عاممقالات

إسماعيل ياسين أسطورة الحزن والسعادة


إسماعيل ياسين أسطورة الحزن والسعادة



بقلم هبة سلطان

إسماعيل ياسين أبو ضحكة جنان، هو نجم نجوم فن الكوميديا فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ولد الفنان إسماعيل ياسين فى مدينة السويس عام ١٩١٢ فى حى الأربعين وبالتحديد فى شارع عباس أو الخديو عباس لأسرة ثرية فكان والده يعمل جواهرجى ولكنه تعرض للافلاس وسجن، وقد عمل الفنان إسماعيل ياسين مناديا للسيارات بأحد مواقف مدينة السويس، وعمل أيضا مناديا أمام محل بيع اقمشه بالسويس.

وبعد وفاة أمه تولت رعايته جدته ( سعدية) التى كانت تتميز بالقسوة والشدة عليه، ولذلك فر هاربا من السويس إلى القاهرة وعمره حينذاك ١٧ عام ، ليعمل صبيا بأحد مقاهى شارع محمد علي، وكانت القهوة يجلس عليها الكومبارس، وكان ينام ليلا فى المساجد ،وأحيانا يظل سائرا طوال الليل بلا مأوى، تلك الحياة الصعبة جعلته يقرر مرة أخري العودة إلى السويس ، وفى السويس يبتسم له الحظ ليتعرف على محامى صديق جده ،ويصطحبه مرة ثانية إلى القاهرة ليعمل عنده ، ومن هنا تبدأ قصة فنان الكوميديا إسماعيل ياسين.
من خلال عمله عند المحامى صديق العائلة، بدأ يتعرف إسماعيل ياسين على شخصيات مرموقة ، ويجلس على مقهى الفنانين، والكثير منهم أبدى إعجابه بصوته فنصحه بالغناء، ولكن عند سماع صوته ضحك الكثيرون، ونصحوه أن يلقى المونولوج بدلا من الغناء، واستطاع إسماعيل ياسين النجاح في إلقاء المونولوجات، وكان يستأجر بدلة لحضور الحفلات على مسرح بديعة مصابنى، إلا أن اختاره المخرج فؤاد الجزايرلي عام ١٩٣٩ فى فيلم خلف الحبايب، وبدأ إسماعيل ياسين مشواره الفني حتى وصل لأكثر من ٥٠٠ فيلم، وقد تزوج الفنان إسماعيل ياسين ثلاث زيجات كان آخرهم زواجه من السيدة فوزية ، وقد أنجب منها ابنه الوحيد ياسين إسماعيل ياسين.

إسماعيل ياسين والسينما


إسماعيل ياسين أسطورة الحزن والسعادة

استطاع إسماعيل ياسين بخفة ظله ، وأداؤه لكثير من المواقف الكوميدية فى الأفلام السينمائية أن يكون نجم شباك فى الخمسينيات والستينيات، فقد مثل فى العام الواحد ١٦ فيلما، وهو رقم كبير لم يستطع أحد من نجوم الفن الوصول إليه، وقد أسس فرقة تحمل أسمه هو ورفيق دربه ومؤلف غالبية أفلامه أبو السعود الإبياري،وظلت الفرقة تعمل لمدة ١٢ عام، كما أنه مثل أفلام تحمل أسمه ليكون الفنان الوحيد الذي يوجد أفلام تحمل أسمه مثل إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين، إسماعيل ياسين فى جنينة الحيوانات،إسماعيل ياسين فى متحف الشمع، وسلسلة أفلام إسماعيل ياسين في الجيش، و أفلام كثيرة صنفها النقاد على أنها كوميديا سوداء مثل فيلم المليونير وفيلم الصعود إلى القمر مع رشدي أباظة وفيلم فلفل، فيلم الفانوس السحري، أما الأفلام التي صنفها النقاد على أنها سبقت عصرها بل تنبأت بما سيحدث مستقبلا فجاء على القمة الفيلم الذي أحدث .ضجة كبيرة وهو الانسة حنفى، وبعدها فيلم عفريت عم عبده يتنبأ بأحداث ثورة يوليو،كما عمل مع الفنان فريد الأطرش فى أفلامه كبطل ثانى مثل فيلم عفريته هانم، آخر كذبة، وفى عام ١٩٦١ بدأ يظهر على إسماعيل ياسين الإعياء والمرض، و واعتماده على صديق عمره أبو السعود الابياري ادئ الى التكرار، بدأت تنحسر عنه الأضواء، وبدأ يقدم ثلاثة أفلام أو اثنين فى العام الواحد إلا أن تراكمت عليه الضرائب
خاصة أنه لم يكن قريب من المسئولين، فتم الحجز على عمارته ، و أمواله فى البنوك، فسافر الى لبنان ليعمل في بعض الأفلام القصيرة، أو تقديم منولوجات بعد أن أحلت فرقته عام ١٩٦٦.

إسماعيل ياسين و أفلامه عن الجيش المصري



إسماعيل ياسين أسطورة الحزن والسعادة

تمتع إسماعيل ياسين بشعبية كبيرة فى الخمسينيات ، مما جعل الرئاسة المصرية والمخابرات فى ذلك الوقت تطلب منه عمل سلسلة تحمل اسمه عن الجيش المصري بالإنفاق مع الشئون المعنوية للجيش، حتى يحث الشعب على حب التطوع إلى الجيش، خاصة بعد ثورة ٢٣ يوليو، والجدير بالذكر ظهور عدد من ضباط الجيش الحقيقيون فى أفلام إسماعيل ياسين عن الجيش، وقد كرم الرئيس عبد الناصر الفنان إسماعيل ياسين عن مجمل هذه الأفلام ، فما كان من إسماعيل ياسين إلا أنه تبرع للجيش بمبلغ ٢٠٠٠ ج، وقدم له رئيس الوزراء رسالة شكر على تبرعه.

أعمال إسماعيل ياسين المسرحية

على الرغم من نجاح الفنان إسماعيل ياسين سينمائيا ، إلا أنه لم يحقق نفس النجاح على خشبة المسرح ، فقدم للمسرح ما يقرب من عشرة مسرحيات بداية من مسرحية حبيبى كوكو و انتهاء بمسرحية حكاية جواز.


إسماعيل ياسين أسطورة الحزن والسعادة


فرنانديل وإسماعيل ياسين

فرنانديل هو فنان فرنسي، اشتهر بأداء الأدوار الكوميدية ، بدأ حياته بتقديم فقرات كوميدية فى أحد المقاهى، كان أوجه الشبه بينه وبين إسماعيل ياسين فى سنوات البداية فقد بدأت حياته الفنية في ١٩٣١، ومات فى أوائل السبعينيات مثل للفنان إسماعيل ياسين كأنهم على موعد مع القدر، كما لوحظ أوجه الشبه فى الشكل بينه وبين إسماعيل ياسين، لذلك أطلق البعض على الفنان إسماعيل ياسين فرنانديل الشرق.


إسماعيل ياسين أسطورة الحزن والسعادة

إقرأ المزيد 

وفاة إسماعيل ياسين

اشتد على الفنان إسماعيل ياسين المرض، وتعرض للإفلاس، ويأتى مشهد النهاية فى شقته بالزمالك، كان يريد الفنان إسماعيل ياسين تناول الآيس كريم، فأحضره له ابنه، وبعد تناول الآيس كريم خلد الفنان إسماعيل ياسين إلى النوم، لكنه فى حقيقة الأمر خلد إلى مثواه الأخيرليلة الرابع والعشرين من شهر مايو عام ١٩٧٢، مات من أضحك الملايين ومازال يضحكهم حتى وقتنا الحالي، عاش حزينا ومات وحيدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock