أدم وحواءعام

متاعب الابناء مع الاهل : السلطة الدكتاتورية…


متاعب الابناء مع الاهل : السلطة الدكتاتورية...


كتبت / نهى عاطف

أحيانا يتعامل الاهل مع ابنائهم بإستخدام السلطة وأسلوب الأمر والنهي والتهديد ، وقد يصل الحال أحيانا إلى الضرب ، ويستخدم بعضهم أسلوب التهكم والسخرية وإحباط الروح المعنوية وإظهار عيوب اولادهم امام الاخرين مما يؤدي أحيانا إلى قتل شخصية الابناء وقد يسبب في الأنحراف ….

ومن امثلة الديكتاتورية : إرغام الأبن مثلا على دراسة كلية معينه دون أن يكون له ميل لها، …….

أيضا: إختيار شريك الحياة: إجبار البنت أو الابن على الزواج من شخص معين دون أي إعتبار لرغباتهم….وعدم إحترام الخصوصيات الخاصة بأولادهم…
عقوق الاباء للابناء ( جينات متغيرة)

الاباء والابناء : إن حب الاولاد حب فطري مغروس في النفس البشرية منذ الخليقة ….
فترى الأنسان يسعد بأولاده ويشعر معهم بمعنى الحياة ،، فالأولاد من متاع الدنيا وهم زينة الحياة الدنيا، وقال تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا) …….

ومن الطبيعي أن يكون الانسان هدفه في الحياة حماية اولاده وإسعادهم وان يكونوا خلف لهم، ومن هذا نعرف أن لا تتغير العاطفة الحقيقية بين الآباء والأبناء ، والحنان يجب ان يتبعه تربية من سلوك وأخلاق ودين………

كثيرا الآن من الأجيال أصيبوا بالميوعة والضعف والانهزامية واللامبالاة، نتيجة الحنان المحض أو الأهمال اللامبالي….

سمعت عن أبناء يضعون أبائهم في دار للعجزة ، لكي لا يشعروا بالضيق وتحمل المسؤولية إتجاههم، وآخرون هجروا والديهم ……..
وآخر أرسله أبواه إلى ديار الغرب ليدرس ويعود …. ويرسلون له من مالهم ، فلما تخرج تزوج من تلك البلاد وإستقر هناك….
ياترى ماذا إقترف هؤلاء الآباء حتى يفعل بهم أبنائهم ذلك؟؟؟؟ 
ولماذا هذه الفجوه الرهيبة بين الأهل والابناء؟؟؟؟
هل هي قسوة من الآباء كان حصادها هذه التصرفات والأفعال؟؟؟
أم إهمال كان من الآباء لأبنائهم في الصغر؟؟؟؟
أم غياب الأهل عن تربيتهم التربية السليمة ؟؟؟
أم مبالغة الأهل في سبل العقاب؟؟؟؟
أعتقد انه ذلك كله ، بالإضافة إلى تعطل لغة الحوار والتشاور……

هذه حالة موجودة ومنتشرة في مجتمعاتنا
فينظر الأبناء إلى مواقف الأباء على آنها حد من حريتهم ، وتدخل غير مشروع في حياتهم ،، فبعض الآباء يثيرون المشاكل الكثيرة مع الابناء مما يجعل حياة الأبناء جحيم ويؤثر ذلك عليهم ، وعلى صحتهم وعلى حياتهم الأسرية فيما بعد،، وبعض الآباء تظلم أبنائها……..

وسأتحدث عن عقوق الآباء والامهات لأولادهم…..ومن اهم صور عقوق الآباء للأبناء:


التفرقة في المعاملة بين الاولاد بعضهم البعض، فنرى أنه يوجد إبن أو إبنه الأقرب إلى الأب أو الأم عن الآخرين والأقرب إلى قلوبهم ،، فيظهرون هذا في معاملتهم وهذا يولد حقدا وكرها من الولد لأمه ولأبوه ولأخوته ايضا……

التضييق والتشدد يجعل الاولاد في حالة تشتت دائم ، فطريقة التعامل في المواقف وردود الأفعال السلبية كالتهجم في الالفاظ على الأولاد واتهامهم بالانحلال أو ما شابه………

متاعب الابناء مع الاهل : السلطة الدكتاتورية...

الاستبداد : من صور العقوق أيضا إظهار الآباء أنهم يملكون الحق الأوحد ، وأن الأبناء دائما على خطأ،، ومن أخطر هذا الاستبداد وهو أخذ قرار بتزويج فتاة دون رضاها ،، فهذا أشد العقوق من الآباء للأبناء……

ومن مظاهر العقوق أيضا : إهتمام رب الأسرة بجلب المال وترك أولاده وزوجته للمجهول ، ويستقر في الغربة تارك مسؤولياته للزوجة فتحافظ الزوجة على أولادها…

ومن الناس من أضاع ابناؤه بسفره الغير مدروس وربما ضاعت زوجته أيضا…..

متاعب الابناء مع الاهل : السلطة الدكتاتورية...
عدم إختيار أم صالحة أو أب صالح ..من اسباب العقوق ايضا….وأيضا من اسباب العقوق ضرب الزوج لزوجته أمام أولاده….. 
عدم تعليم الاولاد تعاليم دينه وتعاليم الصلاة …… 


ومن القول الحكيم في هذا الموضوع ( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليعن ولده على بره) …. وإلا سيحاسب على عقوقة لولده كما يحاسب ولده على عقوقه…..

قالت الداعية الاسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي أن ظلم الأم والأب للأبناء في هذا الزمن شلالات نار وآلام لها صدى توثر على نمو أولادهم وتفكيرهم وتعد تقصيرا في إعدادهم ، وهذا مايعرف بعقوق الآباء …..

وتجسدت اسباب العقوق في هذه القصة التي سأرويها عليكم ،، 
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه ، فأحضر عمر بن الخطاب رضى الله عنه إبنه وأنبه على عقوقه لأبيه ، فقال الأبن: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال بلى ، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ 
قال: أن ينتقي أمه ، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب ( القرآن ) …..

فقال الأبن: يا أمير المؤمنين أنه لم يفعل شيئا من ذلك: اما امي فإنها كانت زوجة لمجوسي، وقد سماني جعلا ( جعرانا) ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا، فالتفت أمير المؤمنين إلى الرجل وقال له: أجئت إلي تشكو عقوق إبنك وقد عققته قبل ان يعقك ، وأسات إليه قبل أن يسئ إليك ……

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل راع ومسؤول عن رعيته، والمرأه في بيت زوجها راعية ، وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع، وهو مسؤول عن رعيته) …..

فاللولد على أبيه حق المأكل والمشرب وأن يزوجه وأن يعالجه …فيجب على كل أب ان يفعل ماهو واجب إتجاه أبنائه وكل ام أن تحنو على أولادها وأن تسقيهم حبها وعطفها وحنانها ، ..فما يحدث من عقوق من الآباء للأبناء هذا ماهو إلا انتكاسة للفطرة فلذلك أقول أن جينات الأم كأم تغيرت وجينات الاب تغيرت أيضا…

وحتى تندثر هذه الحالة في مجتمعاتنا يجب أن تحل كالآتي:

توعية النشأ الصغير منذ الصغر في المدارس والجوامع ..فالولد سيصبح أبا والبنت ستصبح أما، فلو تعرف هذا الجيل على مسؤولياته منذ الصغر وتنمية الأبوه والأمومه الصحيحة بداخلهم ، سينشأ أجيال لايوجد فيها أي نوع من أنواع العقوق، سنصنع مجتمع صالح محترم ، يعرف ويفهم تعاليم دينه جيدا ، وبذلك تتلاشى حالة العقوق المتفحلة في مجتمعنا…….

متاعب الابناء مع الاهل : السلطة الدكتاتورية...

وهذه التوعية مسؤولية كل من علماء الدين وعلماء النفس والأجتماع ،،،
وهذا هو حل المشكلة من الجذور ……

ويبقى سؤال ، ماذا نفعل في الوضع الحالي؟ فالولد أصبح أبا والبنت أصبحت اما ، دون التوعية اللازمة بالفطره فقط ….ولكن كما قلنا أن هذه الفطره أصبحت معاقة عند بعض البشر ، لأسباب كثيرة وأساسها التربية من الاساس الغير سليمة ، والبيئة المهزوزة ، وعدم الوعي الديني……….

وفي آخر كلامي أقول لكل أب ولكل أم ، إتقوا الله في اولادكم ، ولكل زرع حصاد ، ولكل إبن وإبنه.، راعوا الله في آبائكم وأمهاتكم….

رئيسة قسم صحتك بالدنيا / نهى على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock