بقلم/هبة سلطان
رائعة أدبية من روائع نجيب محفوظ وهي ثلاثيته الشهيرة بين القصرين، قصر الشوق، السكرية ، ملحمة وطنية اجتماعية تتحول من عمل أدبي إلى عمل سينمائي، وعلى الرغم من فقر الإنتاج السينمائي لهذا العمل إلا أن فنانين العمل قاموا به على أكمل وجه، ليؤرخ أمينة وسي السيد علي مدار تاريخ أمة بأكملها، وتأتي بعد ذلك ملحمته رواية الحرافيش عشر روايات، امتدت السينما المصرية بعشر أفلام، قام أغلب بطولتها الفنان نور الشريف، وكان على رأس هذه الروائع فيلم المطارد وشخصية سماحة الناجي، فيلم التوت والنبوت وإحياء الأمل في عودة عاشور الناجي، وجاءت روايات إحسان عبد القدوس و تحويلها لأفلام روائع السينما المصرية، تارة يتحدث عن مشاكل المرأة في مجتمع ساد فيه الفكر الذكوري، وتارة عن مجتمع ساد فيه الفساد فكانت الجرأة في كيفية عرضها مثل فيلم أين عمري للفنانة ماجد والفنان زكي رستم،فيلم الراقصة والسياسي للفنانة نبيلة عبيد، وفيلم يا عزيزي كلنا لصوص للفنان محمود عبد العزيز ،ولم تقتصر الروائع على الروايات الأدبية التي اقتبستها السينما المصرية ، بل وجدت أفلام ساهمت في تغيير القوانين.
أفلام ساهمت في تغيير القوانين والتشريعات المصرية
الأفلام السينمائية ليست وسيلة للترفيه أو الإيرادات فقط، بل بمدى تأثيرها في المجتمع، ومحاولة إصلاح كل السلبيات
فجاء فيلم كلمة شرف للفنان فريد شوقي ليكون سببا فى تغيير القانون، والسماح للمساجين بزيارة أهلهم في المناسبات، وحالة المرض.
فيلم جعلوني مجرما للفنان فريد شوقي أيضا وقد كان الفيلم سببا فى تغيير القانون بإزالة السابقة الأولي من ملف الأحكام القضائية .
فيلم أريد حلا وتغيير قانون الأحوال الشخصية، وكيف كانت صرخة الفنانة فاتن حمامة في نهاية الفيلم سببا لتغيير القانون، وإن جاءت الاستجابة لتغيير القانون متأخرة كثيرا.
أفلام سيدة الشاشة فاتن حمامة
لقبت الفنانة فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية لما قدمته من روائع السينما المصرية ، وإسهامها بشكل كبير في تغيير الكثير من المفاهيم المغلوطة المرتبطة بالمرأة مثل فيلم الأستاذة فاطمة، فيلم امبراطورية ميم، فيلم لا عزاء للسيدات ،فيلم الحرام، فيلم يوم حلو يوم مر، وأخيرا فيلم أرض الأحلام، لتستحق عن جدارة أن تكون سيدة الشاشة العربية.
لم تكن أفلام فاتن حمامة وحدها هي المعبرة عن أحوال المجتمع، فقد ظهرت أفلام ثلاثي السينما المصرية الفنان عادل إمام، والكاتب وحيد حامد، والمخرج شريف عرفة لتكون اقوي مجموعة افلام قدمت في تسعينيات القرن الماضي على مدار عمر مائة عام سينما.
أفلام ثلاثي السينما المصرية
ثلاثي السينما المصرية أطلقه الكثير من النقاد على مجموعة أفلام عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة، وصنف الفنان عادل إمام كوميديان السينما المصرية، فقدم الكثير والكثير من الأعمال الفنية الكوميدية التي سخر فيها من الأحوال السياسية تارة، والاجتماعية والاقتصادية تارة أخرى، فكانت أفلامه لسان حال المجتمع، بداية من فيلم شعبان فوق صفيح ساخن، رجب تحت الصفر إلى آخر ما قدمه فيلم زهايمر.
مع تسعينيات القرن الماضي تعاون عادل إمام ووحيد حامد بقلمه الجرئ وشريف عرفة بداية من فيلم الإرهاب والكباب وترجمة لعلاقة الشعب والسلطة، يأتي فيلم المنسي في المرتبة الثانية في ترجمة لعلاقة الفرد بالسلطة،في المرتبة الثالثة اللعب مع الكبار لتكون الجملة الأشهر في السينما المصرية علي لسان بطل الفيلم المواطن البسيط الذي قام بدوره الفنان عادل إمام (أنا بحلم)، ثم فيلم طيور الظلام الذي تنبأ بأحداث المستقبل فيما بين الصراع القائم بين السلطة الحاكمة والجماعات الإسلامية ليكون مشهد نهاية الفيلم الذي أستخدم فيه المخرج الرمزية بالكرة أقوى تعبير عن الفكرة الرئيسية للفيلم ، صراع على الكرة،لينتهي بكسرالشاشة في وجه الجمهور.
ويأتي آخر أفلام هذه المجموعة واقواهم على وجه الإطلاق فيلم النوم في العسل يصرخ بطل الفيلم آه ويصرخ جميع طوائف الشعب ورائه آه.
في الآونة الأخيرة كتب وحيد حامد فيلم أحكي يا شهرزاد بطولة الفنانة مني زكي لتحكي شهر زاد ما تتعرض له من أذى على يد شهريار ونحن في القرن الواحد والعشرين.
ويظل السؤال بعد إستعراض روائع السينما المصرية ، وكيف أسهمت في تغيير القوانين، وكيف كانت سببا فى تغيير بعض المفاهيم المغلوطة والخاطئة، وأيضا كانت لسان ناطق لأحوال مجتمع بأكمله، وكيف كان الفن غاية وليس وسيلة.
واستقبال الجمهور بحفاوة شديدة لهذه الأفلام وتحقيق إيرادات عالية.
أين ذهبت صناعة السينما والروائع؟
وهل السبب في غياب صناعة السينما
هو تحويل الفن وسيلة وليس غاية أم سيطرة فكرة الجمهور عايز كده.
