عاممقالات

عالم شائك مليء بالخبايا والأسرار ” السحر الأسود ما بين الرعب والغموض “

كتبت بنازير مجدي


رغم كل ما وصل إليه العالم من تقدم وتحضر وتكنولوجيا، إلا أن مجتمعاتنا لا تزال تعيش في ظلمة الماضي، وبين ضلوعه المبعثرة، فأصبحنا لا نعرف عن الماضي سوي ما انتشر به من جهالات و أوهام كادت أن تعود بنا الآلاف السنين في برهة واحدة من الزمن، برهة يغيب فيها العقل والإيمان، ويسيطر فيها الجهل وفقدان الأمل في قدرة الله، فحقا ذكر السحر في القرأن وهذا دليل كافي علي وجوده، إلا أن ما نلجأ إليه من حيل زائفة لا يمت لما ذكره القرأن في شيء، وسناخذكم في رحلة قصيرة للتعرف علي أخطر أنواع السحر علي مر العصور ” السحر الأسود ” أو كما يسمونه ” السحر المظلم “….

ولكن ما هو السحر الأسود ؟ وفيما كان يتم إستخدامه ؟ وهل يختلف السحر الأسود عن السحر بشكل عام ؟ وهل يمكننا الدخول إلي مثل هذا العالم الشائك، المليء بالأسرار، أم أن هذا العالم المحفوف بالمخاطر، يظل محتفظا بأسراراه الخاصة والتي لا نستطيع النفاذ إليها مهما حدث، و إذا كان الأمر هكذا، فما الداعي للجوء إلي العلم والتقدم والعقل…. وربما أن ما نطرحه من أسئلة ليس بالأمر الغريب حين نقف أمام عالم شائك يتمتع بالكثير من الأسرار التي لا تنتهي..
و عند الحديث عن ذلك العالم اللامعقول و الخفي والغني بالأسرار، نجد أنفسنا تعود إلي 5000 سنة قبل الميلاد، في بلاد فارس، حسب ما ذكره المؤرخين، علي يد الكاهن الشهير ” زورستر “، ومن بعدها انتشر السحر في باقي الحضارات القديمة، وتناولته كل حضارة بما يتفق مع معتقداتها، إلا أن أهدافه لم تختلف كثيرا، رغم إختلاف أشكال تداوله في الحضارات.

ولكن الأمر المثير للجدل هنا هو أننا نجد أن السحر في كل تلك الحضارات ارتبط بشكل أو بآخر بالدين ورجاله، وكأن سلطة ذلك العالم من أسسها هم أصحاب السلطة الدينية، لتلعب معهم دور لا يعلمه سوي هؤلاء الكهنة….
و لا يختلف السحر الأسود ” السحر المظلم ” كثيرا عن السحر العادي، إلا فيما يختص بخطورته، بالسحر الأسود هو شكل من أشكال الشعوذة التي تعتمد علي القوي الحاقدة أو الخبيثة المفترضة، كما تكمن أهدافه في إيذاء الآخرين بأشكال تعتمد علي الحيلة، وكما يشير إلي ما يسمي ب ” سحر الشر “، كما تتلخص أهداف السحر الأسود في يصل بصاحبه ” الذي يقع عليه السحر “، إلي الجنون أو الموت أو الشتات، ويتبع فيه كوكب ذو طبع حار، مع استخدام بخور حار، و يتم اللجوء لتأديه مثل هذه الطرق في الليل، لما يعتقده أصحابها في قدرة الليل علي استخراج مثل هذه الأعمال..
وفيما يتعلق بما يسمي ب ” سحر الظلام ” نجد أنفسنا أمام عالم شائك حقا ربما لا نعرف له حدود، حيث يشير إلي النية الشريرة التي تحرر صاحبها من سيطرة النفس والعقل والطبيعة، وتذهب به إلي ماهو ابعد من ذلك..

كما يقوم أتباعه بإستخدام العديد من الأشياء لممارسة مثل هذا النوع من السحر، مثل استخدام للحيوانات الحية،  إستخدام جلودهم و كذلك إستخدام أجسام البشر، لإتمام تلك الطقوس و التعاويذ، التي توهم مستخدميه بالإقتراب من تحقيق أهدافهم المختلفة..
أما عن خوضنا للبحث في هذا العالم، فربما نستطيع، وربما لا، ربما نصل إلي الصواب وربما نخطئ، ولكن هل هنا في هذا العالم الخطأ مقبول، أم أنه المجال للخطأ، و الخطأ هنا يساوي حياة، فمع من تعبث أيها الإنسان، هل تعلم قدرتك، الكثير من الأسئلة التي يقع الإنسان أثيرا لها، تلك الأسئلة التي دائما ما تحط من دور الإنسان وفاعليته، وتجعله يتطرف في اختيارته، فإما أن يصبح من ممن تم أثرهم وتسخيرهم للإيمان في قدرة هذا العالم اللامحدودة، وإما البعد التام عنه حتي دون أن يذكر اسمه في حديث الفرد، ربما خوفا أو نفورا، ولكن علي اية حال، كيف يمكننا التحدث عن عالم السحر يا سادة في عصر العقول ؟، وكيف يمكننا أن نتلمس إنسانيتنا ونحن من تنازلنا عنها أما بالانغماس في نفيها أو بالتطرف في البعد عنها ؟، وما بين هذا و ذاك لا يزال الإنسان يلجأ إلي هذه الوسائل اعتقادا في قدرتها، ويظل أثيرا لعقائد لا نعرف عنها سوي المخاطر، والقصص المرعبة الملغزة، والتي لا نزال نبحث عنها في الأفلام والمسلسلات لما تحدثه بداخلنا من إثارة ورعب، دون وعي حقيقي بأصل وحقيقة ما يسمي بالسحر والسحره..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock