عاممقالات

سوق عكاظ سوق عكاظ 



سوق عكاظ 

كتب / اسامه عبد الرؤوف
 فى كل العصور وعلى مر الازمنه كانت التجاره هى اول ماتعلمه الانسان بدءا بالمقايضه اى تبادل السلع والخدمات * وكانت التجاره تمر من بلدا لاخر فى اسواق تفرد فيها كل انواع البضائع من ثياب وماكولات وثروات من معادن نفيثه وحتى تجاره الرقيق والعبيد وجوارى حسناوات * كان التجار ياتون ويذهبون من بلدا لاخر سعيا لترويج بضاعتهم ويحرثون على تواجد شبه دائم فى اسواق يعرف اماكنها اهل كل بلدا يذهبون اليه 

كان هؤلاء التجار يعرفون زبائنهم والمترددين عليهم من كبار اعيان هذا البلد وذاك * انتشرت فى هذه الاسواق كل لغات العالم فى هذا الزمان واختلط الناس ببعضهم وتعارفو وتزوجوا وتقاربوا عملا بقول الله فيهم (جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) كان من بين مايروج له فى الاسواق كل محمود ومزموم فالكل يتبارى ويتفاخر بما فيه وماليس فيه من محاسن وحسب ونسب ودين وملك *

كما وجد فى تلك الاسواق كل انواع الاداب والفنون والرياضه والشعر والغناء وكذا المجون والعرى والدعاره * ومن اهم هذه الاسواق سوق عكاظ فى الجزيره العربيه واسواق اخرى فى اليمن والعراق وبلاد الشام وافريقيا وغيرها من بلاد الله ودروبها * هذا الموضوع أعاد إلى ذاكرتي أسماء كثيرة من أسواق العرب سنأتي على ذكرها وذكر أشهرها وهي الأسواق المشهور عند العرب في أيام الجاهلية وصدر الإسلام .

 ونأتي هنا على ذكر أهم هذه الأسواق وأشهرها هو سوق عكاظ ويأتي بعده سوق ذي مجاز وسوق مجنة . تلك أشهر ثلاث أسواق للعرب قديماً ونبدأ هنا بالسوق الأشهر والأعرق والأقدم من بين هذه الأسواق إنّه سوق عكاظ . فسوق عكاظ هو سوق تجاري واقتصادي واجتماعي وأدبي وهو من أسواق الجاهلية وأشهرها حيث كانت مدّته عشرون يوماً يبدأ من أول أيّام ذي القعدة إلى يوم عشرون منه وكان يسكن سوق عكاظ قبيلة هوازن وقبيلة عدوان وسمّي بهذا الإسم لانهم أي العرب يتفاخرون ويتناشدون (يتعاكظون)ومنطقة عكاظ تأتي وأنت باتّجاه صنعاء في وادي بينه وبين الطائف ليلة واحدة وبينه وبين مكة ثلاث ليال .

كانت تعرض في سوق عكاظ البضائع منها التّمور والخمور والسّمن والعسل والملابس والإبل ويقال فيه الأدب والشعر فيأتي أشهر الشعراء وأشهر المحكمين وتعرض عليهم القصائد ليروا أجودها وأفضلها . وحدثت حرب الفجار بسبب ذلك أي بسبب المنافرات في هذا السوق وكان يعرض في هذا السوق النّساء والعبيد للبيع ويعرض الآباء بناتهم للزواج وقد كرّمه النبي صلى الله عليه وسلم وحضر جانباً من هذا السوق وعرض الدّعوة للإسلام منه . وكان يوجد في سوق عكاظ كثير من الأصنام التي كانت موجودة في الجاهلية منها صنم جهار لقبيلة هوازن وغيرها من أصنام الجاهلية وكان سوق عكاظ من أيام الحج في الجاهليّة لأنّهم يحضرونه محرمين كما أيّام الحج في مكة .

ولأنّه سوق جاهلي فقد هدمه الإسلام وهدم الأصنام فيه لانّ الإسلام يمنع إحياء مآثر الجاهليةوعكاظ كان عيد من أعياد الجاهلية لأنّ به غناء ولعب ولأنّه سابقاً كان مقصداً للتعبّد أمّا الآن فإنّ النّاس لا يتعبّدون فيه أبداً وتركه المسلمون في عام 129هجري وعادت له الحياه مرّة أخرى في أيّامنا هذه ولكن بدون تعبّد وبدون خمر وبلا عبيد وجواري .

 ونأتي هنا على ذكر ثاني هذه الأسواق أهميّة عند العرب في الجاهليّة هو سوق مجنة ويأتي بعد الإنتهاء من سوق عكاظ وكان يقع في بلاد قبيلة كنانة وكان يقام لمدّة عشرة أيّام من أواخر شهر ذي القعدة وحتى طلوع هلال ذو الحجة ويقال أنّ تسميته مجنة يأتي من الجنون والجن وقيل أيضاً أنّ سبب التسمية من الجنان الغناء . لقد ارتاد النّبي هذا السوق لدعوة القبائل العربية للإسلام ويبلّغهم الرّسالة ويطلب الحماية من القبائل وبقي يرتاد عكاظ ومجنة لمدّة عشر سنوات في صدر الإسلام بداية الدعوة الإسلاميّة .

ويأتي بعد هذا السوق سوق ذي المجاز وهو سوق آخر من أسواق العرب وهو سوق يأتي بعد مجنة ويأتي في الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة وهو قريب من جبل عرفات ويقع في شرق مكة .إلّا أنّ سوق عكاظ يبقى الأشهر عند العرب والأكبر والأضخم

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock