبتنا المصرية.

وأنوه هنا لظاهرة دخيلة أخرى وهى الدراما التركية والهندية هذا المجتمع العلمانى المنفلت خلقياً وكل شيء مباح فيه أصبح جزء من يوم الكثير من الفتيات والشباب حتى النساء والرجال .

التى مهدت بدورها لتمردهم على طبيعة مجتمعنا وتقاليدنا فكل فتاة صارت تحلم ببطل المسلسل المضل لها وتحلم أن تعيش نفس المغامرات الوردية الغير أخلاقية التى لا تتناسب معنا شكلاً أو موضوعاً .

حقيقة وسط الإنفتاح الملموس فى كل جوانب حياتنا لم أعد أرى أخلاقياتنا التى نشأنا عليها إلا فى القرى والنجوع فما زالت البيئة الريفية البسيطة هى المحافظة والملتزمة لحد ما عما يحدث فى المدن .

لست وحدى ساخطة على الإنهيار الفتى الراهن للمحتوى المرئي أو المسموع أو حتى أغانى هابطة وعديمة المعنى أصبحت جزأ من حفلات أعراسنا أإلى هذا الحد انهارت ثوابتنا وتدنى الذوق العام لمجتمعنا؟! من المسئول عن الفتك بِنَا وشن تلك الحرب الداهمة على فكرنا كمجتمع شرقي أين شرقيتنا ؟!

لما لا نجد من يتصدى لكل هذا ؟! فمن منا لا يستاء مما يعرضوه علينا ببيوتنا أنا على يقين أن معظمنا يرونه إسفافاً وإسقاطاً للذوق العام .

هل ننتظر حتى تنهار أسرنا وتشوه تربية وخلق أولادنا بما يكتسبوه من عنف وإنحطاط من تلك المواد الهابطة ؟! فما أجمل العامية المصرية المعتادة وما أقبح ما أدخلوه عليها !

لتكن لنا وقفة مما يحدث لنقاطع الدراما التركية والهندية وتلك الثقافات الغريبة علينا فإن لم يكن هناك رقابة لنكن نحن الرقابة على كل مانتناوله فى منازلنا ، لا تروجوا للأغاني الهابطة أو المحتويات السيئة التى تهدد مصريتنا وملامحها .

أناشد الأجهزة المسئولة والمعنية بهذا بتضييق النطاق ووضع معايير صارمة للرقابة على المحتويات الفنية المقدمة إلينا حتى تسهم بدورها فى إنقاذ المجتمع من الإنهيار الفكرى والأخلاقي إنقذوا شرقيتنا فلا نريد ترفيه سام لأفكارنا لقد إكتفينا … فلا نريد أبدا السم فى العسل!!

رئيسة قسم صحتك بالدنيا / نهى علي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock