عاممقالات

الهدايا الصامته

الهدايا الصامته

بقلم د.نشوي كمال
دائما ما تحمل التعبيرات والمشاعر الصامته أروع وأجمل وأرق تعبير عن أحساس يلامس القلب ، أكان حبا . فرحا . أشتياق . أو حتي حزن ووجع ، فهل نجد في هذا الكون كلمه تعبر عن كل المشاعر التي تدغدغ ثنايا قلوبنا حتي لو كانت كلمة (أحبك ) ، ( أعشقك ) ، ( إني أتألم ) فماذا عن نظرة عين دافئه تختزل وتختصر مشاعر سنين ، فتلتقي الأعين وتعبر وتحكي وتشتكي وتحتوي أحتواء أبدا لا تعبر عنه كلمات الدنيا ، وماذا عن احتواء دافئ في أوقات الاحتياج تنطوي فيه كل اللغات تختزل فيه كل معارك الدنيا وتنحني أمامه عجرفة وفخامة ملوك الدنيا ، من منا لا يحتاج إلي عناق يمحو به عالم من الجهد والجهاد وحروب الحياه الصعبه ، نتعثر وقد نقع تمتد إلينا أيادي المساعده نظن أننا تجاوزنا ، لكن ف الحقيقه لو لم تمتد إلينا يد بعينها من بين كل خيارات النجاه لا نشعر بفرحة أو تجاوز ، يد واحده تحملنا من ابعد أراضي الضياع إلي أقصي أمنيات الحياه ، هذا الشعور يجتاح اغلب البشر بل ويعود قانون ايضا عند الغالبيه العظمي ، انا وأنت ونحن دائما ما نحتاج الي نظره معينه واحتواء بعينه وضغطه علي أيدينا من يد بعينها ، لا نحتاج الي كل هذا الزحام ، نحتاج الي سكن بعينه ، حتي الألم اذا اتي إلينا من العالم بأكمله قد نحتمله ، لكننا لا نتحمل نظره تحمل ألم وتعب وحزن في أعين من نحب ، ماذا تفعل فينا تلك التعبيرات الصامته ، تحيينا وقد تميتنا ، تبعثرنا أحيان وتلملمنا أحيان . نظرة خوف من عين ام لأبنائها ، احساس عناق من أب أو أم رحلوا عن دنياك مجرد أن تعود بالذاكره إليه تشعر بالأمان ، فرحه تراها في عين مسكين أو يتيم أو فقير ، قلبه الذي ينبض لك بالدعوات ، فرحه تراها في عين من انتظر الفرحه والعوض لسنوات عديده هل تعبر كلمات ولغات الكون عن اللمعه التي تراها في عين انسان عوضه الله الفرحه واقر عيناه ، هل تعبر كلمات الحزن والصراخ عن الحزن الذي نحمله بقلوبنا أو يظهر في أعيننا ، هل تعبر كلمة الحرمان عن نظرة الحرمان ، النسمات ، ما أجمل وأروع النسمات الصامته ، تعود بنا إلي أعوام وأزمنه لا نستطيع العوده إليها بأعمارنا ، فتهل علي أرواحنا نسمات تعود بنا إلي ايام الطفوله ، المراهقه ، الشباب ، لعبه نراها ، حنين إلي أهل ، اصدقاء ، جيران ، احباب ، فنعتقد أننا من يأخذنا الحنين ولكنها نسمات لا نعلم من أين تأتي تأخذنا إلي ماضي جميل نقي مملوء بالخير والحب والبركه ، فنعرف انها تلك اليد الخفيه التي تبعث إلينا بنسمات وأغنيات ولعبات وضحكات الماضي ، كقسط من الراحه من عالم بات يخلو من النسمات . 
وفي النهايه ، تظل تسأل ثنايا قلبك ، كيف عرف هذا الحبيب أحتياجك إلي العناق في تلك اللحظة بعينها ، كيف عرف أحتياجك أن تدفن نفسك بين ثنايا ضلوعه يخبئ عليك تراب الطمأنينه ويغلق عليك باب زراعيه ، فيهدأ هذا الإحتراق الداخلي عندك ، وتعود إليك السكينه ، تخرج للعالم بروح جديده ساكنه ، انها المشاعر الصامته التي خلقت لغه من اجمل اللغات ليس لها حروف أو كلمات ، ملحوظه انها أيضا لغه بين أرواح بعينها لا تخص كل البشر ، لكن يعبر بها كل البشر أكثر من التعبير بالكلمات ، انها لغة التعبيرات الصامته ، التي يحصل بها مصورين العالم علي أروع صوره احترافيه للعام مجرد صوره تحمل معاني ، معاناه ، تحدي ، امل ، سعاده ، حرمان تختصر نظرة عين حياة شخص بأكملها ، وقد تحصد صوره لا تحمل اكثر نظرة عين بائسه اروع وأثمن الجوائز ، ليس للإمكانات الرهيبه لتلك الصوره او اللوحه ولكن لجبروت التعبير الصامت لمشاعر تحملها تللك الصوره ، انها هدايا صامته من عطايا الخالق التي لا تنتهي .
رئيس قسم المقالات غادة عبدالله
نائب رئيس هبة سلطان 

إقرأ أيضا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock