عاممقالات

الإلحاد آفه العصر الحديث

Atheism is the modern age



كتبت داليا إسماعيل



هل يمكن أن تقود الثقافة وكثره التأمل إلى الإلحاد ؟
“الحاد ” ” ملحد ” لم تكن تلك الكلمات متكرره علي مسامعنا قديما مثلما هو الحال الآن في السنوات الأخيرة . فقد أصبحت أكثر انتشاراً عن ذي قبل ولم تصبح تثير أي وجه غرابه عند سماعها ؛ فما الجديد !
فقبل أن نبحث وراء هذه الظاهره وأسبابها دعونا نعرف ما المقصود بكلمه (الحاد) ؟ وهي إنكار وجود خالق لهذا الكون أو إنكار كونه متصرفا فيه ؛ أي عدم الإيمان بوجود الالهه وان الكون وجد نتيجه لتفاعلات طبيعيه عن طريق الصدفه وكذلك أن وجود الإنسان ما هو إلا تطور لهذه التفاعلات وليس لأي اله أي فضل في اي امر يخصه .
والإلحاد لا يقتصر علي الدين الاسلامي فقط بل كل الديانات السماوية فنجد أن خطر الإلحاد لا يقل أهمية ابدا عن خطر الإرهاب .. فهل الإلحاد مرض نفسي أم قرار رشيد من الشخص !
وبسؤال الطبيب النفسي أحمد عكاشه عن ما إذا كان الملحد هو مريض نفسي ؟ وكانت إجابته ” أن الإلحاد هو نوع من أنواع الفكر الخاطئ وليس مرض نفسي .

إقرأ أيضا
نساء ولكن رواية الامومة

وبالبحث عن أسباب هذه الظاهره نجد أنه ليس بالسهل حصرها بعجله بل تحتاج لكثير من الجهود من المختصين في مجالات عده مثل الدين / الفلسفه/علم النفس والاجتماع. وما نحن هنا الا لمحاوله تقريب هذه الأسباب فنجد أن : 
1/ غياب دور الاسره هو أحد أهم الأسباب الرئيسيه لانتشار هذه الظاهره ؛ فأين دور الآباء في تربيه أبناءهم وتقويمهم وسماع ما يدور بذهنهم ومناقشتهم وتصحيح أي فكر شاذ يطرئ عليهم .
2/ التشدد الديني والذي يؤدي لنتائج غير مرغوبه وكم من دعاه كانوا سببا في الحاد الكثير من الشباب فالغالبيه العظمي ممن الحدوا كان الحادهم ما هو إلا رد فعل عكسي اثر ذلك التشدد ؛ فيجب مراعاه الدين الوسطى والبعد عن التشدد ومراعاه المرحله العمريه للشباب ويجب على الداعيه أن يشعر الشاب إنه صديق له وليس سيف مسلط عليه.
إقرأ أيضا
الأمانةالزوجية

3/ غياب دور المؤسسات التعليمية والثقافيه , فلهذه المؤسسات دور كبير لتكون حلقه وصل دائمه بالشباب خصوصا في ظل عصرنا هذا وما يتميز به من انفتاح علي الثقافات الغربيه والتي تعتبر بمثابه بيئه خصبه لهذا الفكر المتطرف .
4/ كثره التعمق العلمي وربط كل الاحداث بالاسباب العلميه من الممكن أن يؤدي بالتبعيه الي الإلحاد ولكن هذا السلاح يعتبر ذو حدين لأنه لا يمكن إنكار قدره الخالق حيث أنها الأساس وسرعان ما يتدارك الإنسان الحقيقه ويرجع لرشده وهذا ما حدث بالفعل مع دكتور مصطفى محمود .
وكما قال الفيلسوف الانجليزي فرانسيس بيكون ” أن قليلاً من الفلسفه يقرب الإنسان من الإلحاد؛ أما التعمق في الفلسفه فيرده إلي الدين . 
كل هذه العوامل واخري سبب في تزايد هذه الظاهره في مجتمعاتنا . ولابد لنا من الاعتراف بالخطر المحاط بشبابنا ومجتمعاتنا بالتبعيه .
ولإستيعاب تلك المسأله المعقده وجب تكاتف الجهود علي كافه الأصعدة من أفراد ومنظمات ومتخصصين اجتماعين و رجال دين ودعاه مؤهلين لمثل تلك الأمور .ونأمل أن نري ذلك عن قريب .
وأخيراً أقول :” أن الله باق لا محاله “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock