أدم وحواءعام

العجز النفسى

بقلم دكتورة زينب زكى
عانقتنى .. وكأنها لم تعانقنى من قبل .. وانهمرت دموعها على خديها كأنهار جارية ليس لها أول من آخر ..
فأخذت أربت على كتفها .. محاولة أن أطمئنها .. وأن أعرف سر بكائها هذه المرة .. فنهرتنى متعجبة منى .. متساءلة .. 
وكيف لا تعرفين ما أشعر به وأنتى نفسى .. وكل ما أملك فى هذه الدنيا ؟ .. فإبتسمت لثقتها الغالية وأجبتها .. 
أعلم ذلك .. ولكننى هذه المرة .. لا أدرى ما الذى يبكيكى صغيرتى الجميلة ؟ فأجابتنى .. لأننى أشعر بعجز النفس .. 
ذلك الشعور الذى يأخذك بلا شفقة أو رحمة .. يضع بين يديك الآمان .. ولا تشعر إلا بالخوف يحيط بك من كل مكان .. ويضع بين يديك الحب .. ولا تشعر الا بالرفض والنبذ من كل المحيطين .. ويضع بين يديك الأمل .. ولا تشعر الا باليأس والفقد والحرمان ..
تقف عاجزا أمام عجلة الحياة .. مكتوف الأيدى .. مكبل القدمان .. على الرغم من أن يداك وقدماك سليمتان من الناحية الصحية تماما .. ولكنك تشعر بالعجز التام .. ولا تستطيع الحراك أبدا ..
تماما .. مثل طائر له جناحان وقدمان ولكنه لا يستطيع السير على الأرض ولا حتى الطيران .. قطعت يد الزمان عنقه .. وبدا ينزف من الألم .. ويرفرف بجناحيه الاثنان .. فما إستطاع أن يوقف نزيف الألم .. ولا إستطاع الهروب بالطيران .. ولا حتى بالسير بعيدا عن الخطر الذى لحق به .. 
فما إستطاع أن يوقف نزيف الألم .. ولا رحمته الحياة ليفارقها فى أمان تام ..
تحياتى للجميع

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock