عاممقالات

ماذا عن تجديد الخطاب الديني ؟


 بقلم المستشار تامر اسماعيل

رئيس المؤسسة العربية الدولية للمحاماه وعضو لجنه
العلاقات الدولية باتحاد المحامين العرب

كثر الحديث خلال هذه المرحلة، عن
تجديد الخطاب الديني. وتعالت أصوات كثيرة تدعو إلى وجوب القيام بمراجعة جذرية
وشاملة وعميقة للطرق والأساليب والقوالب والصيغ وللمناهج التي تعتمد في مجال تبليغ
مبادئ الإسلام وأحكامه وتوجيهاته ومقاصد شريعته إلى الناس كافة، ونشر رسالته
السمحة التي تسعى إلى الخير للإنسانية جمعاء، على نحو يجلي الحقائق، ويدحض
الأباطيل، ويفند الشبهات، ويوضح معالم الحق للمسلمين، ولكل من يرغب في اكتساب
المعرفة الصحيحة عن كل ما يتعلق بالإسلام.
وحتى تكون هذه القضية واضحة
الوضوح الكامل، فلا بد أن نقول إن تجديد الخطاب الديني، لا ينبغي أن يكون إضعافاً
للدين في حياة المسلمين، بإقصائه أو بالتقليل من تأثيره، أو بالعبث به جهلاً وتفريطاً
وانسياقاً مع الأهواء.
فهذا الصنيع هو إلى التبديد أقرب
منه إلى التجديد، على أي نحو من الأنحاء.
وإلى ذلك فإن التجديد للخطاب
الديني لا يعني التجديد لأصول الدين وثوابته، فهذه مسائل غير قابلة للتجديد أو
التغيير، لأنها أركان يقوم عليها بنيان الإسلام وشريعته.
فالخطاب الديني إنما ينصرف إلى
أشكال الدعوة والإرشاد على وجه الإجمال، التي هي ليست خطباً ومواعظ ودروساً يرددها
كل من ينهض بهذه المهمة، بل هي في عمقها رسالة تنويرية تهدف إلى بناء العقول
وترشيد السلوك، يفترض أن يتصدى لها وينهض بها من يملك مؤهلات وقدرات وإمكانات
تجعله عارفاً بمقاصد الإسلام السمحة، ومؤثراً في محيطه، ومنفتحاً، في الوقت ذاته،
على المتغيرات التي يشهدها العالم، حتى لا يبقى منعزلاً، منكفئاً على ذاته، يخاطب
نفسه، ولا يوجّه خطابه إلى الآخرين.
الخطاب
الإسلامي الصحيح له مقوماته السامية وآثاره العميقة في النفوس ومكانته الراسخة في
القلوب ومنزلته
التي تهز المشاعر
وتحرك العواطف نحو الخير متى كان مستمدًّا من القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله
عليه وسلم، أما إذا اتصف بالجمود فإنه يصبح خطابًا باليًا لا فائدة مرجوة منه، مما
يتطلب صقله وإعادة صياغته في إطار يتناسب مع الزمان والمكان والأحوال والأشخاص
مثله مثل الفتوى تمامًا
.
والواقع أن بعضنا لايعي
مفهوم الخطاب الديني أصلا ولامعني تجديده أوكيف نجدده؟ وهل يحتاج إلي تجديد فعلا
في الوقت الحالي؟ أم أن كثيرا من وسائل الإعلام وبعض الكاتبين يرددون ذلك تماشيا
مع حدث أوموقف معين وسرعان ما ينصرفون أو ينسون أويتناسون بمعني أدق .
وبالتالي فنحن نلف وندور
في دائرة مفرغة قد يضيق أويتسع قطرها حسب الظروف
.
لذلك يجب تحديث الخطاب الديني حتى يكون هذا
مواكباً لظروف هذا المتغير وهو الوضع الراهن 
بكل ما يتضمنه من مستجدات وما يحيط به من تحديات.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock