أدم وحواءعاممقالات

وريقات أربعينية


وريقات أربعينية

وريقتي السادسة و العشرون
بقلم د. غادة فتحي الدجوي

وريقتي الْيَوْمَ عن التعلم و الثقافة، هذه الأونة كلنا نتحدث عن التعليم ؟! و ماذا عن الثقافة العامة و التعلم… الثقافة و التعلم بأيدينا نحن ، و انها رسالة الي كل أم و أب أنتم من سيعلم الجيل الجديد كيف يجد الثقافة و يحرص علي التعلم، من خلال مكان جميل موجود في معظم الأحياء نعم مكان جميل يسمي ” المكتبة” .

و سأحكي لكم كيف كانت رحلة الثقافة في المكتبة من وقت ما كنت في المدرسة في أواخر السبعينات في مدرسة طوسون الابتدائية المشتركة ، مدرسة حكومية بسيطة صغيرة و كأنها بيتنا و كانت مدرستي رحمها الله ” أبلة وطنية” نعم كنّا نقول أبلة و اللفظ يحوي العديد من المعاني الرائعة، كانت تطلب منا في بداية كل فصل دراسي مع الكراسات و الاقلام و الجلاد و التيكت ان يشتري كل تلميذ قصة ، نعم قصة.. و في نهاية الأسبوع الاول من الدراسة نكون قد أحضرنا كل الأشياء و طبعا فرصة أسبوع للتلاميذ احتراما لميعاد مرتبات أولياء الأمور ، و في بداية الأسبوع الثاني نبدا في تزيين الفصل بالجلاد و الساعة و الوسائل التعليمية التي كنّا نكتبها و نرسمها بأيدينا و احيانا المتيسر ماليا منا يرسمها في المكتبه، و ضمن الزينة صندوق الإسعافات الأولية و أيضا حبل نثبته في كل أركان الفصل لنعلق عليه القصص مثل حبل الغسيل و لكن يحمل كل ثقافتنا و حتي صندوق القمامة كنّا نزينه و بال الفصل و عليه اسم الفصل و بعدها تأتي مسابقة اجمل و أنظف فصل.و اثناء الدراسة كل شهر نشتري قصة جديدة لنقرأ اكثر…

و بعد الانتخابات لرائد الفصل و اللجان يكون مسئول اللجنه الثقافية مسئول عن استعارة القصص و عندما تأتي اجازة نصف العام الدراسي كل تلميذ يأخذ ٣ قصص و يأتي بعد الأجازة و يكتب ٣ أسطر عن كل قصة و يعلقها في الفصل و هذا كله حدث معي علي مدار الست سنوات من الصف الاول الي السادس…

إقرأ أيضا وريقات أربعينية


و عندما كبرت و في أواخر التسعينات كنت أعمل كمدرسة و كانت حكايات المكتبات العامة في مصر قد ولدت و انتشرت، و كان بجانب مدرستي مكتبة البحر الأعظم فكانت بيتي الثاني و كنت افعل نفس التقاليد مع طلابي في المدرسة التجريبية و كنت أشعر بإختلافهم عن بقية الطلاب و هذا ما أثبته الزمن لي في أربعينياتي، و كنت اكافئ طلابي المجتهدين بأن اشترك لهم في المكتبه كي أفتح لهم باب حياة جديدة، و أحثهم علي التعلم و الثقافة و الاشتراك في المسابقات في أدب أدب الطفل و البرمجة و حينما فاز اثنان من طلابي بالجائزة الأولي كنت المس السماء من فرحتي و كبروا طلابي و أصبحوا رجال و سيدات مؤثرين في مجتمعاتهم .

و الان في الألفية الحالية و انا في أربعينياتي تجددت حكايات مع المكتبات فأصبحت اتعلَّم فيها و أشارك غيري في التعلم و أصبحت المكتبات أكثر تطورا وبها العديد من الأنشطة الفتية و الثقافية و الرياضية..

و لكن للأسف ما زال العديد من الأمهات و الآباء يفضلون جلوس ابناءهم في البيوت أثناء اجازة الصيف و كل الاجازات اكثر من ان أنهم يأخذو بيد أنفسهم ثم يد أبنائهم ليبحروا في بحر الثقافة التعلم ، اذا قمتم بفتح هذه الأبواب فستقوا أولادكم شر إدمان التكنولوجيا السلبية و النوم طوال النهار و العادات السلوكية السيئة ، لن يكون لديهم و قت و لن يلصقوا أعينهم طوال الليل و التهارفي شاشات الكمبيوتر من اجل ألعاب تغري فيهم العنف و تجعلهم اكثر انطوائية بل ستساعدوهم ليكونوا أسوياء و سيتغير حديثهم و سيكون لديكم أيضا وقت لتشاركوهم الحياة بدل عن يكون كل فرد في العائلة في عالم افتراضي خاص به و تصبح الاسرة مفككة، افتحوا أبواب جديدة مفيدة في حياتكم و حياة اولادكم… أبواب مفتوحة علي العالم باكمله و لكن بالحفاظ علي المساحة الأمنة … أدعوكم جميعا ان تبحثوا ان اقرب مكتبة عامة او مركز ثقافي بجانب منزلكم و اذهبوا لزيارتها و اؤكد لكم انكم ستجدون منزلا متسعا بالحياة?

إقرأ المزيد



مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock