جمالك حياةعام

10 أسباب للمشاكل الأسرية

10 أسباب للمشاكل الأسرية


كتبت إيناس رمضان

الحياة بمثابة رحلة قد تطول أو تقصر لا يعلم متي ستنتهي سوي الله “سبحانه وتعالى” كل ما علينا أن نسعى لرضا الرحمن و ندرك كيف نسعد أنفسنا أولاً لكي نملك القدرة على إسعاد شركاء الحياة فقد أوصي بهم الله جلَّ جلاله:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ 
ولأنها دنيا لا تخلو من المشاكل وخصوصا المشاكل الأسرية التي تعكر صفو حياة الكثيرين وتكون سببا جوهريا في الحرمان من الحياة . 
وتتحول العلاقة القائمة على المودة والرحمة إلي ساحة قتال في بعض الأحيان نتيجة الخلاف بين الزوجين أو بين الأبناء أو بين الأبناء واحدي الوالدين فيسود الاضطراب والقلق وتتصدع العلاقات داخل أفراد الأسرة الواحدة . 
لذا سنتناول في هذا المقال بعض أسباب تلك الخلافات الأسرية التي قد تؤدي إلى انهيار ذلك الكيان المقدس .

*الخرس الزوجي


“هل الحياة هي المسئولة عن الخرس الزوجي أما نحن من جعلنا الحياة خرساء”.

نتيجة تزايد أعباء الحياة هجر الرجل بيته لساعات طويلة محاولة منه لتلبية احتياجات أسرته ظناً منه أنه بذلك يؤدي دوره بالكامل في الحياة ونسي أو تناسي زوجته وأولاده واحتياجهم للعطف والحب والوجود وأنشغلت المرأة بأمور عدة لقتل الفراغ.
وكثير من الرجال نجحوا في ارتداء العديد من الأقنعة فتراه خارج البيت يظهر بصورة الجنتلمان والإبتسامة لا تفارق وجهه و لديه سعة صدر وقدرة على الاستماع للأصدقاء ومشاركتهم بصدر رحب في مشاكلهم إلي أن يعود لمنزله وينزع ذلك القناع الزائف فيظهر متجهم عبوس ينفرد بنفسه معظم الوقت لا يريد الحوار أو المشاركة في حل أي مشكلة تواجه أسرته ليظل سؤال حائر في ذهن الزوجة لما ولماذا ومع من أعيش ولكنها أسئلة بلا أجوبة فيحل الألم قلب الزوجة ويتبدد أي أمل في أن تحيا حياة مستقرة سعيدة. 
ولا نستطيع إلقاء اللوم على الزوج وحده في حالة الصمت الرهيب الذي يسود بين الزوجين فكثير من الزوجات تلجأ إليه كوسيلة للهروب أو رفض للزوج والنفور منه في بعض الأحيان.

تضخيم عيوب شريك الحياة


” الناس تعشق بالقلوب ولكل معشوق عيوب” 
الحب الحقيقي يعتمد على تقبل عيوب الآخر فلكل منا مميزات وعيوب فلا تبحث دائما عن عيوب شريك حياتك وتركز عليها بطريقة سلبية وتضعها تحت الميكروسكوب طيلة الوقت فهو إنسان له عيوب كما له مميزات فلا تضخم الأمور وحاول أن تضعها في حجمها الطبيعي. 
مما لا شك فيه أن الحب والعشرة الطيبة بين الزوجين تؤثر بالإيجاب علي الطرفين ويحاول كلا منهما الإصلاح والتغيير، أما النقض المستمر ينفر الإنسان ويجعله يبتعد ولا تنسي أن لك عيوب يتغاضى عنها حفاظا علي علاقتكما. 
فما أجمل التغافل من أجل بقاء الود .


10 أسباب للمشاكل الأسرية

إقرأ المزيد صفات ربة المنزل الناجحة


العدل والفضل


90 % من حالات الطلاق بسبب المزج بين مفهوم” العدل والفضل” لأن الكثيرين حول الفضل إلي عدل لذا وجب التنبيه لمعرفة الفرق بينهما. 
فالعدل أن يأخذ كل ذي حق حقه ، أما الفضل يجعل صاحب الحق يتنازل عن حقه.
فلا تنسوا الفضل بينكم لأن التعامل بالعدل لا يمحو ما بداخلنا من سلبيات حيث يظن كلا منا أنه صاحب حق وقد تساعد الظروف على ترسيخ ذلك الظن في ذهن الإنسان وبالتالي التعامل بالعدل لن يصل بالنفس لدرجة التراضي مطلقا أما الفضل فقد حسم شعور الإنسان بالرضا. 
وقد وجد أن أنجح الزيجات هي التي أساسها التعامل بالفضل وليس العدل وتبدأ العلاقات في الانهيار عندما يبحث كل طرف عن حقه على حساب الطرف الآخر ويعتبر الفضل حق مكتسب وليس من كرم الأخلاق فتعلم حينذاك أن هذا البيت بدأ فى الانهيار .

التوقعات وخيبات الأمل


مما لا شك فيه إن كل إنسان يرسم في مخيلته صورة وردية للحياة الزوجية قبل الزواج ولكن يصطدم بالعديد من المشاكل والمسئوليات التي تلقى على عاتقه بعد الارتباط فتشوه قليلا اللوحة الجميلة التي رسمها وقد ينجح البعض في تلوين تلك الصورة والحفاظ عليها عندما يحسن اختيار شريك الحياة بقليل من الصبر وإدراك لطبيعة الاختلاف والتأقلم مع المتغيرات الجديدة في الحياة ، ويصاب آخرون بخيبات الأمل عندما يجد نفسه أمام واقع مرير وبالاخص عندما يعلو سقف توقعاته التي بناها ويكتشف أن الحياة الزوجية مجموعة من التنازلات من طرفي العلاقة للحفاظ على استمرارها واستقرارها. 
فنجد البعض يستطيع التعايش أملاً أن يحول الخيال إلي واقع وآخرون يفشلون في مثل هذه الحالة فلا مفر من الهروب من تلك العلاقة والبحث عن ملجأ آخر.

10 أسباب للمشاكل الأسرية


التكافؤ بين الزوجين

الجدير بالذكر أن هناك ما يقارب من 12 اختلاف بين الزوجين عند بداية الحياة و يحتل الاختلاف في القيم المرتبة الأولى بين تلك الاختلافات ونظرة كل منهما للحياة بشكل عام والحياة الزوجية على وجه الخصوص فنجد كل طرف محمل بمعتقدات البيئة التي نشأ فيها وكون من خلالها صورة مصغرة عن الزواج يحاول تطبيقها على أرض الواقع. 
وعندما يكون هناك فرق كبير في المستوي الاجتماعي تزداد حدة الخلافات و تتسع الفجوة بينهما فكلاهما له وجهة نظر مختلفة في أساسيات الحياة قد يصل الاختلاف في تقدير الحق والباطل ، الحلال والحرام ، الصواب والخطأ فإن لم يحاول الطرفان تقريب وجهات النظر يصعب عليهما إيجاد لغة مشتركة بينهما أو نقطة التقاء تجمعهما ويكون الانفصال هو الحل الأمثل لمثل هذه الزيجات.
التكافؤ بين الزوجين لا يقتصر على علي التكافؤ الاجتماعي فقط ولكن يشمل التكافؤ التعليمي والأقتصادي وغيره والأهم التكافؤ الديني لأنه الدعامة الأساسية لبناء حياة زوجية سعيدة .


إقرأ أيضا  المرأة وميزانية المنزل   



الطرف الثالث


لا تخلو الحياة الزوجية من المشاكل لأسباب متعددة ولكل منها تأثيره علي طرفي العلاقة ولكن وجود مساحة مشتركة بينهما تساعد في احتواء تلك الخلافات ولكن عندما يتدخل طرف ثالث غير حكيم في المشكلة سواء كان من الأهل أو إحدي الأصدقاء تتصاعد حدة المشاكل حيث يبدأ في بث سمومه أو تحريض أحد الأطراف و تتفاقم المشكلة وتؤدي إلي تشوه العلاقة وحدوث شرخ لا يلتئم لأحساس أحدهما بالإهانة وإفشاء أسراره أمام الغرباء.
لا يقتصر دور الطرف الثالث على التدخل في المشاكل بين الزوجين وإنما يكون مصدر التعاسة عند شعور أحد الزوجين بعدم الرضا والقناعة بما قسمه الله له والنظر بعين الرفض والسخط علي حياته ومقارنتها بأحد المعارف أو من هم أعلى منه في المستوى فيكون بذلك هو نفسه مصدر المشاكل و سبب في تعاسة أسرته بالكامل وفي هذه الحالة يكون الطرف الثالث برئ من كل الاتهامات و لاحول له ولاقوة.

الإفهام قبل الفهم



في كثير من الأحيان يطالب إحدى طرفي العلاقة الطرف الأخر بفهمه والشعور بما يجول بداخله دون البوح به ويحاسبه في بعض الأحيان لعدم إدراكه بما يخفيه وفي هذا ظلم بين لكلا الطرفين لما فيه من سوء تقدير لكثير من الأمور. 
بالإضافة لعدم محاولة ذلك الطرف لفهم طبيعة شريك حياته قبل المطالبة بفهمه ولعل إدراك الفرق الأساسي بين طبيعة الرجل والمرأة قد تساعد في حل بعض الخلافات فقد حبي الله المرأة بالقدرة علي التفكير بشكل حلزوني والتفكير في أكثر من موضوع في نفس الوقت والنجاح في إتمام الكثير من المهام في آن واحد عكس الرجل فإن تفكيره متتابع لا يستطيع التركيز في أكثر من عمل في نفس الوقت وإنما عمل يتلو الآخر. 
عدم الفهم لتلك الطبيعة الربانية قد تخلق العديد من المشاكل. 
ويعد السبب الرئيسي في فهمنا شريك الحياة هو الإنصات الجيد. 
فيا صديقتي وأنت يا صديقي شريك الحياة هو أولى الناس بالانصات له ومشاركته مشاعره ومشاكله فلا تبخل ببذل الجهد لاستيعاب وفهم شريكك لتعبر بر الأمان .

التكنولوجيا


“هل تمثل التكنولوجيا نعمة أم تعد نقمةعلي الأسر” 
فعلي الرغم من الإيجابيات المتعددة لها والتي لا غني عنها في وقتنا الحالي إلا أنها نجحت بجدارة في هدم الكثير من الروابط الأسرية وتباعد أفراد الأسرة عن بعضهم إذا أسيء استخدامها فنجد كل فرد في الأسرة يعيش في عزلة داخل المنزل والأولوية الأولى لذلك الرفيق الدخيل الذي ينقله إلى عالم افتراضي من خلال مواقع التواصل الاجتماعى. 
وارتفعت مؤخرا نسبة الطلاق بسبب انشغال أحد الزوجين بقضاء معظم الوقت في التواصل مع الآخرين عبر العديد من مواقع التواصل مشيرًا لجوئه لها نتيجة شعوره بالجفاف العاطفي أو الفقر أوكسر الملل أو حلم بواقع صعب المنال وعندما يكتشف الطرف الآخر تلك العلاقة يفقد إحساسه بالأمان وتنعدم الثقة ويحل الشك الذي يقتل الإنسان و وتكثر الظنون بين الزوجين وهذا بدوره يؤدي إلى حدوث فجوة كبيرة بينهما كفيلة بتدمير العلاقة الزوجية إذا لم يتم استيعابها في الوقت المناسب من كلا الطرفين .


10 أسباب للمشاكل الأسرية



الأنانية


أنانية الزوج أو الزوجة تعتبر القاتل الخفي لأي مشاعر بينهما فمن الصعب التعايش مع شخصية نرجسية لا ترى في الكون سواها وتؤمن بأن الكون يجب أن يتمركز لخدمته وتحقيق متطلباته. 
فكيف تنجح علاقة مقدسة تعتمد على العطاء وإيثار الغير وإحدى دعائمها يتميز بالغرور والتعالي عاشق لنفسه يسعى لتحقيق ملذاته فقط حتى لو كان على حساب الآخرين لأنه علي قناعة تامة بأنه يستحق ويتملكه دائماً جنون العظمة ويهمش كل الحقائق ولا يصغي لأحد فيعتبر كارثة تهدد الحياة الزوجية بكل المقاييس.


الماديات والنقيضان


“اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب”
“القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود “

تلك الأمثال الشعبية نتفق معها أو نختلف لكنها تدل على مدرستين مختلفتين في الحياة إحداهما يميل إلي الادخار تحسبا لأي طارئ في الحياة والآخر يعيش يومه ويرغب في الاستمتاع به فما بالك إذا جمعت بينهما الحياة ستكون هناك الكثير من الخلافات في كيفية إنفاق المال و تتفاقم المشكلة عندما يكون دخل الأسرة محدود لا يكفي متطلبات الأسرة بالكامل فيشعر الزوج بالعجز لعدم قدرته على سد الاحتياجات الأساسية وتعيش الزوجة في حالة من القلق المستمر و الخوف من حدوث أي حدث طارئ . 
و بعض الزوجات تتهم أزواجهن بالتقصير دون مراعاة الظروف مما ينعكس بالسلب علي علاقتهم و بالتالي على الأسرة بالكامل.

الحياة الأسرية حياة مقدسة مبنية على الحب والثقة والاحترام المتبادل بين الزوجين وكثرة المشاكل تؤذي الصحة النفسية لهما ويجني الأولاد ثمار هذه العلاقة مرارة تلك المشاكل فينشأ جيل غير سوي.

10 أسباب للمشاكل الأسرية


قليل من الاحتواء والفهم لطبيعة الآخر تساعد في حل الكثير من المشاكل فالمرأة تحتاج في المرتبة الأولي للأمان يليه الحب وتسعدها كلمات الثناء فلا تبخل أن تمنحها الحنان والحب. 
أما الرجل يحتاج للإنجاز والراحة ومهما كان قوياً يحتاج في بعض الأحيان زوجته أن تغمره بحنان الأم كوني أمه ولكن احذري إخراج الطفل الذي بداخله.

ولا تسمحوا بمشاعر الغضب أن تتملك منكم وتذكروا دائما قول أبو الدرداء لامرأته: ” إذا رأيتني غضبت فرضني وإذا رأيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب “.

كل جديد على سحر الحياة   خلطات الليمون السريعة لتفتيح الركب والمرافق الداكنة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock